علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية، على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والأنباء التي ترددت حول قتله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بأنه على الملك سلمان أن يذكر ابنه المفضل وولي العهد ما الذي حدث مع شاه إيران وكيف كانت نهايته. في مقال لكاتب والمؤلف ديلب هايرو، بعنوان "محمد بن سلمان لم يكن أبدا مصلحًا، وما حدث يثبت ذلك"، أوضح الكاتب أنه رغم سماح ولي العهد السعودي للمرأة بقيادة السيارة، لكن اختفاء جمال خاشقجي يكشف عن طبيعته الحقيقية والتي هي عكس الإصلاح تمامًا. وتابع الكاتب في مقاله: "في يونيو، عندما رفع الحظر على قيادة النساء السعوديات لسياراتهن، تم تصوير الأمر في جميع أنحاء العالم كجزء من أجندة التحديث والتحرير من قبل ولي العهد الجديد، محمد بن سلمان". وأضاف الكاتب: "أن السلطات السعودية أكدت حينها أن هذه الخطوة منحها بن سلمان للسعوديات، أي هي بمثابة منحة وليس نتيجة للحملة التي قادتها الناشطات السعوديات"، مضيفاً أن "الحكومة السعودية اعتقلت في الحقيقة 11 من الناشطات قبل شهر واحد من هذا الإعلان، ثم أفرج عن أربعة فيما لا يزال 7 منهن قابعات في الاحتجاز من دون تهمة، ألا أنهن قدمن طلبًا بإلغاء نظام الوصاية على الفتيات السعوديات". وعقب "ديلب" أنه بهذه الطريقة، فإن ما حدث لا علاقة له بالإصلاح، ولكنه أشبه بالعمل كالمعتاد، فمن نواح كثيرة، كان ولي العهد أكثر استبدادًا من الحكام السابقين، وفق قول الكاتب، لذا فإن الأحداث الغامضة في اسطنبول المحيطة باختفاء جمال خاشقجي في القنصلية السعودية لا ينبغي أن تكون مروعة تمامًا كما نٌشرت لأول مرة. ففي صيف عام 2017، تم سجن 30 من رجال الدين والكتاب والمثقفين السعوديين بسبب تعبيرهم عن معارضتهم لسياسات القصر الملكي التي يقودها بن سلمان، وفي ذلك الوقت، وبعد أن شعر أن اعتقاله كان وشيكًا، هرب "خاشقجي" إلى واشنطن، إذ مُنع الصحفي والمحرر البارز منذ 30 عامًا، من نشر المقالات أو الظهور على شاشة التليفزيون في ديسمبر 2016 بعد انتقاده للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أثناء تواجده في وطنه الأم. وفي مقالاته عن الرأي في صحيفة واشنطن بوست، انتقد "خاشقجي" حصار الرياض الدبلوماسي والتجاري لقطر، وإجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة، التي ألغيت لاحقاً، والقمع على المعارضة ووسائل الإعلام. لقد أمسك ولي العهد منذ تنصيبه بجميع مراكز السلطة، ليس فقط في الحكومة، بل وزارة الدفاع، الحرس الوطني، وزارة الداخلية ووكالاتها الاستخباراتية، وكذلك سيطر على مجال البناء والبث الإذاعي. وأشار الكاتب إلي أن بن سلمان حقق ذلك تحت غطاء إطلاق حملة شعبية لمحاربة الفساد، أقرها والده، في نوفمبر 2017، احتجزت 326 رجل أعمال وأمراء في فندق ريتز كارلتون في الرياض، وصرح حينها مسئولو القصر الملكي بأن المعتقلين "سرقوا أصولا وأموالا من الحكومة". وبالتالي، فإن الثنائي الأعلى في المملكة، وهما: الملك سلمان وابنه، قد قضيا على القوى المنافسة لهما، بما في ذلك أحفاد الملك السابق عبد الله، حيث تم عزل ابنه الأمير متعب، الذي كان قائداً للحرس الوطني. واختتم الكاتب مقاله بأن "التاريخ يظهر أن القمع الوحشي للمعارضة يؤدي إلى تراكم الاستياء الشعبي إلى درجة الغليان، مع عواقب وخيمة، منوهًا بأن الملك سلمان كبير بما يكفي ليتذكر ما حدث لشاه إيران، لذا يجب أن يشارك ذكرياته عن ما حدث مع ابنه المفضل".