حذر صيادلة، من الصفحات الإلكترونية المتخصصة في بيع الأدوية الناقصة في سوق الدواء، لا سيما أن كثير من بضاعتها مغشوشة ومجهولة المصدر، فضلًا عن كونها لا تحمل تصريحًا من الجهات المتخصصة في صناعة الدواء، ولا تخضع لرقابة أي جهة. وانتشرت خلال الفترة الماضية، صفحات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، متخصصة في بيع الأدوية ومستحضرات التجميل الناقصة بسوق الدواء، أو ما يطلق عليه «الصيدليات الالكترونية»، غير أنها لا تتبع جهة معينة، ولا يُعرف أصحابها، إضافة إلى أنها لا تمتلك أية تصاريح من الجهات المتخصصة في صناعة الدواء. الدكتور جورج عطا الله، عضو مجلس نقابة الصيادلة، قال إن أي جهة أو صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تبيع الأدوية أو مستحضرات التجميل، يجب عدم التعامل معها على الإطلاق؛ لأنها غير مرخصة. وخلال حديثه ل«المصريون»، أضاف «عطا الله»، أن التعامل معها يجعل المريض يقع تحت حالات النصب والمشاكل الصحية المختلفة، حيث إن المكان غير مرخص ومن يبيع الدواء غير صيدلي، فضلًا عن أن المكان أو الصفحة ذاتها لا يعرف أين هي، متسائلًا: «إذا حدثت مشكلة وأراد المتضرر الحصول على حقها أين يذهب ولمن يلجأ، وكيف سيتم معاقبة من تسب في الضرر». وتابع: «ممكن يكون المنتج مرخص بالفعل لكن أماكن حفظه غير سلمية أو تعرض المنتج لعوامل تسببت بمشكلات في المواد المصنوع منها ومن ثم يصير الدواء في هذه الحالة غير صالح الاستعمال»، مستكملًا: «من الوارد أن يكون الدواء له نتائج سريعة كالمنشطات الجنسية ومستحضرات التجميل، لكن أثاره الجانبية ستظهر بعد ذلك، وبالتالي سيكون المتضرر الوحيد في هذه الحالة المريض». عضو نقابة الصيادلة، لفت إلى أنه وفقًا لقانون مزاولة مهنة الصيدلة لا يجوز الإعلان عن دواء عن طريق إعلانات أو صفحات أو «يافطات بالشوارع»، مشددًا على ضرورة تجنب الأدوية التي تباع في مثل هذه الأماكن. «عطا الله»، أكد أن هناك إجراءات قانونية صارمة يتم اتخاذها ضد من يقومون بهذه الأفعال أو بيع أدوية بدون ترخيص، كذلك أي بلاغ يصل للنقابة تقوم على الفور بإبلاغ الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات الضرورية، لكنه أكد على أن المريض أو المواطن هو أهم حلقه في هذه القضية، فإذا لم يشتر لن تستمر تلك الصفحات. فيما، قال الصيدلي سيد أحمد، بمنطقة الهرم، إن ما يطلق عليها الصيدليات الالكترونية، غير موثوق بها على الإطلاق، فلا يعرف المريض من بيع له الدواء ولا الجهة المشرفة على هذه الصفحات، وكذلك ما إذا كان الدواء ذاته سليم أم مغشوش. وأضاف «أحمد»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن مثل هذه الأنواع من الأدوية التي تباع عبر هذه المواقع قد ينتج عنها مشكلات كثيرة، لا سيما أنها مغشوشة، كذلك من الوارد احتواها على مواد سامة، تودي في النهاية بحياة المريض. وتساءل: «لماذا يلجأ المريض لهذا المصادر غير الموثوق فيها، وهناك صيدليات مرخصة ومعتمدة من الجهات المسؤولة؟، ولماذا يعرض المريض حياته للخطر». أما، الصيدلي محمد حسن، بمنطقة شبرا الخيمة، أكد أن ما يتم ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعي على أنه الأنواع الناقصة مغشوش ويجب تجنبه، حيث إن شركات الدواء لن تقوم بتوزيعه على مثل هذه الصفحات وتترك الأماكن المعتمدة. وأوضح «حسن»، ل«المصريون»، أن امتناع المواطنين عن اللجوء لمثل هذه الوسائل سيجعلها تختفي تدريجيًا بينما الاستمرار في الشراء منها سيجعلها موجودة، مؤكدًا أن القوانين ليست وحدها من ستقضي عليها. ومنذ أيام، أعلن دكتور يدعى أحمد حسين، إنشاء أول صيدلية أون لاين، لمواكبة التطور التكنولوجي. وقال إن إنشاء صيدلية للدواء «أون لاين» ستخفف العبء من على المريض المصري، حيث أن الصيدلية الإلكترونية ستقي المريض من عناء البحث عن نقص الأدوية التي تتطلب أحيانًا طلبها من دول أخرى، ويحمل المريض تكاليف مهولة غير الانتظار، مشيرًا إلى أنه سيقوم بتدريب شباب الأطباء في مصر لتحقيق أقصي استفادة من الصيدلية وخدمة المرضى في أسرع وقت ممكن. وأشار إلى أن الصيدلية ستعمل على توفير كافة أصناف الأدوية والمستحضرات الطبية المحلية والمستوردة وستعمل على إتاحة الفرصة لإيجاد الدواء الناقص بشكل سهل ويسير، كما ستعمل الصيدلية على مدار اليوم في كافة أنحاء ومدن الجمهورية، موضحًا أنها ستنقذ المرضى الذين يحتاجون لبعض أصناف الدواء لإنقاذ حياتهم خاصة مرضى القلب. ولفت إلى أن الفكرة ستشمل العمل على مستحضرات التجميل بجانب الدواء وستتضمن الصيدلية الإلكترونية خدمة توصيل الدواء مجانًا بدون رسوم إضافية وتقديم خدمات لهم من خلال سهولة البحث عن الدواء ومعرفة المعلومات الخاصة به مثل المادة الفعالة واستخداماته وعدد الجرعات المرفقة بروشته الدواء.