والدة سجين: ابنى الوحيد اتحبس ومفيش حد يصرف عليّ".. وأم مروة: "بربى 3 أبناء دون عائل.. وجوزى اتحبس علشان مرضيش يبقى مخبر.. بشتغل فى البيوت بدل الشحاتة" "دموع وحسرة ألم وندم بكاء وأنين" داخل بيوت يسكنها الحزن ويحيط بها الندم، ويعشش بين أركانها الملل، يشوبها الاشتياق للحنين والرجوع للماضى والذكريات والاشتياق للحاضر لرؤية من يحبون ولو كان الوقت بيديهم لطوه فى غمضة عين حتى يتمكنوا من رؤية من يحبون والعيش مرة أخرى بجانب أزواجهن الذين سكنوا السجون، بيوت بداخلها أسر أعمارهم متفاوتة تنظر إلى الطفل منهم وتشعر وكأنه رجل كهل من كثرة الهموم، الذى يحملها على كاهليه نتيجة توليه المسئولية بعد حبس والده لكى يتمكن من المصاريف على والدته. أسر لم تجد من يعولها أو من يخاف عليها فلا يد تمتد لمساعدتها فجعلت الأرض فراشًا لها لعرض بضاعتهم من فاكهة وخضار وبيعها للمواطنين لكى تجد قوت يومها وتحافظ على أنفسها من الضياع، وتشرد أطفالها بعد حبس رب البيت فلجأت الأم إلى العمل الشريف دون تفكير لكى تتمكن من ضم أطفالها حتى لا يلقوا مصير آبائهم وهو السجن وكأنهم كتب عليهم أن يدفعوا ضريبة أخطاء لم يرتكبوها وجريمة لم يقترفوها. وتعيش "المصريون"، داخل هذه البيوت، التى يسكنها الحزن لتعيش معهم الواقع الأليم الذى يحيط بهم لتنقل معاناتهم بعد توليهم المسئولية فى ظل ارتفاع الأسعار دون وجود من يحنوا عليهم حتى من أبناء جلدتهم بعد حبس عائل الأسرة. أم لم تر ابنها منذ 5 سنوات بسب حبسه أحلامها بسيطة فى ظل الواقع الذى تعيش فيه بعد أن وجدت نفسها وحيدة بين أربعة جدران، لم تجد من يحنوا عليها من أبناء جنسها بعد فقدان ابنها فهى لا تريد أى شيء من هذه الدنيا القاسية سوى رؤية ابنها الذى لم تره منذ 5 أعوام نتيجة حبسه. فى غرفة يملأها الإيمان تسكنها سيدة مسنة لا تملك إلا الدعاء تقدمه لابنها الذى ضمه السجن نتيجة أعماله الذى ندم عليها ولكن بعد أن فات الآوان، تقول أم إسلام ، فى حالة شديدة من البكاء: "ابنى الوحداني.. اللى بيصرف عليا وبعتبره أب وأخ أتحبس من أربع سنين.. ومشفتوش لحد دلوقتى.. ونفسى أشوفه واخده فى حضنى بس مش عارفة بسبب عجزي". وتابعت "أن سبب حبس ابنى مشاجرة فى الشارع وقام بطعن أحد الأشخاص "بمطواة" فكان مصيره السجن بسبب الافتراء من الجيران عليه فكان رده على شقيقها بالطعن. وأشارت والدة إسلام، أن ابنها دخل السجن وهو عنده 19 سنة ومنذ أن دخل السجن حتى الآن لاقت العديد من الآلام والمتاعب خاصة وأنها قعيدة تلازم الفراش لا تجد من يراعيها بعد ابنها الذى كان بصرف عليها ويهتم بها. وأوضحت وهى فى لهفة واشتياق لرؤية ابنها الوحيد, "أن مصاريف الحياة اختلفت عما كانت فى السابق وأنها لم تجد أمامها إلا 300 جنيه معاش"، مؤكدة "أن ابنها كان شايل الحمل وأن هذا المبلغ تشترى منه علاج ب100 جنيه غير المستلزمات الأخرى من "أكل وشرب". وأكدت والدة إسلام، أنها تشعر به وأنها دائمًا تحلم به وتراه, موضحة أنها توفر ثمن الزيارة لابنها الذى يذهب بها ابن خالته من خلال المساعدات التى تأتى لها عن طريق أهل الخير. ونوهت، وعينيها تظرفان بالدموع, كان نفسى أشوف ابنى من ضمن المفرج عنهم فى عفوا الرئيس السيسى نظرًا لأنه أصبح شخص ملتزم، مطالبة المسئولين بأن ترى ابنها قبل مماتها ولو مرة واحدة خاصة وأن حالته الصحية غير مستقرة. "أم مروة" ثلاثة أبناء والأب محبوس على بعد عشرات الكيلومترات من محافظة القليوبية، وضجيج الحياة المتمدنة، وجدت أسرة نفسها تتكون من أب وأم وثلاثة أبناء مصيراً صعباً فى ظل ارتفاع الأسعار، أقصى طموحاتهم أن يكون بجانبهم أب يرعاهم. وروت أم مروة، التى تسكن فى شارع الشيخ عبد الرحمن، أحد الشوارع والذى أكثر سكانه يعيشون فيه حياة صعبة، أن رب الأسرة سجين منذ 6سنوات، وترك خلفه بنتين وطفل أكبرهم طفل 13عامًا ترك التعليم وتفرغ للعمل فى مطبعة ب70 جنيهًا فى الأسبوع ليحمى أخوته من قسوة الحياة. وأضافت الأم: "جوزى أتحبس بسبب هروبه من المراقبة حيث تم تلفيق قضية حشيش له وتم أخذه بالظلم من على فراشه بالملابس ألداخلية, موضحة أنه بعد حبس زوجها لجأت للعمل لكى تتمكن من المصاريف على أولادها بعد أن تخلى أقاربها عنها. وفى آخر الحديث طالبت الزوجة، وزير الداخلية بالإفراج عن زوجها وعدم تلفيق له القضايا من داخل السجن مرة أخري, مشيرة إلى أنه منذ 6 سنوات يتم له تلفيق قضايا من الداخل "حسب قولها". وفى نفس المكان التقت "المصريون"، بحاله لسيدة بالغة من العمر 40 عامًا، تعانى من الفقر وشدة الحاجة إلى المساعدة، بسبب حبس زوجها الذى ترك لها 4 أولاد من الأبناء. وقالت نادية "جوزى دخل السجن وسبلى ولد و3 بنات منهم واحدة على وش جواز ومش عارفة أجهزها والثانية فى المدرسة ومش قادرة حتى أدفع لها المصاريف ولا أجبلها لبس المدرسة زى باقى أصحابها، وابنى الكبير كان بيشتغل حداد ويصرف علينا أتحبس من 3 شهور وابنى الرابع فى المرحلة الابتدائية". وتابعت نادية باكية: "كنت بشتغل خياطة ونظرى ضعف من لضم الإبرة، وحاليًا بشتغل مساعدة خياطة عشان أقدر اصرف على أولادي، لأن معاشى 450 جنيهًا منها 200 جنيه أقساط بسبب أخذى قرض من البنك 3000 جنيه أتعاب المحامى لقضية ابني". رفض أن يكون مرشداً فكان مصيره السجن نساء قبضوا على الجمر فجعلوا الأرض فراشًا لهن لكى يتمكن من العيش حيث لم يكن أمامهن إلا بيع الفاكهة فى احد الشوارع حتى يجدن قوت يومهن وعدم الاحتياج إلى أحد بعد فراق العائل الوحيد لهن فى ظل ارتفاع كل شيء من مأكل ومشرب بعد أن لقى عائل الأسرة مصيره خلف القضبان بسبب رفضه أن يكون مرشداً لأحد ضباط المباحث داخل قسم قليوب. وروت زوجة السجين، أن زوجها يعمل نجاراً ويأتى بالمال الحلال لكى يطعمنا, موضحة أن احد ضباط مباحث قسم أول قليوب طلب منه أن يشتغل مرشداً فرفض أن يكون مرشداً على أهل منطقته فكان مصيره الزج به فى السجن وتلفيق له قضية "برشام". وتابعت، أن الشرطة قبضت على زوجى وهو بالملابس الداخلية, موضحة، أن زوجها دخل السجن من قبل على يد نفس الضابط وقام بتلفيق له قضية ولكن الحمد لله طلع منها براءة. وأوضحت، أنها تقوم ببيع الخضار والفاكهة بعد سجن زوجها لكى تتمكن من الصرف على أربعة أولاد تركهما زوجها على خلفية قضية وهمية حتى لا يكون مصيرهم التشرد, بجانب ابنها الذى يبلغ من العمر 15 عاماً والذى لجأ إلى العمل داخل ورشة نجارة وترك دراسته حتى يتمكن من مساعدتي. بعد حبس زوجى لجأت إلى الخدمة فى البيوت نجلاء، أم لأربعة أطفال أكبرهم بنت تبلغ من العمر 16 عامًا قبض على زوجها لعدم الإدلاء عن بعض الأشخاص فى المنطقة. قالت نجلاء, إن زوجى يعمل فرانًا وكان مشهوداً له بالاحترام من أهالى المنطقة فلفقت له قضية، موضحة أنه تم القبض عليه بطريقة غير آدمية. وتابعت"أنها تقوم بترك أبنائها فى الشقة وتعمل فى المنازل حتى تتمكن من مواجهة الحياة الصعبة بجانب المعاش الذى تأخذه وأوضحت، "أنها قامت بزيارة زوجها وعندما رآها الضابط قال لها "أنا لو شوفت وشك تأنى هنا هعملك قضية هيروين", مطالبة وزير الداخلية بعمل تحرى عن زوجها بطريقة صحيحة وإن كان زوجها مجرمًا يعاقب وإن كان غير مذنب يتركوه. حاول أن ينقذ ابن خالته فكان مصيره السجن السرقة والأعمال الإجرامية، تلقى بصاحبها داخل السجن فلا يشعر الإنسان بالندم إلا بعد فوات الأوان أثناء جلوسه وحيداً بين أربعة جدران حينها يكون الندم والتمنى بعودة الزمن ليفكر مرارًا وتكرارًا بأن لا يفعل ذلك الذنب. هدى محمد عيد، تحكى قصة ابنها رمضان الشهيرب"حمادة": الذى يسكن معها فى نفس البيت فكان لها الابن والزوج بعد طلاقها من زوجها "ابنى محبوس من 6سنين من قبل تنحى مبارك عن الحكم فى قضيه قتل فقمت بعمل مكان أمام المنزل لأبيع فيه حلوى وبسكوت ومستلزمات أطفال حتى ألاقى القمة وأجد ثمن الزيارة لابنى كل ثلاثة أشهر". وتابعت، "أن ابنى كان فى فرح وأثناء عودته تلقى اتصالاً من أحد أصحابه بأن ابن خالته أصيب بطلقة فقام على الفور بالذهاب إليه فحمله إلى المستشفى فرفض المستشفى استقباله من 2 بالليل إلى 6 الصبح فكانت تهمته حمل جثة وحتى الآن لم تتم محاكمته". وأشارت إلى أن "ابنها كان يعمل فى الزبالة مع أخوته الذين يعولون أسرهم ولا يوجد فائض منهم واللى جاى على قد اللى رابح، وأنهم جميعًا يعملون فى جمع الزبالة والكانزات وبيعها مرة أخرى حتى يتمكنوا من العيش". ونوهت، إلى أن "ابنها بيعيط كل لما يشوفنى يقول لى اعملى لى أى حاجه عشان اخرج من هنا كل مرة برجع تعبانة من عنده بسبب إنى مش عارفه أخد ابنى فى حضنى وقلبى بيتقبض بعد ما كان فى حضنى خاصة لما بشوفه وهما بيشدوه كده وبيعاملوه معاملة وحشة قلبى بيتقبض عليه, أنا بقعد ب 3 شهور مبشفوش بيوحشنى ويقولى انا مظلوم لو احنا من الناس الأغنية كان زمانه خرج ولو كان من اللى بيسرقوا كان خرج". ولفتت والدة "حمادة" "أننا نلاقى أسلوب ومعاملة غير آدمية فى الزيارة وطريقة التفتيش وحشة جدًا بحس بحزن جامد من كتر التفتيش اللى بنتفتشه وأنا داخله الزيارة ياريت يخرجوا ابنى أنا تعبت نفسى أشوفه بقى مناشدة السيسى بأن يعفوا عن ابنها قائلةً إحنا أتبهدلنا كتير يا سيادة الرئيس". وقال حسن شقيق السجين "حمادة", "أخويا كان بيسرق حديد أيام الثورة وحدثت مشاجرة بينه وبين أصحابه وكان عددهم 18فردًا الناس اللى كانوا بيتخانقوا معاهم ضربوا عليهم نار اثنين منهم رجليهم اتقطعت ومن ضمنهم ابن خالته الذى حمله إلى المستشفى لكى يتعالج". وأوضح شقيق المتهم، "إحنا بنتبهدل فى الزيارة وبندفع بالميات والخمسينات عشان الزيارة تدخل كاملة وتكلفة الزيارة 2000 جنيه فى أبو زعبل الزيارة 10 دقايق ومش بعرف اعمل حاجه غير إنى اسلم عليه وممكن ملحقش اسلم عليه".