أثار حذف عدد كبير من المواطنين بشكل عشوائي من البطاقات التموينية، اعتراضات واسعة، خاصة وأن المحذوفين يقولون إنهم مستحقون للدعم. وتعددت شكاوى المواطنين المقيدين بمنظومة الدعم العيني, بعد تعرض بعضهم للحذف العشوائي دون أي سبب واضح من بطاقات التموين. واجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول آخر المستجدات الخاصة بتنقية قوائم المستفيدين من البطاقات التموينية بهدف تطوير منظومة الدعم، إذ "شدد الرئيس على أهمية سرعة الانتهاء من تنقية قوائم البطاقات التموينية بما يحقق وصول الدعم إلى مستحقيه ويحافظ على موارد الدولة". ومن بين ملايين تم حذفهم، تقول "سلمى محمد" إن ابنها حذف من بطاقة التموين عشوائيًا على الرغم من أن والده متوفى منذ سنوات طويلة، وعدد المستفيدين بالفعل قل بعد وفاته، لكنه فوجئت بحذف ابنها وبطاقتها أصبحت فقط فردين بدلاً من ثلاثة دون وجود أي سبب واضح. وأشارت إلى أنها ذهبت إلى وزارة التموين وإلى المكتب التابعة له ومكتب التموين الذي تصرف منه ولم تصل إلى إجابة سوى "ده حذف بالغلط وهيرجع تأنى". وقال النائب عبدالفتاح محمد يحيى، أمين سر لجنة القوى العاملة البرلمان, إن "ما تم حذفه من التموين من الذين لا يستحقون الدعم من الطبقة العليا الذين يحصلون على دخل مرتفع". وأضاف ل"المصريون" أن "ما يحدث من حذف أشخاص من التموين ما هو إلا مجرد تنقية وليس حذفًا عشوائيًا كما يقال, إذ يتم حذف المتوفون, والمسافرون خارج البلاد والأسماء المكررة", موضحًا أن "الشخص المسافر سوف يحصل على الدعم المستحق فور رجوعه للبلاد". وقال محمود العسقلاني، رئيس حركة "مواطنون ضد الغلاء", إنه "حتى الآن لا أحد يدري كيف تم حذف بطاقات المواطنين من التموين, وعلى أي أساس تم الحذف, خاصة أن هناك من تم حذفه ويستحق الدعم", مشيرًا إلى أنه "حتى الآن لا يوجد رقم صحيح لمن تم حذفهم". وأوضح العسقلاني ل"المصريون"، "أننا نتلقى العديد من الشكاوى اليومية بسبب حذف البطاقات التموينية من الدعم المستحق ما تسبب في أزمة بين المواطنين والحكومة". وأشار إلى أن "هناك كلامًا يتردد بأن أي شخص محذوف سوف يرجع, ووزير التموين أشار إلى أنه سوف يعطي فرصة للمواطنين لكي يصححوا الأخطاء الموجودة في البيانات الخاصة بهم". ولفت رئيس حركة "مواطنون ضد الغلاء " إلى أن "وزارة التموين إذا كانت تريد توفير التموين على حساب الغلابة فهذا خطأ, لأن الدعم للخدمات المقدمة يأتي من الضرائب التي يتحملها الفقير"، موضحًا أن "التموين جزء من شبكة الخدمات الاجتماعية التي تقدم للمواطن خاصة المواطن الفقير". وحذر العسقلاني من أن "هذا الحذف المستمر سوف يؤدي إلى مشاكل وخيمة بين الدولة والمواطنين, خاصة أن هناك مَن يحصل على دعم من الأغنياء وهو غير مستحق, وأن المواطن الفقير أصبح غير قادر على مواجهة ارتفاع الأسعار, حتى أن هناك مَن أقدم على الانتحار بعد حذفه من التموين في محافظة أسيوط لولا تدخل رئيس مكتب التموين لإنقاذه". وذكر العسقلاني، أنه "لو كانت هناك منظومة لتوزيع معدلات التنمية لعزف المواطن عن أخذ التموين مثلما حدث في البرازيل". وكانت وزارة التموين قد أعلنت، فى تقرير صادر عنها، أنها قامت بحذف ما يقرب من مليون و300 ألف شخص من متوفين وأسماء مكررة خلال الفترة الماضية، وأن عدد المتقدمين لعمل بطاقة تموينية جديدة وصل لنحو 2.5 مليون مواطن فى الفترة من يناير حتى شهر مايو الماضى. يذكر أن عدد المستفيدين من دعم السلع التموينية المادى وصل إلى 70 مليون مواطن، بالإضافة إلى أن عدد المواليد الجدد الذي يُتوقع أن تتم إضافتهم إلى البطاقات قد يصل إلى 8 ملايين مولود جديد، بينما وصل عدد المستفيدين من دعم الخبز إلى 80 مليون شخص، لذلك تبحث الوزارة عن موارد مادية تمكنها من توفير جميع السلع المدعمة الخاصة ببطاقات الدعم، خاصة بعد زيادة الدعم من 21 إلى 50 جنيهًا، بالإضافة إلى نقاط الخبز، وقد ارتفعت ميزانية الدعم إلى 85 مليار جنيه.