أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو أن الاحتلال ذاهب للسيطرة على جميع أنحاء غزة جاء هذا فى مقطع فيديو نُشر يتحدث فيه عن قرار بلاده السماح بدخول «الأساسي» فقط من المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب وقال نتنياهو أمس فى مقطع مصور نشر على قناته على منصة تلجرام إن على إسرائيل تفادى حدوث مجاعة فى غزة «لأسباب دبلوماسية». وأضاف نتنياهو «يجب ألا ندع سكان (غزة) ينزلقون نحو المجاعة، وذلك لأسباب عملية ودبلوماسية على السواء»، مشيرا إلى أن حتى داعمى إسرائيل لن يكونوا متسامحين مع «مشاهد المجاعة الجماعية». وتجاهل نتنياهو انتقادات أعضاء ائتلافه حول استئناف المساعدات وقال إنه قرار «صعب، لكنه ضروري». اقرأ أيضًا | نتنياهو: يجب ألا نصل إلى حالة المجاعة في غزة «حتى لا نفقد الدعم الدولي» وعلق وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش على القرار بالقول إنه سيتم إدخال الطعام إلى غزة «حتى يتمكن المواطنون من الأكل، وبالتالى أصدقاؤنا فى العالم سيواصلون منحنا مظلة حماية دولية». وأعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية أن 9 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية بما فى ذلك أغذية الأطفال، ستدخل قطاع غزة من إسرائيل فى الساعات المقبلة. ولفت المنسق إلى أنه من «المتوقع أيضا وصول شاحنات مساعدات إضافية فى وقت لاحق، لكن لم يتم الاتفاق على ذلك بشكل نهائى بعد». وأكد منسق أعمال الحكومة الإسرائيلى أنه «سيتم إدخال الشاحنات بنفس الطريقة التى تتم بها حتى الآن، حيث ستسافر الشاحنات داخل قطاع غزة، ومن المفترض أن تصل إلى مخازن المنظمات الدولية، والتى ستقوم بتفريغها وتوزيعها على السكان». من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وزير الخارجية جدعون ساعر طالب بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد ضغوط أوروبية وأمريكية متزايدة، بالإضافة إلى تهديدات بعقوبات محتملة. وقال ساعر، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، إن عدة وزراء خارجية تواصلوا معه بشأن موضوع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأضاف ساعر أن مشرعين أمريكيين من الحزبين الديمقراطى والجمهورى توجهوا إلى سفير إسرائيل فى واشنطن لمناقشة تسهيل مرور المساعدات إلى القطاع. وألمح نتنياهو فى وقت سابق الى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نفسه يمارس ضغوطا قوية على الحكومة الإسرائيلية للسماح بإدخال المساعدات إلى غزة. وكانت إسرائيل قد أغلقت قنوات إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فى مارس الماضي. وأمس، قال مدير منظمة الصحة العالمية إن «مليونى شخص يتضورون جوعا» فى غزة. وقال تيدروس أدهانوم جبرييسوس فى افتتاح الاجتماع السنوى للدول الأعضاء فى المنظمة فى جنيف «يتزايد خطر المجاعة فى غزة بسبب المنع المتعمد لدخول المساعدات الإنسانية» بينما هناك «أطنان من الطعام عالقة عند الحدود على بعد دقائق فقط». وكان تقرير للأمم المتحدة نشر فى وقت سابق أفاد بأن قطاع غزة يواجه مستوى «حرجا» من خطر المجاعة فيما 22% من سكانه مهددون بأن يعانوا من وضع «كارثي».وتشير مصادر الأممالمتحدة إلى أن الاستئناف قد يخفض معدلات سوء التغذية الحاد من 40% إلى 25% خلال ستة أسابيع.وبالتزامن مع ادخال قدر يسير من المساعدات «الأساسية»، تواصل اسرئيل عمليتها البرية والواسعة فى مناطق بشمال وجنوب غزة، فى تصعيد لحملة جديدة على القطاع. وصباح أمس، أعلن جيش الاحتلال انه نفذ 160 غارة على أهداف بالقطاع. وقالت السلطات الصحية فى غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أودت بحياة أكثر من 53 ألف شخص، فضلا عن تدميرها القطاع الساحلى المكتظ بالسكان، مما دفع كل سكانه تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى النزوح من منازلهم. فى غضون ذلك، أظهرت صور نشرتها وزارة الصحة فى غزة، آثار استهداف القوات الإسرائيلية لمستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبى صباح أمس. والمستودع من المرافق الحيوية لتقديم الرعاية الصحية، فى وقت تُعانى فيه المنظومة الطبية من أوضاع كارثية بسبب النقص الحاد فى الإمدادات والضغط المتواصل جراء العدوان المستمر. وحذر مدير عام مجمع الشفاء الطبى فى غزة محمد أبو سلمية، من انهيار وشيك فى القطاع الصحى وكشف أن قطاع غزة شهد خلال أربعة أيام فقط سقوط أكثر من 500 شهيد ونحو 1000 جريح. وأشار إلى أن هناك «استهدافا متعمدا للمرافق الصحية، بهدف قتل أكبر عدد من أهالى قطاع غزة».