ذكرت صحيفة التايمز اليوم الاثنين أن قوات الاحتلال الأمريكية خرجت من العراق تاركة خلفها إرثا من المواد الخطرة السامة. وكشف تحقيق أجرته الصحيفة في خمس ضواحٍ عراقية عن وجود بقايا مواد خطيرة متخلفة عن القواعد الأمريكية بوسط البلاد لم تعدها قوات الاحتلال الأمريكية معها إلى الولاياتالمتحدة، في خرق واضح لقواعد البنتاجون.
وتشير الصحيفة إلى أنه في شمال وغرب البلاد، يتسرب نحو 55 جالون من زيت المحركات بالشوارع المغبرة، وأسطوانات مفتوحة من الحامض ملقاة بأماكن يسهل وصول الأطفال إليها بالإضافة إلى البطاريات الهالكة التي تم إلقاؤها بالقرب من مصادر ري الأراضي الزراعية.
واضطلعت الصحيفة على وثيقة للبنتاجون يرجع تاريخها لعام 2009، عن طريق مقاول خاص يعمل مع جنود أمريكا، تشير إلى أن القوات الأمريكية أنتجت 5 آلاف طن من النفايات الخطيرة بالأراضي العراقية.
تصاعد في عدد الولادات المشوهة بالفلوجة وتزايدت أعداد الأطفال العراقيين المولودين بتشوهات منذ الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 وبشكل خاص في مدينة الفلوجة والتي تعرضت لقصف عنيف خلال عام 2004 إثر تصاعد عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال.
ويرجح ازدياد عدد الولادات المشوهة بالفلوجة نتيجة استخدام مواد كيماوية خلال القصف الأمريكي للمدينة، في ظل تعتيم إعلامي جرى وقتذاك، حيث استخدمت قوات الاحتلال الفوسفور الأبيض الذي يهدد سلامة البيئة والإنسان، والذي تحرم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدامه ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب.
أعداد المشوهين ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن الدكتورة سميرة العاني طبيبة الأطفال في مستشفى الفلوجة التعليمي إن سجلاتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أشارت إلى وجود 37 طفلاً يعانون من عيوب وتشوهات في الأنبوب العصبي.
وأضافت أنها كانت تسجل حالتين إلى ثلاث حالات في الشهر وهو ما لم يعهده المستشفى من قبل، مؤكدة أنه تم في الشهر الثاني من العام الجاري وحده تسجيل 22 حالة تشوه خلقي لأطفال وهي نسبة آخذة في الارتفاع فيما سجل أحد الأطباء السنة الماضية 180 حالة لأطفال مصابين بتشوهات خلقية مختلفة في مستشفى المدينة كما لوحظ زيادة في الحالات المعاقة عن العام الماضي.
عينات من التربة وقالت الطبيبة، إنها تعمل في مستشفى الفلوجة التعليمي منذ عام 1997 وإلى الآن لم تر حالات بهذا الحجم من الإصابات، مضيفة أنه ما بين 2 إلى 3 حالات تشوه خلقي تردد على المستشفى خلال اليوم الواحد في الوقت الحاضر.
وأشارت إلى أن المستشفى استقبل خلال الفترة الماضية لجانًا حكومية ومنظمات دولية تقوم بسحب عينات من التربة وصورًا للأطفال المشوهين لكن دون تقديم نتيجة فحص واحدة حتى الآن.
واستنادًا إلى المصادر الصحية العراقية، فإن الأطباء في مستشفى الفلوجة العام يوثقون 170 حالة لأطفال ولدوا مشوهين في المستشفى فقط خلال أقل من سنتين مات منهم حوالي 30 طفلاً في 2009، فضلاً عن تسجيل عشرات الحالات لأمراض سرطانية وخاصة اللوكيميا بين المواليد الجدد.
بدوره، قال أحد مسئولي الدفن بإحدى المقابر في الفلوجة، إنه يستقبل العديد من العوائل التي تدفن أطفالها بعد موتهم بسبب التشوهات، كاشفًا أنه يدفن من 4 الى5 أطفال كل يوم بعضهم مصابون بتشوهات خلقية، معتبرًا ذلك من تداعيات الغزو الأمريكي على الأطفال بالفلوجة.