ذكرت صحيفة الإندبندنت أن دليلاً جديدًا قويًا كشف أمس أن الولاياتالمتحدة أسقطت كميات ضخمة من الفوسفور الأبيض على مدينة الفلوجة العراقية خلال العدوان على المدينة في نوفمبر 2004، الأمر الذي أسفر عن مصرع أهل الفلوجة مع إصابتهم بحروق هائلة. وفي فيلم وثائقي تبثه الإذاعة الإيطالية الحكومية “RAI” أمس الثلاثاء يقول جندي أمريكي سابق قاتَل في الفلوجة: سمعت أمرًا بالانتباه جيدًا لأنهم [القوات الأمريكية] سيستخدمون الفوسفور الأبيض في ضرب الفلوجة”، مشيرًا إلى أنه يُعرف في لغة الجيش ب”Willy Pete”. وقال الجندي – بحسب الصحيفة – “الفوسفور يحرق الأجساد، وفي الحقيقة فإنه يصهر لحم الإنسان إلى العظام .. لقد رأيت أجساد نساء وأطفال محترقة”، موضحًا أن الفوسفور ينفجر ويشكل سحابة وأن أي شخص في محيط 150 مترًا منها يحترق بها. وأشارت الصحيفة إلى أن الصور على موقع الإذاعة على الإنترنت “ www.rainews24.it” التي حصلت عليها من مركز دراسات حقوق الإنسان في الفلوجة تظهر تمامًا ما يعنيه الجندي الأمريكي. وقالت: إن العشرات منها تظهر جثث أهالي الفلوجة، بعضهم على فراشه، الذين لا تزال ملابسهم سليمة إلى درجة كبيرة ولكن جلودهم قد ذابت. وقال محمد طارق العالم البيولوجي في الفلوجة، في مقابلة مع الفيلم: إن سيلاً من النيران سقط على المدينة .. وبدأ الناس الذين ضربوا بهذه المواد متعددة الألوان، يحترقون.. وجدنا أناس ميتين بجروح غريبة .. الأجساد احترقت ولكن الملابس سليمة”. كما قدم الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان “الفلوجة .. المذبحة المخفية” دليلاً حاسمًا بأن القنابل المحرقة المعروفة ب Mark 77 ، وهي الشكل المعدل والجديد من النبالم، استخدمت في الهجوم على الفلوجة “في انتهاك لمعاهدة الأممالمتحدة لعام 1980 بشأن استخدام أسلحة تقليدية معينة “ التي تسمح باستخدامها فقط ضد أهداف عسكرية. وكان “مفكرة الإسلام” أحد المصادر الإعلامية التي سبقت في الكشف عن استخدام هذه الأسلحة الكيماوية في العدوان على الفلوجة. وأكد مراسلو مفكرة الإسلام لدى تغطيتهم الهجوم الأمريكي على الفلوجة مرارًا أن قوات الاحتلال تستخدم الأسلحة المحرمة والكيماوية وقنابل النبالم المحرقة ضد المواطنين العراقيين، في حين زعمت الحكومة الأمريكية أن قواتها لم تستخدم هذه الأسلحة. وأشارت الإندبندنت أيضًا إلى ما ذكره موقع “إسلام أون لاين” من أن القوات الأمريكية استخدمت أسلحة كيماوية وغازات سامة في عدوانها على الفلوجة. في السياق ذاته أكدت مراسلة صحيفة “إل مانيفيستو” الإيطالية في العراق “جوليانا سجرينا”، التي كانت قد احتُجزت في شهر مارس الماضي في بغداد من قِبل جماعة عراقية، الأنباء التي بثتها قناة “راي نيوز 24” التليفزيونية الإيطالية أمس الثلاثاء بشأن استخدام قوات الاحتلال الأمريكية في العراق لأسلحة كيميائية وشكل معدل من النابالم المحرمين دوليًا خلال حملاتها الدامية على مدينة الفلوجة ما بين 2004 و2005. وبحسب ما ذكرته وكالة “أوروبا برس” الأسبانية، أشارت سجرينا عقب رؤيتها للتحقيق الصحفي أنها لم تفاجأ تمامًا بما ورد في التحقيق، حيث أكدت أنها كانت قد جمعت “شهادات بشأن استخدام الفسفور الأبيض والنابالم من بعض الفارين من الفلوجة، إلا أن لهذه الصور [الواردة في تحقيق القناة الإيطالية] وقعًا هائلاً”. ونوّهت الصحفية الإيطالية إلى أنه تم اختطافها في الوقت الذي كانت تحقق فيه في استخدام تلك الأسلحة، مشيرة إلى أن “كل العراقيين كانوا يعلمون” بأمر استخدام تلك الأسلحة. وكانت سجرينا قد أكدت عقب تحريرها في العراق وعودتها إلى إيطاليا أن مختطفيها قد أكدوا لها أن “الأمريكيين لا يودون أن تعودين” وأنه “من الممكن أن يتدخل الأمريكيون”، تلك التحذيرات التي تذكرتها عقب إطلاق أفراد من قوات الاحتلال الأمريكية الرصاص ضد السيارة التي كانت تقلها إلى مطار بغداد عقب تحريرها، ما أسفر عن مصرع ضابط المخابرات الإيطالي الذي كان مسؤولاً عن حمايتها “نيكولا كاليباري” وإصابة الصحفية في كتفها، فضلاً عن إصابة ضابطيْ المخابرات الإيطاليين اللذين كانا بالسيارة كذلك. المصدر : مفكرة الإسلام