وصف الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق، ب"الصندوق الأسود" الذي يحوى كل أسرار التعامل المصري مع دول الجوار، وكان يعلم كثيرًا من الأسرار التي لا تتاح لغيره، وكان رجلاً رشيدًا عاقلاً فيه قدر كبير من الحنكة والبساطة في التعامل مع الناس. وأضاف "الفقي"، خلال حواره ببرنامج "يحدث في مصر" على فضائية "إم بي سي مصر"، أنه جرى العرف أن ملفات دول الجوار تكون بحوزة بعض الشخصيات، ودائمًا كانوا يجدوا عمر سليمان يسافر هذه الدول مع وزير الخارجية. وتابع: "الرئيس مبارك اتصل بي تليفونيًا وقال لي إيه حكاية التوريث دي، فأجابته: توريث إيه وعملت من بنها؟"، فقال لي: "ما يتردد أن جمال سوف يتولى الحكم بعدي، هذا ليس صحيحًا هو إحنا فين؟!"، مشددًا على أن الرئيس الأسبق "مبارك" ونجله وزوجته لم يتحدثوا نهائيًا عن التوريث، وأي محاولة للحديث مع جمال مبارك عن التوريث، حتى في الغرف المغلقة كان يتجاوزها ولا يُجيب عليها، لكن الواقع على الأرض كان يثبت عكس ذلك، موضحًا أن خروج جمال مبارك، للتجول مع الوزراء على المستوى المحلي، كان يمثل التمهيد للتوريث، معقبًا: "أنا شخصيًا كنت بتعامل مع جمال مبارك على أنه الرئيس القادم". وأضاف: "طول مدة حكم مبارك كان مرهقًا، ووجود فكرة التوريث كانت بمثابة تجديد لفترة أخرى لنظام الحكم، وكنت أعلم أن الشعب كان لديه كمية كبيرة من الضجر، وفكرة التوريث كانت محفزًا لثورة 25 يناير". وأشار "الفقي"، إلى أنه رافق جمال مبارك في زيارة لباريس، والرئيس الفرنسي استقبله بحفاوة بالغة، وكأنه كان يتعامل معه على أنه رئيس مصر القادم.