هذا المؤتمر جاء كرد فعل عاجل بعد غزو العراق للكويت، وفى هذا المؤتمر الطارئ تم طرح سؤال حول ما هى الأسس التى استند عليها السودان والأردن واليمن وفلسطين فى الوقوف والتأييد لصدام حسين، وهو السؤال الذى فجر المعارك بين الوفود العربية التى شاركت فى المؤتمر ومما يلاحظ على هذا المؤتمر: أصرت مصر على حضور وفد كويتى للمؤتمر لأن الاحتلال العراقى لم يلغِ وجودها، والاعتراف الدولى للكويت مازال قائمًا ولم تقم أى دولة بالاعتراف بضم العراق للكويت. كان موقف السعودية وقطر والبحرين ودولة الإمارات وسلطنة عمان واضحًا ومتفقًا عليه فيما بينهم أنه ولابد من طرد العراق من الجامعة العربية وعدم الاعتراف بضم دولة الكويت للعراق. أيضًا كان رأى سوريا واضحًا كوضوح الشمس بأن هذا الاحتلال العراقى للكويت سيجعل من منقطة الشرق الأوسط منطقة توتر عالمى وستتدخل الدولة الأوروبية حتمًا لحماية مصالحها وتدفع بآلياتها العسكرية بكميات ضخمة ضد العراق. لبنان قررت أنها ستشارك فى المؤتمر لتقول إن "على العرب أن يشجبوا الاحتلال العراقى للكويت وبشدة بنفس القدر الذى نشجب فيه نحن العرب الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية. كان موقف اليمن يقول إنه لابد من حضور كل الوفود العربية وبلا مقاطعة من أى دولة على الأخرى. طلبت ليبيا وبشدة أن يخرج الاجتماع الطارئ بقرارات تلزم العراق بإعادة السلطة المغتصبة لأسيادها الكويتيين. الجزائر أدانت الغزو ورأت أنه من الضرورى الضغط على العراق وبشدة للخروج من الكويت. كانت المغرب واحدة من الدول التى أصرت على تطبيق العقوبات الصارمة على العراق. أكد الملك حسين وقبيل انعقاد المؤتمر بأنه سيشارك بوفد أردنى على مستوى عالٍ لتوضيح موقفه من ضم العراق للأردن. شجبت تونس الاحتلال وطالبت صدام بالسعى الجاد لإيجاد مخرج سلمى للأزمة. خرجت صحف ذلك الوقت وبعد انتهاء المؤتمر الذى كان فاشلاً شديدًا وعكس صورة سيئة لحال عرب 1990 ونشرت ما دار فى المؤتمر الذى استمر لمدة ثلاثة أيام عصيبة أظهر فيها بعضًا من الرؤساء العرب ما عندهم من حقد مدفون ومكبوت فى دواخلهم تجاه من يمقتون من زملائهم فى المؤتمر. انتهى المؤتمر إلى إدانة العدوان العراقى على دولة الكويت الشقيقة وعدم الاعتراف بقرار العراق ضم الكويت إليه ولا بأى نتائج أخرى مترتبة على غزو القوات العراقية للأراضى الكويتية، ومطالبة العراق بسحب قواته منها فوراً وإعادتها إلى مواقعها السابقة إلى 1/8/1990، والاستجابة لطلب المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية الأخرى بنقل قوات عربية لمساندة قواتها المسلحة دفاعاً عن أراضيها وسلامتها الإقليمية ضد أى عدوان خارجى. امتنعت كل من الأردن والجزائر واليمن عن التصويت على القرار، وتحفظت كل من السودان وفلسطين وموريتانيا على القرار، وعارضت كل من العراق وليبيا على القرار.