يبدو أنه قد بات مستحيلا الاتفاق علي كلمة سواء, فالميدان له مسار والصندوق له مسار آخر, في هل رئاسة الدولة يتم اختيارها عن طريق الميدان أم الصندوق.. هل الأوقع والأفضل أن تجري انتخابات الاعادة ليحقق الفوز فيها شفيق أو مرسي وفقا لمن يحصد أصوات تفوق ما حصل عليه الآخر أم تتم الاستجابة لمطلب الشارع والميدان بتعيين مجلس رئاسي يتولي شئون البلاد في الفترة الحرجة المقبلة.. من الذي ترجح كفته شرعية الصندوق أم روح الميدان.. أليست الانتخابات التي جرت يشهد كل الأطراف بنزاهتها ويشيد بها العالم, فلماذا نرفضها لماذا نهدد الصندوق الانتخابي ونرفض ما أسفرت عنه النتائج علي رغم أنها تمثل إرادة الناخبين, هل الصندوق كانت إجابته خاطئة مما يستوجب التصحيح هل الثوار يعبرون عن ضيقهم واحباطهم برفض الصندوق رغم التسليم بشرعيته وفرض المجلس الرئاسي المدني ليكون هو البديل.. كيف نتفق علي موقف موحد ونحن نري حمدين وابوالفتوح يرحبان بالمجلس الرئاسي ويؤيدهما البرادعي وهل لو كان أحدهم نال الفوز في سباق الرئاسة لكان له نفس المطلب, وكيف ننتظر نجاحا من المجلس الرئاسي بينما أطرافه يمثلون أطيافا متباينة متصارعة هل كان الأجدي بالفعل أن تجري انتخابات الإعادة في موعدها أم أن الثوار في الميدان تكون كلمتهم هي المسموعة والنافذة, هل كانت تلغي الانتخابات لنطبع أوراقا جديدة ونجري الحملات الانتخابية ونهدر ونبعثر الأموال ونشتري الأصوات هل كان يصدر قانون العزل لنجد هذا المرشح أطيح به فجأة لإفساح الطريق أمام المرشح الآخر. هل هي أقوال صادقة أم مزاعم وأكاذيب حينما نسمع من يقول إن الإخوان عملاء للحزب الوطني المنحل وعقدوا صفقات مع قياداته أو علي الجانب الآخر أن شفيق عازم علي إعادة انتاج النظام البائد, هل يري الدستور الجديد النور أم يظل سرابا لا يصل إليه أحد وهل بموجبه تصبح سلطات الرئيس مطلقة أم منقوصة. لا أحد يعلم ماذا تخبئه الاقدار ولا أحد يعلم من له الكلمة النافذة. [email protected] المزيد من أعمدة شريف العبد