انتشرت ظاهرة انتحار الشباب في مصر، خلال الفترة الأخيرة، بعد أن ألقى أكثر من شخص بأنفسهم تحت عجلات مترو الأنفاق، حيث لقوا حتفهم دهسًا. كان آخرها قبل يومين، حين ألقى شاب في العقد الثالث من عمره بنفسه، تحت عجلات مترو الأنفاق، بمحطة مترو أحمد عرابي على الخط الأول "المرج- حلوان". وفي 22 يوليو، ألقى شاب يُدعى، أشرف محمد السيد، 21 سنة، حاصل على بكالوريوس تربية، نفسه أمام المترو بمحطة المرج، ما أدى لدهسه ومصرعه في الحال، على الرغم من أنه كان من المتفوقين دراسيًا ولا يعاني من أي خلافات وفقا لروايات أسرته. وفي الثاني من يوليو الماضي، ألقت فتاة في العشرين من عمرها تدعى أميرة يحيى محمد، تبلغ من العمر 20 عامًا، ومقيمة بشارع جامع عمرو بن العاص، بمصر القديمة، نفسها أسفل عجلات قطار محطة "مار جرجس"، ما أدى إلى مصرعها على الفور. وفي 3 مايو الماضي، أقدم أحد المواطنين على الانتحار أسفل عجلات مترو الأنفاق، بمحطة مترو غمرة، حيث لقي مصرعه على الفور بعد أن قفز أمام القطار أثناء دخوله المحطة. الظروف الحياتية الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، قال إن "هناك عدة أسباب تدفع الفرد للإقدام على الانتحار، وعدم التفكير في عواقبه، وأبرزها الضغوط الحياتية التي يتعرض لها الفرد من آن لآخر". الضغوط الرومانسية وأضاف فرويز ل "المصريون"، أن "الضغوط الاجتماعية والرومانسية التي يقع فيه بعض الأشخاص، تدفع البعض إلى التفكير على الفور في الانتحار، كإحدى الوسائل السهلة للتخلص من حياته". وأشار إلى أن معظم حالات الانتحار تقع بين المراهقين، حيث يطلق على تلك الفترة "تدهور سن المراهقين"، لافتًا إلى أن مصر تعتبر من أقل الدول التي يقع بها حالات انتحار. وتابع: "أعلى نسبة انتحار في الدول التالية اليابان وكوريا وهولندا وسويسرا والسويد والنرويج وفنلندا وكذلك جنوب إفريقيا وجنوب شرق آسيا، أما مصر فهي في مرتبه متأخرة جدًا، وعدد الحالات ما زال في المعدل الطبيعي، وليس مخيفًا". وقال الدكتور سعيد صادق أستاذ على الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن "الأوضاع الحالية والإجراءات التي تتبعها الدولة لاتعد سببًا رئيسيًا في إقدام بعض الأشخاص على الانتحار". الاكتئاب وأوضح ل "المصريون"، أن "من يعانون من الاكتئاب هم الأكثر عرضه للإقدام على تلك الخطوة، لأنهم عندما يفكرون في الموت يبحثون عن وسيلة تحقق شو ويكون صداها أوسع، ولذلك يلجأ بعضهم إلى إلقاء نفسه تحت عجلات المترو". المشاكل الشخصية ولفت إلى من يتعرضون لبعض المشاكل الشخصية أو الحالات نفسية يتخلصون من أنفسهم عن طريق الانتحار، مضيفًا: "الفتاة التي ألقت بنفسها تحت عجلات المترو، كان السبب موت والدتها وعدم قدرتها على تحمل الموقف فقامت بما قامت به". مع ذلك، أكد صادق، أن "مصر ليست من الدول التي ينتشر بها الانتحار، وإنما تصنف في مرتبة متأخرة جدًا"، مشيرًا إلى أن الضجة التي تُثيرها وسائل الإعلام حول تلك الوقائع، تتسبب في انتشارها على نطاق واسع.