«البيئة» تطلق برنامجًا على الهاتف: و«الوزراء» يوجه المحافظين بالمرور اليومى رئيس حى طره: «بواقى الخبز وراء زيادة الزبالة فى مصر» نقيب الزبالين: سترون قاهرة جديدة آخر العام الجارى يظل ملف القمامة صداعًا في رأس جميع الحكومات المتعاقبة، فعلى مدار سنوات طويلة، تعددت المقترحات والحلول لمواجهة تلك المشكلة، وتبقى النتيجة واحدة في كل الأحوال، والشوارع خير شاهد على ذلك، وخاصة في الأحياء الشعبية، والمناطق العشوائية، التي يغيب عنها الاهتمام الحكومي والرسمي. مؤخرًا، وضعت الحكومة خطة لمحاصرة القمامة والسيطرة على المرض العضال، فكلف رئيس مجلس الوزراء المحافظين بالمتابعة اليومية والنزول إلى الشوارع بأنفسهم، ووضعت وزارة البيئة أرقامًا لتبليغ عن القمامة، وتصويرها، فهل تنجح في تغيير الصورة المسيئة للمشهد العام في مصر؟ «عليك التصوير وعلينا الإزالة» كانت وزارة البيئة أطلقت بالتعاون مع الجمعية الألمانية للتعاون الدولى، تطبيقًا جديدًا على الهواتف التى تدعم نظامى الآندرويد وال(IOS ) بعنوان "دوّر Dawar "؛ هدفه القضاء على المخلفات والقمامة في الشوارع. ولا يزال التطبيق قيد الإنشاء والتجريب، حيث يقتصر نطاق عمله على منطقة المعادي وطره فقط. وتقوم الفكرة على إرسال المستخدم صورًا إلى مكان القمامة عبر "الأبليكشن"، مع تحديد عنوان المنطقة تفصيليًا، ثم يقوم الحي بإرسال الصورة مرة أخرى بعد تنظيفها وإزالة القمامة منها. وبمجرد تحميل التطبيق يمكنك إنشاء حساب جديد من خلال إدخال اسم المستخدم والبريد الإلكتروني وكلمة المرور، ثم تستطيع التقاط صور للأماكن التي تنتشر بها القمامة وإرسالها من خلال التطبيق بسهولة، كما يتيح التطبيق خدمة التواصل من خلال البريد الإلكتروني الموجود على موقع الوزارة. مصر تنتج 90 مليون طن مخلفات سنويًا وفق إحصائيات وزارة البيئة، فإن مصر تنتج سنويًا نحو 90 مليون طن من المخلفات الصلبة، بواقع 55 ألف طن بشكل يومى، من بينها نحو 20 مليون طن مخلفات بلدية "القمامة". وتكشف الإحصائيات، عن أن نحو 47% من كمية المخلفات البلدية تتولد عن 4 محافظات هي: القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، و37% من المخلفات تتولد عن محافظات الدلتا السبع: البحيرة، كفر الشيخ، الغربية، المنوفية، الشرقية، الدقهلية، دمياط، في حين أن 16 محافظة باقية تولد 16% فقط من حجم المخلفات اليومية. القاهرة وحدها تنتج يوميًا 16 ألف طن من القمامة، يتم تقسيمها إلى 40% مواد عضوية، و40% مواد صلبة يمكن إعادة تدويرها، و20% مواد غير قابلة لإعادة التدوير كالأكياس والجوانتيات والمخلفات الخطرة، والتى يتم دفنها فى مدافن الهيئة والمحافظات. رئيس حى طرة: الدولة اتخذت خطوات للتخلص من القمامة نهائيًا وقال اللواء خالد المحمدى، رئيس حى طره، إن "الدولة بدأت فى اتخاذ إجراءات جادة للتخلص من مشكلة القمامة بشكل نهائي، معتمدة في ذلك على منظومة الشركات المجانية التى تعمل في مصر منذ 15 عامًا، بجانب الشركات العاملة في جمع القمامة من خلال عربات الهيئة من المنشآت السكنية والمرافق المختلفة، تحت إشراف الجهات المعينة". وأضاف ل"المصريون"، أن "المعدل اليومي للنفايات في حي طره وحده كبير للغاية، بسبب السلوكيات الخاطئة من جانب المواطن في تعامله مع القمامة". وتابع: "إلقاء قطع الخبز وبواقي الأطعمة في صناديق الزبالة يزيد من مستخرجات النفايات بشكل هائل ومخيف"، داعيًا إلى التوقف عن مثل هذه التصرفات، التي تتنافى مع جميع الأديان والكتب السماوية". ودعا إلى اضطلاع الإعلام بدوره مع زيادة الحملات التوعية تجاه مشكلة القمامة وتسليط الضوء على بعض السلوكيات الخاطئة، للتخلص من مشكلة القمامة في مصر بشكل نهائي. وحول إعادة التدوير وكيفية الاستفادة، أكد رئيس حي طره، أن الدولة بدأت في اتخاذ إجراءات للاستفادة من النفايات، حيث لدى وزارة البيئة بالاشتراك مع أجهزة أخرى الخطط لبناء مصانع ضخمة لإعادة تدوير القمامة. نقيب الزبالين: الشركات الأجنبية وضعت البلد فى ورطة في السياق، قال شحاتة المقدس، نقيب "الزبالين"، إن "الدولة تملك 7250 شركة متعهدة لجمع القمامة؛ بعد فشل الشركات الأجنبية في تحقيق المطلوب منها، ووضعت البلاد في ورطة حقيقية، إذ إنها كانت تهتم بالاستثمار فقط ولا تهتم بنظافة وتجميل البلد". وفى تصريحات إلى "المصريون" قال "المقدس": "الدولة وضعت منظومة جديدة تهدف إلى القضاء على مشكلة القمامة نهائيًا في غضون السنوات القليلة القادمة"، موضحًا أن نقابة "الزبالين" تضم مليون عامل يعملون في جمع ونقل وإعادة تدوير القمامة، و3500 سيارة، "فضلًا عن ما يتمتع به جامع القمامة المصري من مناعة ضد الأمراض". وأشاد "المقدس"، بدور الدولة في إنهاء مشكلة القمامة، قائلاً إن الحكومة وافقت على معظم الاقتراحات التي قدمتها النقابة، وأهمها، إلغاء التعاقد مع الشركات الأجنبية، إذ تم إنهاء التعاقد مع الشركات المسئولة عن بعض الأحياء في القاهرة، كحى الوايلى، وباب الشعرية، ومدينة نصر، ومصر الجديدة، وغيرها. وأضاف: "الدولة تجاهد للاستفادة من الزبالة، نظرًا لكونها سلعة غالية، من خلال تدوير حوالي 8 آلاف طن قمامة يوميًا، ما ينتج عنه ملايين الدورات والعملات الصعبة، والعملية في تزايد مستمر". وأشار إلى أن "أسواق الخضراوات وشوادر الأسماك وقمامة الشوارع والعصارات وبقايا عصير القصب جميعها مواد غير قابلة للتدوير، تجمعها الهيئة من الشوارع ومن محطات المناولة، وعند فرز الزبالين لما يجمعونه يسلمونها ال20% غير القابلة للتدوير، ونسميها ب"زبالة الزبال". وذكر نقيب "الزبالين"، أن "المنظومة الجديدة التى تبنتها الحكومة لمواجهة مشكلة القمامة في البلاد، كلفت الدولة 300 مليون جنيه معدات للوزارة وعربيات للهيئة، بجانب تدشين حملة إعلانات في وسائل الإعلام المختلفة، وهي ناجحة بشكل كبير". علاوة على ذلك، وفّر مجلس الوزراء، خطًا ساخنًا للمتابعة شكاوى المواطنين، والعمل على حلها، حيث استقبل 13 ألف شكوى خلال الفترة الماضية. وتقوم خدمة العملاء بتحديد مكان البلاغ وتوجيه عربية إنقاذ سريعة لرفع المخلفات بشكل فوري. ووعد المقدس، بأنه "بنهاية العام الجاري، سنرى محافظة القاهرة خالية تمامًا من الزبالة، أما المحافظات الأخرى ستقوم الشركة القابضة التي لا تزال تحت الإنشاء، في تنظيف المحافظات المختلفة من القمامة، بعد مباشرتها لمهام رؤساء الإحياء والمحليات". وتابع: "في يونيو 2019 سوف يعلن عن الهيئة القابضة، وقد حصلت النقابة على موافقة مجلس النواب وجارٍ الإعداد لتشكيلها ووضع الأساس لها في الوقت الحالي". وشدد على دور الإعلام في توعية المواطنين، بأن النظافة سلوك حضاري، داعيًا المدارس إلى تخصيص حصص لتوعية الطلبة وكذا الشباب في الجامعات، مع وضع إعلان توعوي في الفواصل الإعلانية لتوعية المواطن. "نعيم": صندوق الزبالة الكبير العائق الأبرز أمام الدولة في السياق، قال عزت نعيم، مدير جمعية "روح الشباب للارتقاء بمجتمع الزبالين"، إن "الدولة تسير في الطريق الصحيح، حيث بدأت بالتعاقد مع الشركات المتعهدة والزبالين، الذين قاموا بتقسيم القاهرة إلى مربعات سكنية صغيرة، لسهولة جمع القمامة والاهتمام بها". وأضاف ل"المصريون": "الشركة المصرية القابضة، التي أُنشئت على غرار القابضة لمياه الشرب، مسئولة عن جمع القمامة في مصر، إذ بدأت الشركة بتقسيم محافظاتكالقاهرة الكبرى، والجيزة، والقليوبية، إلى أحياء تحت سيطرة شركات النظافة الصغيرة". وأوضح نعيم، أنه "يوجد بمصر 150 شركة نظافة مسجلة على مستوى القاهرة، وقد ساعدت جمعية الشباب في إنشاء شركات صغيرة متخصصة في هذا المجال، تقوم بجمع القمامة من أمام الشقق والأحياء السكنية". وأشار إلى أن "العقبة الوحيدة التي تواجه مشروع الدولة الإصلاحي في هذا الأمر، هو صندوق الزبالة الكبير التابع للشركات الأجنبية التي غادر معظمها مصر، إذ لايزال يمثل مشكلة كبيرة أمام الدولة". علاوة على ذلك، لفت إلى أن "النباشين" أو "السريحة"، كما يسميهم البعض، يقيمون بنبش صناديق القمامة ويستولون على النفايات الصالحة لتدويرها، ثم يرمون الباقي في الصناديق الكبيرة المتواجدة في معظم شوارع المحافظات والأحياء الكبرى". وبخصوص مشكلة القمامة في المناطق العشوائية وكيفية السيطرة عليها، فقد طالب الدولة بالتعاقد مع شركات النظافة على أن تضع هذه المناطق تحت سيطرتها. وشدد نعيم، على أنه "يجب على الشركة القابضة ألا تقع فى نفس أخطاء الشركات الأجنبية، إذ إنها كانت تقوم بتسليم كل شركة لمحافظة أو حي سكني كبير وهذا خطأ، لذا يجب على الشركة القابضة تقسيم المحافظات لمربعات صغيرة، كي نرى مصر نظيفة".