لقد تحيّرت فى اختيار وصف دقيق للنظام السورى فكل الكلمات والصفات عاجزة، الطائفية، والوحشية، والبربرية، والدموية..، والإرهاب، والعنف، والمروق.. كل هذه الكلمات لا تكفى ولا تعبّر عن حقيقة هذا النظام النيرونى. أما الثورة السورية فقد وُصفت بأوصاف فيها تعبير عن الحقيقة، ومن أصدق ما وصفت به أنها الثورة "الفاضحة" والثورة "اليتيمة" وسأحاول فى هذا المقال أن أقف مع وصف "الثورة الفاضحة"، مبيناً جوانب الفضيحة التى كشفتها الثورة، والجهات والأنظمة التى تعرّت وانكشفت وانفضحت!! هناك أنظمة كثيرة وجوانب عديدة نذكر منها ما يلى : فضيحة النظام الدولى، فهذا النظام لم يقدم شيئاً للثورة؛ بل يذهب بعضهم إلى القول بأن موقف النظام الدولى مريب؛ بل هو متآمر على الشعب السورى، وهذا الموقف المريب والمتآمر له مبرّرات يعرفها الراصدون للمواقف الغربية (أمريكا وأوروبا) منها ما عبّر عنه بعض المسئولين الغربيين من تخوفهم من الثورة وسيطرة الإسلاميين عليها، فالغرب لا يريد نظاماً إسلامياً سنّياً فى سوريا ففى ذلك خطر على ربيبتهم (إسرائيل)، وكذلك فإن النظام الأسدى كان يقوم بمهمته فى حماية إسرائيل وتأمين حدودها، ولن يجد النظام الدولى الذى يهيمن عليه الغرب بديلاً يقوم بهذه المهمة!!!. ويذكر بعض المحلّلين السياسيين أن النظام الدولى يغمض عينه ويصم أذنه عما يفعله النظام السورى من جرائم مع علمه بسقوطه، وذلك من أجل إضعاف سوريا وهدمها وهدم البنى التحتية، حتى إذا سقط الأسد تحولت سوريا إلى نظام ضعيف مهلهل لا يشكل خطراً على إسرائيل. فضيحة النظام الإيرانى، فقد عرّت الثورة السورية حقيقة ذلك النظام من عدة جوانب، من أبرزها: 1 تدّعى إيران بأنها جمهورية إسلامية!!! فهل من مبادئ الإسلام الوقوف مع الظلم والاستبداد؟؟؟ هل الإسلام مع القتل والإبادة والبربرية والوحشية؟؟ أى إسلام هذا؟؟ والحقيقة التى ظهرت كالشمس أن النظام الإيرانى بدعمه للنظام السورى نظامٌ طائفى عنصرى فارسى صفوى، وكلنا يعرف المشروع الصفوى الإيراني، وكلنا يدرك أن سقوط النظام الأسدى سيقصم ظهر ذلك المشروع، لذلك استماتت إيران وستستميت من أجل ألا يسقط النظام السورى الذى يشكّل حلقة مهمة من حلقات المشروع الصفوي، فكل شيء مقبول إلا أن تنسب ما تفعله إيران إلى الإسلام، ألا فليبحثوا لهم عن وصف آخر يمكن أن يقبل مثل "النظام القومى الفارسي". 2 تدّعى إيران فى أدبياتها وإعلامها بأنها تقف مع المظلومين، ومع الشعوب المظلومة، فقد ملأت أسماعنا وأوهمتنا بوقوفها مع الشعب الفلسطيني، وهاهو الشعب الفلسطينيى يدرك زيف شعاراتها، وقد أدركت منظمة حماس هذا الأمر، فبدأت تبتعد عن إيران، وتنظف ثوبها من عار التحالف والتقارب مع إيران. 3 انفضاح نظام ولاية الفقيه والمراجع الشيعية، فإذا كان الحاكم ظالماً يأتى دور العالم فى نصحه وتذكيره، هذه هى القاعدة المعروفة، ولكن القاعدة أصبحت مقلوبة لدى الولى الفقيه، حيث رأيناه يحرض الحاكم على الظلم والقتل، ولم نسمع من مراجع الشيعة الكبار أى اعترض أو استنكار، يقول أحد السوريين صادقاً: (أطفالنا قتلوا بفتاوى إيرانية) وهذه فضيحة كبرى. وحتى لا نعمم فإننا نسجل موقف عالمين شيعيين، هما الشيخ هانى فحص والشيخ محمد الحسن الأمين اللذان أصدرا بياناً يعلنان فيه تأييدهما للثورة السورية، وينتقدان النظام الإيرانى ووقوفه بجانب الظالم، وهذا الموقف المتعقل هو الموقف الطبيعى لكل من ينتسب إلى العلم الدينى، ولا أدرى عن العلماء المؤيدين للنظام السورى وأولئك الساكتين بماذا سيبرّرون مواقفهم الفاضحة!!!. فضيحة حزب الله وقوى الممانعة، لقد أجلب حزب الله وأمينه العام وأصمّ آذاننا بحديثه عن قوى الممانعة، وأن هذه القوى ستحقق النصر على إسرائيل، واتخذ ذلك مبرراً وستاراً للانحياز مع النظام السورى الظالم، وأقول له: قد سقطت هذه الحجّة وانتهت اللعبة، وانكشفت العورة وعرفت الشعوب حقيقة هذه الممانعة الزائفة. وأخيراً أقدم شكرى لأهلنا فى سوريا الذين لهم الفضل بعد الله فى فضح تلك الجهات والأنظمة وتعريتها.