أيّد الدكتور محمود مزروعة، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، رأي الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الذي قال فيه، إن "الانتحار جريمة منكرة وكبيرة من الكبائر، وفاعله فاسق وآثم، ولكن ليس بكافر أو خارج عن الملة، وذلك بإجماع الأئمة الأربعة". وخلال مقابلة تليفزيونية، أضاف كريمة، أن "المنتحر ليس كافرًا، وبالتالي يُغسل ويُكفن، ويُصلى عليه صلاة الجنازة، ويُدفن في مقابر المسلمين، وهذا إجماع أهل السنة في الأزهر الشريف". وأشار إلى أن "المنتحر لم ينكر معلومًا من الدين بالضرورة ولكنه أقدم على قتل نفسه، وخالف فقط قول الله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا"، مستشهًدا بأن "بعض الفقهاء أكدوا أن المنتحر قد يدخل النار دون أن يخلد فيها". وفي تصريح إلى "المصريون"، قال "مزروعة", إن "هذا كلام صحيح مائة في المائة؛ لأن المنتحر لم يخرج عن الملة ولكن ارتكب إثمًا كبيرًا، فقد ورد عن الرسول أن أناسًا انتحروا ورآهم صلى الله عليه وسلم، في الجنة". وتابع: "القضية ترجع لكيفية الانتحار, إذ أن رجلًا كان يحارب مع رسول الله ثم أصيب ب20 طعنة ما بين طعنة سيف ورمح وحارب مع رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى انتصر المسلمون، ثم جلس على الأرض فوجد حجرًا مسنونًا فأمسك به وجز به شريان يده ونزف حتى الموت, فرآه أحد الصحابة في منامه على هيئته مغطيًا يده، فقال له: "ما صنع ربك بك" فقال غفر لي, فقال له مالي أراك مغطيًا يديك؟ قال: قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت"، فقصها الصحابي على رسول الله فقال الرسول الكريم "اللهم وليديه فاغفر". وأوضح مزروعة, أن "هناك من ينتحر لأنه لم يرضَ بقضاء الله عليه مثل الفقر وغيره, ففي مثل هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم "مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا". واختتم "مزروعة": "المسلم إذا لقي الله تعالى بكل ذنب عدا الشرك الأكبر، فإن ذنوبه قابلة للعفو عنها، ومحو أثرها بفضل الله تعالى ورحمته، مهما بلغت هذه الذنوب كثرة وعظمة، وقد نصَّ الله تعالى على ذلك بقوله "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء".