أقدم شاب يبلغ من العمر 18 عاما على الانتحار بالقفز أمام قطار مترو الانفاق، بمحطة أحمد عرابي في الخط الأول "حلوان – المرج"، وهذه لم تكن الحالة الوحيدة لانتحار مواطنين أسفل عجلات المترو، أغلبهم من الشباب، وتعددت هذه الحالات حتى بلغت 5 حالات بنفس النمط منذ مارس الماضي حتى الآن. وعن أسباب اختيار الشباب للمترو كوسيلة للانتحار، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن هذا الأمر يرجع للتناول الإعلامي المتكرر والمستمر لظاهرة الانتحار تحت عجلات المترو، ما كون لدى الشباب ما يسمى ب"الخلفية الذهنية"، موضحا أن عند تفكير أي شاب في الانتحار تصبح عجلات المترو أول هدف له. وأوضح فرويز خلال حديثه ل"الوطن"، أن سن المراهقة يتعرض فيه الشباب للكثير من الضغوط نفسية، ويصلون لحالة تعرف ب"تدهور سن المراهقة"، ووقتها يفكر الشباب في الانتحار، مضيفا أن في هذه الحالة يكون الانتحار فكرة غير مدروسة وإذا نجا منها لن يكررها مرة أخرى. فيما علقت وفاء المستكاوي، خبيرة علم الاجتماع، أن وقوع 5 حالات انتحار بالمترو في 4 أشهر، لا يعد ظاهرة، ولكن فكرة الانتحار التي تطرأ على أفكار الشباب تأتي نتيجة تعرضهم لمشكلات نفسية واجتماعية تفوق احتمالاتهم، وينتج عنها فقدان الإيمان بالذات والتوجه للانتحار. هناك نوعان من الاكتئاب أوضحتهما المستكاوي ل"الوطن"، الأول اكتئاب نفسي، وهو تفكير الشاب في الانتحار بوسيلة يمكن إنقاذه منها مثل قطع الشريان أو تناول كمية كبيرة من الأقراص، والنوع الثاني هو الاكتئاب العقلي وفيه يتم التفكير في وسيلة انتحار لا يستطيع أحد إنقاذه منها، مثل المترو، مؤكدة أن الذين يقدمون على الانتحار بهذه الطريقة يعانون من الاكتئاب العقلي.