قال سوبير لال مدير بعثة صندوق النقد الدولى لمصر، إن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التى اتخذتها الحكومة المصرية، ضمن برنامجها الوطنى، أسهمت فى تحقيق استقرار الاقتصاد الكلى، إذ تقلص العجز المالى بشكل لافت، كما أن مجموعة الإصلاحات الطموحة بوجه عام حققت عددًا من الإنجازات المهمة بالفعل على رأسها تراجع التضخم والبطالة وتحسن آفاق النمو إلى حد كبير. مشيرًا إلى أن أهم تلك الإصلاحات، تحرير سعر الصرف وإصلاح دعم الطاقة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة وتعزيز إدارة المالية العامة، بالإضافة إلى خطوات مهمة لتحسين مناخ الأعمال كإقرار قوانين التراخيص الصناعية والاستثمار والإفلاس والشركات. وأضاف خلال تصريحاته لوكالة الشرق الأوسط أن تحقيق معدلات نمو مرتفعة يكون فعالاً من خلال خلق فرص عمل جديدة والمساعدة على رفع مستويات المعيشة، كما يخلق حيزا ماليًا أكبر لتوسيع النطاق الذى تغطيه شبكة الأمان الاجتماعي ودعم البرامج الاجتماعية الموجهة للمستحقين، مشيرًا إلى أنه من أجل الحفاظ على النمو القوى وجعله أكثر احتواء لكل شرائح المجتمع، يتعين خلق قطاع خاص قوى ونشط يعمل كقاطرة أساسية للنمو ويستطيع المنافسة دوليا ويكون المحرك الأساسى لخلق فرص العمل. وأوضح مدير بعثة صندوق النقد الدولي فى مصر بأن الحكومة عززت القدرة التنافسية الخارجية من خلال تحرير سعر الصرف، وتوسعت فى جدول أعمال الإصلاحات الهيكلية تحت مظلة برنامجها الوطني، للمساعدة على تجاوز العقبات الرئيسية التى تواجه تنمية القطاع الخاص وتيسير إعادة توجيه الاقتصاد نحو نمو يقوده القطاع الخاص ويركز على التصدير. ولفت إلى أن الإصلاحات الهيكلية التى اتخذتها الحكومة المصرية لتيسير بدء مشروعات الأعمال وتشغيلها، وتشجيع ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ورفع كفاءة تخصيص الأراضي، ودعم المنافسة والمشتريات العامة، وتحسين شفافية المؤسسات المملوكة للدولة، والتصدي للفساد، من شأنها أن تسهم فى خلق الفرص للجميع وتهيئة ساحة يعمل فيها الجميع على قدم المساواة، ما يعزز النمو ويضمن توزيع الثمار على كل المواطنين. وأكد على أن زيادة النمو الاقتصادي سيؤدى إلى إتاحة المزيد من موارد المالية العامة التى يمكن استخدامها لتعزيز الإنفاق على التعليم والصحة والمتطلبات الاجتماعية الموجهة لشرائح المجتمع الأكثر احتياجا، مشيدًا بتحرك الحكومة نحو شبكة أمان اجتماعي أكثر فعالية واستهدافًا للمستحقين والأسر الفقيرة عن طريق التوسع فى برامج التحويلات النقدية ودعم الغذاء. مشيرا إلى اتخاذ الحكومة خطوات لزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم، كما زادت دعم السلع التموينية الشهرى بأكثر من الضعف فى 2017/2018 من 21 جنيها إلى 50 جنيها لكل مستفيد.