هذا السؤال لمن تصوت في انتخابات مجلس الشعب المصري القادمة ؟ هو موجه أساسا للناخب ( رجلا أو امرأة ) لأنه سبق أن تحدثنا عن مواصفات المرشح لمجلس الشعب وكان هذا الخطاب موجه للقوى والأحزاب والجماعات السياسية بالدرجة الأولى لأنها هي التي تقدم مرشحيها باسمها ، وهو كذلك موجه للمرشح ذاته سواء كان مستقلا أو منتميا لأحد هذه القوى والأحزاب والجماعات السياسية ، فهؤلاء إن اقتنعوا بأهمية هذه المواصفات التي ذكرناها فهم المعنيون بالترشيح كمرحلة أولى – ثم هذه الأيام يجب أن نوجه الخطاب للناخبين أنفسهم ، فها هي المرحلة الأولى للانتخابات قد بقى عليها يومان من نشر هذه المقالة أي يوم 9 نوفمبر 2005 ، وعليه فهذا المقال موجه لهؤلاء الناخبين الذين يتوجهون للتصويت في الانتخابات بدءا من المرحلة الأولى ، وأولى هذه الخطوات هي الذهاب إلي التصويت لأن المشاركة في هذه المرة هو فعل إيجابي لإمكانية إحداث تغيير من خلال هذه المشاركة بعكس الانتخابات الرئاسية التي دعونا جميعا من خلال حركة " كفاية " لمقاطعتها لأنها تمثلية لن تؤدي إلى تغيير الأوضاع ولكنها ( أي المشاركة في الانتخابات الرئاسية ) تعطي غطاءا من المشروعية لفعل غير مشروع ومعروفة نتائجها مسبقا ، لكن هذه الانتخابات الوضع فيها مختلف من حيث حرية الترشيح وتفتيت الدوائر وتوزيع القوى للحزب المهيمن وسلطات الدولة التي تؤازره وبالتالي ففرص التغيير من خلال هذه المشاركة واردة بشكل أفضل بكثير من الانتخابات الرئاسية الصورية التي جرت ، ثانيا هذه المشاركة شهادة وواجب على الذي يؤدي الشهادة أن يتحرى الشهادة الحق وليست الشهادة الزور ، وشهادة الحق في هذه الانتخابات بأن تختار الأنسب والأفضل من بين المرشحين ففي النهاية في كل دائرة مرشحين للفئات وللعمال ومطلوب أن يختار الناخب واحد من الفئات وآخر من العمال فعليه أن يختار من بين المرشحين وبالتالي مطلوب الاختيار لأفضلهم (أي أفضل المرشحين المتاحين ) ، وكما سبق أن قلنا من أن مواصفات المرشح يجب أن تكون الاستقامة العامة والكفاءة والقدرة السياسية والقبول من الناس من الناحية الإنسانية ، فيجب أن تكون هذه معايير الاختيار بين هؤلاء المرشحين ، وهناك ظاهرة سلبية في الانتخابات المصرية والعربية عموما ويجب علينا جميعا أن نتخلص منها وهي الاختيار بالعصبية سواء كانت عصبية القربة أو الانتماء للحزب أو التنظيم أو الجماعة بالرغم من وجود من هو أفضل ممن ينتمي لهذه العصبيات وهذه مصيبة إذا كان هذا الاختيار يخالف صفة الأفضل أما إذا صادف أن هذا المرشح هو الأفضل وفقا للمعايير سابقة الإشارة إليها فلا بأس به بل هو المطلوب بعينه ، لقد رأيت في تجارب الحياة من يختار المرشح للعصبية وهذا فساد يجب مقاومته ورأيت من يختار لصفة واحدة كصفة التدين فقط وهذا لا يكفي بل يجب أن يكون هذا المتدين كفؤا أيضا من الناحية السياسية وكما سبق وأن ذكرنا يجب عدم انتخاب الفاسد والظالم والمستبد والمتربح من هذا الموقع والصامت الذي لا يتكلم ولم يشعر به أحد والمتعصب دينيا وسياسيا وحزبيا كل هؤلاء غير مرغوبين في تمثيل الشعب ، وواجب أن نقاومهم ونأتي برجال قادرين على تمثيل الشعب تمثيلا حقيقيا وقادرين على قيادة التغيير من داخل البرلمان لأن هذا الوطن أحوج من أي وقت مضي لهذا التغيير المنشود .