فى اليوم ال101 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبينما لم تتوقف المدفعيات عن القصف، إلا أن سكان قطاع غزة المحاصر منذ أشهر مهددون بخطر أكبر من الغارات. فقد كشف تقرير أمريكى جديد، أن سكان القطاع يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية، ما وضع المنطقة على حافة المجاعة، وفقًا لموقع «أكسيوس». وأضاف التقرير أن الخطر المتعلق بالمجاعة ونقص المياه النظيفة والأدوية والظروف غير الصحية فى غزة، يزيد من المخاوف. كما تابع أنه يمكن أن يؤدى الجوع والمرض وجفاف الجسم لموت الناس فى غزة بنفس القدر إن لم يكن أكثر، من الحملة العسكرية الإسرائيلية. بينما حذّرت جماعات إغاثة من أن الآلاف من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، قد يموتون إذا لم تتحسن الظروف الإنسانية بشكل كبير. ودعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، المجتمع الدولى مؤخرًا، إلى اتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذى يواجه سكان غزة، ويقوض قدرة العاملين فى المجال الإنسانى على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض. فى حين طالب قرار تبناه مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة، الشهر الماضي، إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع، لكنه لم يدعُ إلى وقف إطلاق النار. يشار إلى أن الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، كانوا أعلنوا أن غزة أصبحت مكانًا للموت واليأس، مؤكدين أن الوقت قد حان لكى تضع الحرب أوزارها. وحذر المنظمة فى بيان من أن كارثة صحية عامة تتكشف فصولها فى غزة، حيث تنتشر الأمراض المعدية فى الملاجئ المكتظة مع تسرب مياه الصرف الصحي. وبلغ حجم الدمار بعد مرور 100 يوم ويوم على الحرب مستوى هائلا، ولا يشبه أى شيء رأوه فى القطاع الفلسطينى من قبل، بحسب تقرير نشرته شبكة «سكاى نيوز» البريطانية. من جانبها، أعلنت وزارة الصحة فى غزة، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب فى القطاع إلى 24100 قتيل و60834 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت الوزارة إن القوات الإسرائيلية ارتكبت 12 مجزرة ضد العائلات فى قطاع غزة، راح ضحيتها 132 فلسطينيا وأصيب 252 آخرون خلال الساعات ال24 الماضية. وأكدت الوزارة أن عددا من الضحايا لا زالوا تحت الركام وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم. وحضّت 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة إسرائيل على السماح بالوصول إلى ميناء أسدود شمال غزة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. جاء فى بيان مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمى ويونيسف ومنظمة الصحة العالمية بأن إيصال المواد الغذائية والإمدادات إلى سكان غزة المحاصرين الذين يواجهون خطر المجاعة بشكل متزايد يعتمد أيضا على فتح طرق جديدة لإدخال المساعدات. وأفاد البيان أن استخدام أسدود الواقعة على بعد حوالى 40 كيلومترا شمال حدود غزة «ضرورى للغاية بالنسبة لوكالات الإغاثة»، بينما دعت المنظمات إلى «تغيير جوهرى فى تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة». كما أضافت أن السماح للوكالات الإنسانية باستخدام هذا الميناء «سيسمح بشحن كميات أكبر بكثير من المساعدات ليتم بعد ذلك إدخالها على متن شاحنات إلى المناطق الشمالية من غزة الأكثر تضررا والتى لم تنجح غير بضع قوافل فى الوصول إليها». ميدانيا، قال المتحدث باسم جامعة النجاح الوطنية فى مدينة نابلس، إن الجيش الإسرائيلى اقتحم الجامعة أمس، واعتقل 25 طالبًا كانوا يعتصمون بداخلها لأمور نقابية تتعلق بآليات تسجيل الطلبة ودفع الأقساط الجامعية. وأضاف رائد الدبعي: «قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلى اقتحمت الجامعة فجر أمس، واعتدت على اثنين من أمن الجامعة تم نقلهما إلى المستشفى، واعتقلت الطلاب جميعهم الذين كانوا يعتصمون فى الجامعة منذ 25 يومًا لمطالب نقابية تتعلق بالطلبة». وأوضح الدبعى أن هذه المرة الأولى التى يتم فيها اقتحام الجامعة من قبل الجيش الإسرائيلى منذ حصارها فى 1992. وأدانت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى «اقتحام الحرم القديم لجامعة النجاح الوطنية فى نابلس واعتقال عدد من طلبتها وموظفيها والاعتداء عليهم، وإحداث خراب فى ممتلكاتها ومبانيها».