الْعلمْ هو من أوائل النعم التى أنعم الله بها على سيدنا آدم عليه السلام قال تعالى (وَعَلَّمَ آَدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا) البقرة 31، ونعْمة العلم هى النعمة التى يعلمها الله لخلقه بطرق شتى لا يعلمها إلا هو، فهى من عطاء الربوبية. لذلك فهى عامة لجميع خلقه المؤمن وغير المؤمن، قال تعالى: (عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) العلق 5، والمقصود بالإنسان كل الناس. والإسلام هو الدين الذى بدأه الله سبحانه تعالى بالحديث عن العلم فقال تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ) العلق 1 وجعل الله معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هى فى كتاب يتلى ليوم القيامة، وفيه تفصيل وبيان لكل شىء. والعلم ينقسم إلى علوم شرعية، وعلوم دنيوية. وقد خص الله سبحانه وتعالى العلوم الشرعية لما فيها من أحكام الحلال والحرام واصطفاها لأنبيائه ورسله يبلغونها لأقوامهم، ومن هذه العلوم الشرعية تفرعت علوم أخرى لها نفس المقصد الشرعى ، مثل علم الفقه، وعلم الحديث وعلوم القرآن وغير ذلك. وأما العلوم الدنيوية مثل الزراعة والصناعة والطب والرياضيات والكيمياء وغير ذلك، فجعل الله سبحانه وتعالى للإنسان حظا فيها بما تفضل عليه الله من علم وفتوحات يهتدى بها، قال تعالى (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) النحل 16، وذلك من خلال تجاربه الذاتية، وقد تكون من خلال ما وردت الإشارة به فى كتب الله لأنبيائه، فقد فصل الله فيها كل شىء وجعلها تبيانا لكل شىء، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِى الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىء وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف 111، ومن خلال ما يشاهده من الطبيعة حوله من جماد ونبات وحيوان. والطب هو العلم الذى أدخلت فيه المعتقدات كالدين والسحر، والفلك والتنجيم، كما نقرأ فى كتب التاريخ الإنسانى. ولذلك فقد فصله لنا الحق تبارك وتعالى فى كتابه كما ذكرنا فى مقالاتنا السابقة. وإن كان الطب صناعة وحرفة وكان معجزة لأحد الأنبياء وواحد من أولى العزم من الرسل وهو سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام . فلم يقل الله سبحانه وتعالى أنه علم عيسى صناعة الطب، كما قال عن سيدنا داود عليه السلام وعلمناه صنعة لبوس قال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ) الأنبياء 80 . بل أشار الحق سبحانه وتعالى لسيدنا داود إلى الإتقان فى الصنعة فقال تعالى: (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ) سبأ 11 وهذه إشارة لكى يضع سيدنا داود المسمار فى الموضع الصحيح لا بزيادة ولا بنقصان. وكما قال الله سبحانه وتعالى عن تعليم صناعة الفلك لسيدنا نوح قال تعالى : (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) المؤمنون 27 إذن هناك صناعات خص الله بها بعض النبيين ذكرت فى القرآن الكريم، الطب ليس واحد منها. فكيف بنا نجد النبوة وقد صارت فى الطب فظهر لنا مصطلح ( الطب النبوى) ملىء السمع والبصر. دكتور محمد رسلان [email protected] طبيب وباحث خريج جامعة الأزهر