حقوقي: القانون يقف عاجزًا رغم اكتمال الجريمة خبير أمني: يجب تدعيم الوزارة بتقنيات حديثة للحد من الجريمة التخفي خلف أسماء مجهولة، وإنشاء حسابات مزيفة على "السوشيال ميديا"، والتنوع فى استقطاب أرباب الجريمة، كلها أدوات وطرق جديدة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى؛ لكسر المحرمات التى فرضها القانون المصرى، والتوسع فى الاتجار فى المحرمات مثل "الآثار والسلاح، والمخدرات، والدعارة"، يحكمهم عالمهم الخاص لتحقيق أموال طائلة. لهم قانونهم الموازى، وسوق متكاملة تعرض مختلف المنتجات، وتسوق لسلع محرمة لجذب واستقطاب عملاء جدد سواء من داخل الدولة أو خارجها؛ بحثًا عن المال. الدولار في السوق السوداء تحت مسمى "تجارة الدولار"، اتخذت صفحة "فيسبوك"، مقرًا لها للترويج وبيع وشراء الدولارات، وممارسة نشاط البنوك ومراكز الصرافة؛ بعيدًا عن أعين الرقابة بقوانينها الخاصة، مستغلين الأزمة المالية التى تمر بها البلاد، وحاجة التجار والمستثمرين إليه، يفرضون قوانينهم الخاصة، ولا يخضعون لقوانين الدولة. وذكر حساب عبر الصفحة ل"م.ع"، "موجود كميات دولار فى القاهرة ويوجد شحن لكل محافظات مصر اللى عايز يكلمنى خاص هقوله كل التفاصيل"، فيما قال حساب آخر "مطلوب دولار هرم أكتوبر زايد مهندسين الدقى". ويقبل التجار والمستوردون على مثل هذه الصفحات للحصول على الدولار؛ لتوفير العملة الصعبة لشراء بضائعهم، ويقول أحد المتعاملين مع الصفحات: إنه مستورد، ويريد جمع أكبر كمية من الدولارات؛ لوجود عجز حاليًا فى تجميع الدولار، لشراء ما يحتاجه من بضائع. «المزاجنجي».. ثورة الحشيش في مصر "المزاجنجى"، و"عالم المخدرات"، أسماء لعدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى؛ لعرض وشراء المخدرات. البداية كانت في السويس، عندما لاحقت الأجهزة الأمنية، شابًا يعرض قطع حشيش على مواقع التواصل الاجتماعى عن طريق صفحات وهمية. وفى 19 سبتمبر 2018، أمرت النيابة العامة بمركز شرطة بني سويف، بحبس موظف بأحد المصانع الخاصة بمنطقة بياض العرب الصناعية بشرق النيل في بني سويف؛ على خلفية اتهامه بإدارة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تدعو إلى تعاطى المواد المخدرة. وكانت معلومات وردت للإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بمنطقة شمال الصعيد، بالاشتراك مع ضباط قسم مكافحة المخدرات بمديرية أمن بني سويف، وضباط مباحث شرطة المركز، بإشراف العميد محمد ضبش، مدير البحث الجنائي، بقيام "إبراهيم. م. ا"، 26 سنة، مسئول بأحد المصانع العاملة بمنطقة بياض العرب الصناعية، ومقيم مدينة بنى سويف، بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعنوان "ثورة الحشيش في مصر". وتبيّن أنه أدمن الصفحة وأنشأها على الحاسب الآلي الخاص به الموجود بالمصنع، والتي تروج لتعاطي "المواد المخدرة والحشيش"، وتتضمن عروضًا لبيعها. تجارة الآثار على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وتحت مسمى صفحة "تجارة الآثار"، و"بيع وشراء آثار فرعونية"، نشرت الصفحة العديد من القطع الأثرية لعرضها للبيع، وعليها ثمنها، وحالة رغبة المشترى فى الحصول على القطعة يتوجه للمحادثة على الخاص، للهروب من الملاحقة الأمنية. وعرضت الصفحة، قطعًا أثرية، وأنتيكات، ومسدس السلطان محمد الفاتح، وعملات ذهبية. وبتاريخ 30 سبتمبر، قررت نيابة فارسكور بدمياط، حبس الشاب المتهم بتأسيس صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، لبيع وشراء الآثار الفرعونية. ورصد ضباط الإدارة العامة للتكنولوجيا والتوثيق، صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ينشر مؤسسها إعلانات لبيع وشراء الآثار الفرعونية، ويعرض صورًا لقطع أثرية، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى. وبعد إذن النيابة العامة تم ضبط المتهم وبحوزته جهاز الحاسب الذى يبث منه. شبكة لتجارة الأعضاء عبر «فيس بوك» وفى حلوان تمركزت شبكة تجارة الأعضاء البشرية، حيث نجحت الأجهزة الأمنية فى الإيقاع بعد قيام "محمد.ر"، بالاشتراك مع 4 أشخاص من جنسية يمنية في تكوين شبكة دولية للتجارة بالأعضاء البشرية، واستقطاب ضحاياهم عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقابل 8000 دولار، واتخذوا منطقة حدائق حلوان، مقرًا لهم. وباستهداف قوة أمنية من مباحث قسم حلوان لمسكن هذه المجموعة، تم ضبط عدد من الحاسبات الآلية والأشعة والمستندات المدون بها عدد الجرائم التي اُرتكبت، وتم ضبطهم، وتحرّر محضر بذلك، وتولت النيابة التحقيق. سلاح للبيع "سلاح للبيع، تجارة سلاح للدفاع عن النفس".. أسماء لعدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج عن الأسلحة الآلية والأسلحة البيضاء، وتعرض الصفحة، عددًا من الأسلحة لحث الأعضاء على التفاعل معها، وعلى الرغم من توقف نشاط هذه الصفحات منذ سنوات عديدة، إلا أنها ما زال يتابعها أعداد كبيرة. ومؤخرًا انتشرت مقاطع فيديو لبعض تجار السلاح بمركزي أبو تيج والبداري بمحافظة أسيوط على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تعرض عددًا من قطع السلاح المتنوعة لأشخاص وأطفال ووجوه معروفة للأهالى. وقال عدد من أهالى قرية المسعودى، بمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط، إنهم تقدموا ببلاغات شفهية لضباط قسم شرطة بني سميع الكائن بها بعض الأشخاص الذين ظهروا بالفيديو، وهم يحملون الأسلحة المختلفة، لكن دون جدوى. «الدعارة الفيسبوكية» التخفي خلف أسماء مجهولة هدف عدة شبكات اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي، بيتًا لها للترويج لممارسة الدعارة واستقطاب راغبي المتعة. ومؤخرًا تمكن رجال مباحث الآداب بالقاهرة، من ضبط شبكة دعارة يديرها قواد يستغل زوجته، وعددًا من الساقطات، في جذب راغبي المتعة الحرام، عن طريق نشر صور فاضحة لهن على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بمنطقة المقطم، وأكدت تحريات العقيد أحمد حشاد، رئيس التحريات بمباحث الآداب بالقاهرة، قيام "عبد الرحمن ج"، وشهرته "عاطف" باستغلال زوجته "حورية ح أ"، وعدد من الساقطات في ممارسة الدعارة مقابل مبالغ مالية، وإنشاء موقع على الإنترنت، وتحميل عليه صورها بملابس شبه عارية، و"مايوهات" أثناء تواجدهن بمنطقة العين السخنة؛ لجذب راغبي المتعة الحرام. تجارة الأدوية المغشوشة والمهربة وانتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعى أيضًا، صفحات لبيع وشراء الأدوية بعيدًا عن أعين الرقابة، مستغلين اختفاءها فى الصيدليات، إضافةً إلى تجارة المواد الجنسية والمنشطات المحرمة، وتحت مسمى "أدوية مستوردة أصلية" عرض أدمن الصفحة العديد من الأدوية. وتمكنت الإدارة العامة لمباحث التموين والتجارة الداخلية، من ضبط تاجر أنشأ صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"؛ لترويج الأدوية المهربة والمقلدة المخصصة لعلاج أمراض القلب، وتمت إحالته إلى النيابة التى تولت التحقيق. وكانت معلومات قد وردت إلى اللواء أنور سعيد، مدير الإدارة العامة لمباحث التموين، عن رصد إحدى الصفحات على موقع «فيس بوك»، تروج لبيع الأدوية المهربة، ومجهولة المصدر، وتبيّن من التحريات، أن تاجر أدوية أنشأ الصفحة، واستعان بعدد من المندوبين لتوزيع الأدوية على راغبى الحصول عليها من المرضى، وتمكن العقيد محيى الشريف، والمقدم أحمد بكر، من ضبط التاجر المتهم داخل مخزنه بمنطقة مصر الجديدة وبحوزته 3500 عبوة أدوية لعلاج أمراض القلب مهربة ومقلدة وغير مصرح بتداولها بالأسواق، وتم التحفظ على المضبوطات. أمني: تدعيم الوزارة بتقنيات حديثة يحد من الجريمة من جانبه قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمنى، إن الداخلية تواجه أعباءً كبيرة للسيطرة على الجريمة فى الشارع المصرى، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى؛ بعد التطورات الهائلة واستخدام مافيا الآثار والمخدرات والسلاح، المنصة الفيسبوكية للترويج لأعمالها، مؤكدًا أن الوزارة تطور أجهزة رصد الجريمة الإلكترونية والتعامل معها بشكل فعَّال وإيجابى. وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الوزارة تعطى دورات باستمرار لضباط بإدارة مكافحة جرائم "الإنترنت"؛ لكيفية تعاملهم مع الجرائم الإلكترونية لرفع كفاءتهم، مطالبًا وزارة الداخلية، بشراء تقنيات حديثة لتتبع ورصد الصفحات والمواقع التى تحرض على العنف والتجارة المحرمة والإرهاب وضبط القائمين عليها. وأوضح محمد نور الدين، أن الوزارة حققت نجاحات فى القبض على خلايا إرهابية، وتتبع تحركاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وتم عمل مداهمات لأماكن تواجدهم وضبطهم، مطالبًا بتدعيم الوزارة تقنيًا وعدديًا، حتى تستطيع السيطرة على الفضاء الإلكترونى. قانونى: القانون عاجز رغم اكتمال أركان الجريمة من جانبه قال أيمن محفوظ المحامى والخبير القانونى، إن الجرائم التى انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي تقع تحت نصوص قانون العقوبات مثلها مثل الجرائم التى تقع خارجه، وتطبق نفس العقوبة، لافتًا إلى أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية هى التى تتولى عملية التحريات والبحث على عكس الجرائم الأخرى التى يتولى التحرى عنها فريق بحثى تابع للمباحث العامة. وأضاف "محفوظ"، ل"المصريون"، أن ظاهرة تجار الممنوعات مثل السلاح والآثار على وسائل التواصل الاجتماعي تستحق تدخلًا تشريعيًا؛ لأنها قد تدفع المجتمع كله إلى هاوية اجتماعية، وعلى الرغم من أن عقوبة تجارة الآثار تصل عقوبتها إلى المؤبد طبقًا لقانون الآثار الجديد إلا أنها مازالت منتشرة. وأوضح "محفوظ"، أن استعراض وبيع وتجارة الأسلحة والآثار على مواقع التواصل الاجتماعي يقف أمامها القانون عاجزًا رغم اكتمال أركان الجريمة، حيث لا عقوبة ولا جريمة إلا بنص، ولا يوجد في القانون ما يجرم تلك التجارة طالما كانت ومازالت في شكل صور وفيديوهات، وطالما لم تشكل في حد ذاتها جرائم أخرى كالنصب أو الابتزاز.