رحبت القيادات الإخوانية المنشقة عن الجماعة بمبادرة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بعودة الذين تركوا الجماعة لصفوفها مرة ثانية، مؤكدا أنهم سيجدون قلوبا حانية، لكنهم وضعوا شروطاً للعودة تتعلق بهيكلة الجماعة وتطوير ألياتها وتحديد أهدافها وتغيير القيادات الحالية، فيما وصفوا أن الأمر كله بيد الشاطر لا بيد بديع، كما علق مكتب الإرشاد على المبادرة بقوله أنها كانت مبادرة شخصية من المرشد وتحتاج لدراسة وقرار جماعى. الدكتور محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وصف المبادرة بأنها "طيبة" من مرشد الجماعة متمنياً "أن تؤتى أكلها"، مشيراً إلى أن مسألة عودته تحتاج إلى دراسة الأمر بتفصيلاته مرة أخرى. وكان حبيب قد كشف ل"المصريون" فى تصريحات سابقة ذلك عن شروطه الأربعة لعودته للجماعة مرة ثانية، كان منها، وضع لائحة للجماعة وتبدل باللائحة الموجودة حاليا، وفصل العمل الحزبى عن العمل الجماعى، وتحديد أهداف الجماعة ومهماتها، وكذلك تعديل المناهج التربوية التى تدرس داخل الجماعة. ورفض هيثم أبو خليل، القيادى الإخوانى بمحافظة الإسكندرية، المبادرة، وقال: "لا يوجد قلب حنون بالجماعة حيث يسيطر عليها أشخاص قلوبهم قاسية لا تعرف الرحمة، وعلى رأسهم خيرت الشاطر، الذى قام بالتعسف فى فصل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، حينما أبدى مجرد نيته فى الترشح لانتخابات الرئاسة مستقلا أى لا يمثل الإخوان. وأبدى أبوخليل عدم رضاه عن كل قيادات الجماعة الحاليين مطالبا بتنحيتهم جانبا، مضيفا بأن الجماعة تحتاج إدارة جديدة تجدد الدماء بداخلها بدلاً من القيادة الحالية، وأن يتم اختيار القيادات الجدد وفقا للكفاءة وليس وفقا لما يريح بعض الأشخاص حيث يبحثون عمن يرضون عنهم ويستبدون ويقصون المخالفين لهم. وطالب أبوخليل بتغيير اللائحة التى تحكم الجماعة حيث إن هناك عوارًا فى اللائحة الموجودة حاليا لأن بها نصوصا سيئة وتنص أحيانا على تعيين أفراد فى مكتب الإرشاد بدلا من انتخابهم. وأكد أن طريق عودة الذين تركوا الجماعة مرة ثانية ليس طريقًا مسدودًا، ولكن أحيانا يكون الكلام فى هذا الموضوع مجرد استهلاك، مشيراً إلى أن مرشد الجماعة محمد بديع لا يملك إعادة أصغر شبل فى الجماعة مرة ثانية لأن الجماعة ليست فى يده وإنما فى يد خيرت الشاطر. وعلق محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد بالجماعة والمتحدث الرسمى على مطالب المنشقين لعودتهم للجماعة بأن الأمر يحتاج إلى دراسة جماعية داخل مكتب الإرشاد لمناقشة شروطهم التى وضعوها لعودتهم للجماعة، ويحتاج إلى قرار جماعى، مضيفا بأن مبادرة بديع لم تكن بأوامر من مكتب الإرشاد وإنما هى اجتهاد شخصى منه، موضحاً أن صدورهم مليئة بالتسامح للإخوان الذين تركوا الجماعة ويدهم ممدودة للجميع فى سبيل عودتهم.