سجلت حوادث الانتحار، زيادة مطردة خلال السنوات الأخيرة، مع تكرار حالات الانتحار تحت عجلات المترو, إذ أصبح معتادًا أن تقع حوادث من هذا النوع داخل المرفق الذي يستخدمه الملايين في تحركاتهم اليومية. وتتراوح الأسباب بين لأسباب نفسية أو خلافات أسرية أو مشاكل اقتصادية، واللافت للنظر هو انخفاض سن من يقدمون على التخلص من حياتهم, حيث إن أغلبهم في سن الشباب. وأقدم شاب على الانتحار اليوم الأحد, تحت عجلات قطار المترو بمحطة شبرا الخيمة، ما أدى إلى توقف حركة القطارات ورفع الجثمان انتظارًا لوصول رجال الإسعاف. كانت غرفة عمليات شرطة النقل والمواصلات، تلقت بلاغًا يفيد إلقاء شخص نفسه أمام القطار أثناء مروره بمحطة شبرا الخيمة، وعلى الفور تم إيقاف حركة القطارات، ورفع الجثمان من القضبان، وجار اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة. كما أعلن أحمد عبد الهادي، المتحدث الرسمي لشركة مترو الأنفاق اليوم، أن رجلاً يدعى ت. ع. خ من مواليد 1977 ومقيم بعمارات الأوقاف بشارع السودان، ويعمل موظفًا بالشركة المصرية للاتصالات، حاول الانتحار داخل محطة مترو جمال عبد الناصر؛ بعدما ألقى بنفسه على القضبان أثناء دخول القطار القادم من محطة حلوان متجهًا إلى المرج، وأدى ذلك إلى بتر قدمه اليمنى، مما أسفر عن توقف حركة المترو لمدة 15 دقيقة لرفع المنتحر من على القضبان. وفى الثالث من مايو الماضي، أقدم أحد المواطنين على الانتحار أسفل عجلات مترو الأنفاق، بمحطة مترو غمرة، حيث لقي مصرعه على الفور بعد أن قفز أمام القطار أثناء دخوله المحطة. وفي الثاني من يوليو، أقدمت فتاة على الانتحار, وذالك بإلقاء نفسها تحت عجلات مترو الأنفاق بمنطقة مصر القديمة ما أدى إلى مصرعها في الحال، حيث تلقت مباحث النقل والمواصلات بلاغاً بقيام طالبة بالانتحار. وفى الثلاثين من يوليو، أقدم شاب على الانتحار بإلقاء نفسه تحت عجلات مترو الأنفاق، في محطة أحمد عرابي، حيث فوجئ ركاب المحطة بقيام شاب في العقد الثالث من العمر بالقفز ورمى نفسه تحت عجلات المترو، لتسارع الجهات المعنية برفع جثمان الشاب ونقلها إلى أحد المستشفيات. وأشارت التحقيقات إلى أن الشاب الذي أقدم على الانتحار كان يعانى من ظروف مادية صعبة أدت إلى عدم قدرته على الزواج، الأمر الذى دفعه لإنهاء حياته بالانتحار. وفى 22 يوليو، ألقى شاب يُدعى، أشرف محمد السيد، 21 سنة، حاصل على بكالوريوس تربية، نفسه أمام المترو بمحطة المرج، ما أدى لدهسه ومصرعه في الحال، على الرغم من أنه كان من المتفوقين دراسيًا ولا يعانى من أي خلافات، وفقًا لأسرته. وفى الثاني من يوليو الماضي، ألقت فتاة في العشرين من عمرها تدعى أميرة يحيى محمد، تبلغ من العمر 20 عامًا، ومقيمة بشارع جامع عمرو بن العاص، بمصر القديمة، نفسها أسفل عجلات قطار محطة "مار جرجس"، ما أدى إلى مصرعها على الفور. وقال الدكتور كريم درويش، استشاري الطب النفسي والأعصاب، إن "معظم المنتحرين لا يريدون إنهاء حياتهم ولكن مشاكلهم وآلامهم". وأضاف فى تصريحات متلفزة، أن المجتمع لا يعترف بالألم النفسي الناتج عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وللأسف يتم إهماله حتى يزيد ويلجأ الشخص للانتحار». وتابع: "الشخص يختار الانتحار تحت عجلات المترو، حتى لا يشعر بالوجع عند إنهاء حياته، وهذا يظهر مدى الألم الذى يمر به المريض"، موضحًا أنه "لا يجب التكبر على الألم النفسى ويجب الاستماع لصاحب أى مشكلة، ونحتويه، ولو معرفناش نحتويه نطلب مساعدة من طبيب أو شخص أكثر حكمة". الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، قال إن "هناك عدة أسباب تدفع الفرد للإقدام على الانتحار، وعدم التفكير في عواقب ذلك، وأبرزها الضغوط الحياتية التي يتعرض لها من آن لآخر". وأضاف فرويز ل "المصريون": "الضغوط الاجتماعية التي يقع فيها البعض تشكل دافعًا إلى التفكير في الانتحار، كأحد الوسائل السهلة للتخلص من الحياة". وأشار إلى أن "معظم حالات الانتحار تقع بين المراهقين، حيث يطلق على تلك الفترة "تدهور سن المراهقين"، لافتًا إلى أن مصر تعتبر من أقل الدول التى يقع بها حالات انتحار. وتابع: "أعلى نسبة انتحار تقع في اليابان وكوريا وهولندا وسويسرا والسويد والنرويج وفنلندا وكذلك جنوب إفريقيا وجنوب شرق آسيا، أما مصر فهي في مرتبه متأخرة جدًا، وعدد الحالات لا يزال في المعدل الطبيعي، وليس مخيفًا".