اتهم تقرير للجنة التحقيق في برنامج النفط مقابل الغذاء ما يزيد على 2000 شركة بالتورط في دفع رشاوى وعمولات تقدر بمليارات الدولارات لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مقابل الفوز بصفقات نفطية. يذكر أن برنامج النفط مقابل الغذاء، الذي جرى العمل به منذ عام 1996 وحتى 2003، كان قد صمم من أجل مساعدة العراقيين في الحصول على الغذاء والسلع الأساسية عندما كانت العراق هدفا لعقوبات فرضتها الأممالمتحدة. أكد التقرير، وهو الخامس والأخير الذي تصدره لجنة التحقيق فيما يعرف بفضيحة برنامج النفط مقابل الغذاء، أن شركات في الشرق الأوسط وأوروبا تعمل داخل 66 دولة متورطة في دفع الرشاوى والعمولات التي بلغ أجمالها 1.8 مليار دولار. من جانبه امتنع بول فولكر، الرئيس السابق لمجلس إدارة الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، والذي يترأس حاليا لجنة التحقيق في الفضيحة والتي كانت قد شكلتها الأممالمتحدة، امتنع عن تحميل الشركات التي وردت أسماؤها في التقرير أية مسئولية مباشرة. وقال فولكر: تحديد شركة بعينها في التقرير لا يعني بالضرورة أن الشركة دفعت أية عمولات سرية أو حتى تعلم بتلك العمولات. واعتبر فولكر أن الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن قد فشلا في مراقبة البرنامج ما سمح بظهور هذه المخالفات مطالبا بإصلاحات فورية واسعة. ووفقا للتقرير، فإن الكثير من الشركات المتورطة في دفع الرشاوى تعمل في منطقة الشرق الأوسط وفي روسيا إلا أن بعض الشركات التي حددت بالاسم في التقرير هي شركات أوروبية كبيرة. جاء على رأس الشركات المتورطة شركة فولفو لتجهيزات الإنشاء والتي تتخذ من بروكسيل مقرا لها حيث اتهمها التقرير بدفع 317 ألف دولار كعمولات إضافية للنظام العراقي مقابل عقد نفط قيمته 4.6 مليون دولار. كذلك من بين الشركات جاءت شركة دايملر كريسلر التي قال التقرير أنها دفعت 7 آلاف دولار مقابل عقد قيمته 70 ألف دولار. أكد التقرير أيضا تورط أن النظام العراقي خصص حوالي 18 مليون برميل من النفط باسم جورج جالوي عضو مجلس العموم البريطاني أو رفيقه رجل الأعمال الأردني المعروف فواز عبد الله زريقات من أجل دعم حملة جالوي ضد عقوبات الأممالمتحدة المفروضة على العراق. ووفقا للتقرير فقد تلقى زريقات عمولات من أجل التعامل مع بيع حوالي 11 ألف برميل خصصت باسم جورج جالوي.