أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حملة بعنوان «وعاشروهن بالمعروف»، للتوعية بأسباب الطلاق ومخاطره، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة. وتسلط الحملة الضوء على أهم أسباب الطلاق وطرق علاجها، بهدف الحد من ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة، وذلك في إطار الدور الدعوي والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، ويتضافر مع دوره التعليمي والديني. وتتضمن الحملة مجموعة من الفيديوهات القصيرة، التي يتناول كل منها أحد أسباب الطلاق، مع توعية الزوجين بكيفية التعامل معه، وسوف يتم نشر تلك الفيديوهات عبر صفحات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. ويأتي إطلاق تلك الحملة في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لكافة أبناء الأزهر، بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية، خاصة القضايا الملحة، كما هو الحال بالنسبة لقضية ارتفاع معدلات الطلاق، خاصة بين حديثي الزواج. وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية قد دشن في شهر أبريل الماضي وحدة معنية بمعالجة الخلافات الأسرية تحت اسم «وحدة لم الشمل»، ويقوم أعضاء الوحدة بعقد لقاءات مع الزوجين، سواء عبر الهاتف أو من خلال الزيارة الميدانية، للوقوف على أسباب الخلاف وسبل حلها، كما تسعى الوحدة، من خلال منصاتها الإلكترونية ورسائلها الإعلامية والتوعوية، إلى زيادة الوعى بقيم المودة والتماسك الأسري. وكانت مشيخة الأزهر قد كثفت في وقت سابق، دورات التأهيل للزواج والتوعية بخطورة الطلاق على الأسرة والمجتمع ككل، وشهدت «وحدة لم الشمل» نشاطًا ملحوظًا مؤخرا، والتى أنشأها مركز الأزهر العالمي للفتوى، لرصد أسباب الظاهرة والمساهمة فى حلها، انطلاقًا من الدور الدعوى والتوعوى للأزهر ومواجهة انتشار الطلاق، لحماية الأسرة والحفاظ عليها. وأكد تقرير صدر عن مشيخة الأزهر، أن وحدة لم الشمل تضم 6 أعضاء يبدأ عملهم باستقبال مكالمات المواطنين على الخط الساخن المخصص لذلك ومحاولة حل المشكلة عبر النصيحة الهاتفية وإن لم يتمكن عضو الوحدة من الحل يتم دعوة طرفي المشكلة للحضور للمشيخة للجمع بين الآراء أو يزور أعضاء من الوحدة منزل الزوجين لمحاولة حل مشكلتهما، بعد عرض موضوع المشكلة على منسق عام الفتوى. وأوضح التقرير، أن جميع الخدمات التى تقدمها الوحدة مجانية والمشكلات تأخذ وقتا من يوم إلى يومين وربما ثلاثة للوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف، وأن الوحدة تتلقى قرابة نحو 40 اتصالا يوميا لحل مشكلات زوجية، وتهدف الوحدة للوقوف على آخر الإحصاءات لمعرفة حجم المشكلة، والتعرف على أسباب انتشار ظاهرة الطلاق، ونشر الوعى الأسرى بين فئات المجتمع، ووضع حلول استباقية مثل اختيار الزوج المناسب، والتثقيف حول معاملة الزوجين، ومعرفة الحدود، وحلول علاجية مثل محاولة حل المشكلات الزوجيّة بالتفاهم، وتجنب لفظة الطلاق، والاحتكام إلى العقلاء من الأهل