في استمرار لمسلسل الكذب الذي اعتاده رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو والذي نفى خلال خطابه في الكونجرس الأمريكي، اتهام المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل بتجويع سكان غزة معتبرًا أنه أكاذيب وتلفيق، ومتهما حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» بأنها هي من تسرق المساعدات الإنسانية، بل وصل برئيس حكومة الاحتلال أن قال إن حصيلة القتلى في قطاع غزة هي الأقل في تاريخ حرب المدن، إلى جانب دفاعه عن جنوده الذي وصفهم بالأبطال بسبب الطريقة التي يديرون بها الحرب في غزة بل طالب بالثناء عليهم. ولكن الحقيقة تقول غير ذلك، فطالما حذرت وانتقدت منظمات دولية وأممية الاحتلال الإسرائيلي فيما يخص المجاعة، ففي 9 يوليو بعد تحقيقات أجراها خبراء مستقلّون تابعون للأمم المتحدة، اتهموا إسرائيل بأنها تشنّ «حملة تجويع متعمّدة وموجّهة»، حيث اعتبر الخبراء الأممين الجريمة أنها شكل من أشكال عنف الإبادة التي أدت إلى مجاعة في جميع أنحاء القطاع. و لفت الخبراء إلى أن «34 فلسطينيًا توفوا من سوء التغذية منذ 7 أكتوبر معظمهم أطفال»، بينهم 3 أطفال ماتوا مؤخرًا «بسبب سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية. وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، فلقد واجهت إسرائيل العديد من الانتقادات لمنعها إدخال المواد الإغاثية، إذ انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في 17 من الشهر الجاري، «العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى أن ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد والأمراض المعدية آخذة في الارتفاع». ومما يدعم كذب «نتنياهو» أيضا فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على منظمة «تساف 9» الإسرائيلية بسبب «منعها بانتظام دخول شاحنات المساعدات الإنسانية التي تنقل الأغذية والمياه والوقود إلى غزة» عن طريق العنف وإتلاف موادها. عن حديث «نتنياهو» عن أن ضحايا غزة هم الأقل في تاريخ حروب المدن، فقد قالت هيئة الأممالمتحدة للمرأة، في وقت سابق، إن الاحتلال قتل أكثر من 10 آلاف امرأة فلسطينية في القطاع منذ 7 اكتوبر الماضي، فيما أفادت منظمة «أنقذوا الأطفال» البريطانية،، بأن نحو ألف طفل في غزة فُقدوا نتيجة الحرب الإسرائيلية، وإلى جانب ذلك فلقد وصف مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل الدمار في قطاع غزة بأنه فاق ما حدث في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية. وأما عن وصف نتنياهو جنوده بالأبطال، فلقد شهد شاهد من أهلها، حيث نشر موقع «سيحا مكوميت» الإسرائيلي شهادات لجنود إسرائيليين في غزة أدلوا فيها بتفاصيل مفزعة عن الانتهاكات المرتكبة في مناطق مختلفة من القطاع. وأجمع 6 جنود إسرائيليين -لم يكشف عن أسمائهم- في شهاداتهم على أن الجيش أعطى أوامر بإطلاق النار دون حدود، إلى جانب إحراق منازل، وترك الجثث في الشوارع، ولم يرفعوها إلا في حالة واحدة: قبل دخول فرق الإغاثة الدولية. ومما يعزز كذب نتنياهو اعتذار إسرائيل عن حادثة استشهاد الطفلة هند رجب الذي تركها الاحتلال تنزف حتى الموت داخل سيارة خالها بعد استهداف الاحتلال لأفراد عائلتها، إذ اعتبر خبراء في الأممالمتحدة، إن مقتل هند رجب في قطاع غزة، التي أثارت نداءاتها للمساعدة تعاطفا حول العالم، يمكن أن يشكل «جريمة حرب. وتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم ال 292 تواليًا، تزامنًا مع عمليات قصف مدفعي وجوي مكثفة ونسف مستمر للمنازل والمربعات السكنية، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في إحدث حصيلة لها ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 39.145 شهيدًا و90.257 مصابًا منذ 7 أكتوبر الماضي.