جاء التشكيل النهائى لحكومة الدكتور هشام قنديل خاليًا من الأحزاب المدنية والليبرالية تماماً رغم تأكيدات الدكتور محمد مرسى بأن الحكومة ستكون ائتلافية، حيث أكدت بعض الأنباء أن حزب الحرية والعدالة قرر أن تكون الحكومة "تكنوقراط" لتفادى الصدام مع الأيديولوجيات السياسية الحزبية بينما تواترت أنباء أخرى عن رفض معظم هذه الأحزاب المشاركة فى الحكومة لعدم خدمة مشروع "الإخوان المسلمين". وقال أحمد عز العرب نائب رئيس حزب الوفد إن المشاركة فى وزارة ائتلافية يلزمه الاتفاق المسبق على برنامج مشترك، موضحاً أن من حق الأغلبية تشكيل الحكومة بغض النظر عن الاختلافات مع هذه الأغلبية ومَن يعارض هذا لا يؤمن بالديمقراطية. وأكد أن حزب الوفد لديه عقدة تاريخية من الحكومات الائتلافية منذ حكم الملك فؤاد الذى ضغط على النحاس باشا لتشكيل وزارة ائتلافية ليفاوض الإنجليز فضم النحاس باشا أحزاب الأقلية على مضض فى الحكومة وفى النهاية فشلت المفاوضات لأن تلك الأحزاب لم تكن صاحبة مشروع، مما أدى لإصابة الائتلاف بتصدع. من جانبه، قال نبيل زكى القيادى بحزب التجمع، إن الأحزاب المدنية هى التى رفضت المشاركة فى الحكومة ومنها حزب الوفد والتجمع والمصريين الأحرار لأن هذه الحكومة من أتى بها هو الدكتور محمد مرسى لتطبيق برنامجه الانتخابى - وهذا لا يعنيهم- فالحكومة ستكون واجهة لمكتب الإرشاد ولا يتوقع أن يكون المعيار فى الاختيار هو الكفاءة ولكن على أساس الولاء للإخوان أو التعاطف معهم، على حد تعبيره. وتمنى زكى أن تكون الحكومة قادرة على حل المشاكل المتراكمة والمزمنة التى يعانى منها الشعب المصرى منذ فترات طويلة وإن كان اختيار قنديل شخصياً لتشكيل الحكومة اختيار غير موفق ولا يبشر بخير ويصعب حل مشكلات الشعب فى وجوده. وبدوره، قال أحمد حسن أمين الحزب الناصرى إن كثيرًا من الأحزاب المدنية غير معترفة بالدكتور محمد مرسى كرئيس من الجمهورية ولا يشغلهم كثيراً تشكيل الحكومة لأنها ستخدم الأجندة الإخوانية وأى وزير سوف يشترك فى تلك الحكومة سوف ينفذ المشروع الإخوانى، موضحًا أن الحكومة سوف تكون سكرتارية للدكتور محمد مرسى ولمكتب الإرشاد. وشدد حسن على أن كل ما يطلبوه هو أن يستقر البلد ويجد الناس ما يحتاجونه من الاحتياجات الأساسية وإيجاد الحلول لمشاكلهم التى تراكمت على مر سنوات مضت. وفى المقابل، قال باسل عادل عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب المصريين الأحرار إن مؤسسة الرئاسة ورئيس الوزراء هم من تجاهلوا الأحزاب المدنية تماماً سواء الأحزاب التى أعلنت رفضها للمشاركة فى الحكومة أو الأحزاب الأخرى، حيث لم يطلب منها ترشيحات ولكن تم التعامل معهم بتجاهل تام. وأضاف عادل أن اختيارات الحكومة عشوائية ولا يوجد لها خط بنائى واضح وإن كان المعيار فى تشكيل الحكومة التكنوقراط فعليًا فعلى أى أساس تم اختيار قنديل نفسه، حيث إنه لم يحرز أى تقدم فى العديد من المشاكل فى المياه والرى.