مسجد السيدة نفيسة البداية.. و«الري»: توفيرها بالكامل خلال شهر ونصف أصبح ترشيد استهلاك المياه، رغبة ملحة في ظل الشح المائي الذي يحذر المسئولون في مصر منه، خاصة مع بناء سد النهضة الإثيوبي، الذي تقول مصر إنه سيؤثر على حصتها المائية من نهر النيل. وفي هذا السياق، جاء قرار وزارة الأوقاف بمنع ترخيص المساجد إلا من خلال توفير صنابير المياه الموفرة في المسجد، في خطوة تستهدف ترشيد استهلاك المياه. كانت البداية باختيار مسجد السيدة نفيسة، خاصة وأنه من أكثر المساجد التي يتردد عليها المصريون، وفي ظل تفضيل الكثير من المواطنين إقامة صلاة الجنازة بالمسجد، لقربه للعديد من المدافن. ومن خلال ملاحظة استخدام الصنابير الموفرة بحمامات المسجد، لن تشعر بأن هناك أي تقليل في كمية المياه بل المياه تنساب غزيرة من الصنبور ولا تشعر بأنها قلت أبدًا. وفضلاً عن مسجد السيدة نفيسة، تم تنفيذ المبادرة في مسجد يوسف الصحابي، ومسجد الرحمة، كنقطة بداية لتحويل الصنابير الموفرة إلى مشروع قومي يتم تعميمه في البلاد جميعها. وتتضمن المبادرة، قيام وزارة الأوقاف، بتركيب قطع موفرة ب200 ألف مسجد بدأتها بمساجد كبرى، والتوعية عبر المنابر والدروس بالمساجد والإعلام والملتقيات العامة، وقيام وزارة الإنتاج الحربي بتوفير تلك القطع وتركيبها بالقطاعات الحكومية، وتقديم وزارة الرس الدراسات وتوفير التسهيلات الفنية. وقال جابر طايع، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، إن تركيب الصنابير الموفرة أصبح شرطًا أساسيًا في بناء المساجد، وسيتم الاتفاق مع اتحاد الملاك في العقارات على تغيير الصنابير العادية إلى الموفرة، وكذلك في المؤسسات الكبرى. وأضاف أن ثمن القطعة يتراوح ما بين 37 إلى 40 جنيهًا، حسب حجمها، شاملة ضريبة المبيعات، موضحًا أن الوزارة عازمة على تعميم الفكرة بالتعاون مع مؤسسات الدولة، بعدما تمت تجربتها وثبت توفير 75% من مياه المسجد. ومن المستهدف أن يتم تعميمها على 120 ألف مسجد آخرين على مستوى محافظات الجمهورية. فيما كشف تقرير للشئون الهندسية بالوزارة، أن "توفير نسبة استهلاك الحنفيات بعد تركيب القطع الموفرة يتراوح ما بين 30% إلى 35? من الاستهلاك الكلى، وتبين أن أكبر نسبة فاقد في المياه هو هدر السيفون بدورات المياه وهو ما يوازى أكثر من 30%. كما رصد التقرير الفارق بين القطع الموفرة، والأخرى النحاسية في 3 جوانب وهى العمر الافتراضي وقوة التحمل، والقدرة على تنقية المياه، وفارق السعر الكبير. وفي أسوان، أعلن الشيخ محمود قناوى، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، أن المديرية أنهت حصر جميع الحنفيات المتواجدة بمساجد المحافظة، والتى يبلغ عددها 1337 مسجدًا، لإرسال الحصر النهائى للوزارة لوضع الخطة زمنية للتطبيق، لافتًا إلى أن ترشيد المياه داخل المساجد هو ما يحث عليه الدين الإسلامى من الحفاظ على نعمة المياه. ويقول اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى، إنه سيتم تعميم مشروع "الحنفيات الموفرة" على جميع الهيئات والمنازل، لافتًا إلى أنها متاحة حاليًا فى الأسواق وسعرها يصل لحوالى 40 جنيهًا. وأوضح أن سياسة الوزارة تعتمد على استغلال طاقتها المختلفة لخدمة الشعب المصرى، وسيتم استخدامها فى الأماكن كثيفة الاستهلاك مثل المدارس والمستشفيات والأندية، متابعًا: أثبتت النتائج أن الحنفيات توفر 75% من استهلاك الماء للحنفية الواحدة. من جهته، قال الدكتور يسرى خفاجى، المتحدث باسم وزارة الرى، إن الحنفيات الموفرة هي أحد محاور وثيقة الترشيد المائى، لافتًا إلى أن تكلفة الحنفية تقدر بقيمة 35 جنيهًا، وهي متوفرة ب21 معرِضًا ومنفذًا لوزارة الإنتاج الحربى فى القاهرة والجيزة والدقهلية. وأوضح، أن التجربة سيتم تطبيقها على 200 ألف مسجد، وأنه حتى الآن تم إنتاج 215 قطعة موفرة لتوزيعها على المساجد، مشيرًا إلى توفير هذه الحنفيات بالكامل خلال شهر ونصف بحد أقصى. واعتبر أن القطع الموفرة للمياه هى وسيلة حديثة بسيطة وسهلة الفك والتركيب يتم تركيبها على فوهات الحنفيات المستخدمة حاليًا دون الحاجة لتغييرها، وهذه المنظومة تخدم الدولة والمواطن على حد سواء، وتحافظ على الموارد المائية وتقلل من فاتورة استهلاك المواطن. بدوره، طالب النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، بتعميم تركيب الحنفيات الموفرة بجميع المساجد على مستوى الجمهورية وفى كافة القطاعات والمؤسسات الحكومية. وأوضح أن هذا المشروع سيساهم بشكل كبير فى ترشيد الاستهلاك وتقليل كمية المياه المهدرة خاصة فى المصالح الحكومية التى تظل بعض الحنفيات بها مفتوحة طوال 24 ساعة فى اليوم سواء لأنها غير سليمة أو بسبب النسيان وعدم الرقابة الصارمة على هذه الهيئات مما يتسبب في إهدار كمية كبيرة من المياه النظيفة. وقال العاملون بفرع بنها للصناعات الإلكترونية بميدان التحرير ل"المصريون": "القطع الموفرة للمياه هي وسيلة بسيطة وسهلة الفك والتركيب، وسيتم تركيبها على فوهات الحنفيات المستخدمة حاليًا دون الحاجة لتغييرها، أو شراء حنفيات جديدة". وقال الشيخ محمود صادق حرز الله، إمام وخطيب بالأوقاف، إن مبادرة تركب الحنفيات الموفرة بالمساجد "تؤكد أننا نسير على نهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي حثنا على الإرشاد والتوفير: "اقتصد ولو كنت على نهر جار"، فالمياه هي نعمة من الله الذي قال سبحانه وتعالى: "جعلنا من الماء كل شيء حي". وأضاف: "المبادرة توفر في النواحي المادية، لأنها تكلف الدولة الكثير، خاصة إذا تم تعميمها في جميع المصالح والمستشفيات والهيئات الحكومية، وتطبيقها في المنازل سيوفر على المواطنين الكثير".