«مَن مظهر شاهين حتى يتحدث عن شيخ الأزهر بهذه الطريقة؟»، هكذا علق علماء أزهريون، على هجوم مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وزعمه بأنه لا يصلح لمنصبة الحالى، وسط مطالب بمحاسبة هؤلاء المتطاولين على الأزهر وشيخه؛ حفاظًا على مكانة وقيمة الأزهر العالمية. وكان «شاهين»، هاجم خلال لقائه مع الإعلامى أحمد موسى، شيخ الأزهر، مدعيًا أنه لا يصلح لمنصبه الحالى ولا لمنصب مفتى الجمهورية، كما اتهم هيئة كبار العلماء بأنها تضم شخصيات إخوانية تزعم أن ما حدث فى 30 يوليو، ليس ثورة. وجاء ذلك خلال المشادة التى اندلعت على الهواء مباشرة، بين خطيب مسجد عمر مكرم، والدكتور على محمد الأزهري، عضو هيئة تدريس بالأزهر، أثناء مناقشة حق الأوقاف فى الفتوى. وبدأت الواقعة، عندما هاجم «شاهين» أئمة الإفتاء قائلًا: "اللى مضيع الدنيا فى مصر أئمة الأوقاف اللى لازم نمنعهم من الفتوى»، وتساءل متهكمًا: «ما الفرق بين إمام الجامع والشخص الموجود فى كشك الفتوى؟ وهل نستبدل الجامع بكشك؟». الدكتور محمود مزروعة، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، قال إن الأزهر الشريف مؤسسة عالمية وليست مصرية، إضافة إلى أن شيخ الأزهر يتكلم باسم المسلمين فى كل بقاع العالم، ومن ثم لا يجوز التطاول عليه أو الانتقاص من شأنه بأى شكل ومن الأشكال، وليس هذا فحسب، بل لابد من محاسبة هؤلاء المتطاولين. وخلال حديثه ل«المصريون»، تساءل «مزروعة»، قائلًا: «من مظهر شاهين حتى يتحدث عن شيخ الأزهر بهذا الأسلوب، ومن يكون هو بجانب شيخ الأزهر، وما هى مؤهلاته العلمية باستثناء الشهادة العليا التى حصل عليها؟». أستاذ العقيدة بالأزهر، أضاف أن «شاهين»، لم يكن يعرفه أحد، ولم يسمع به الكثيرين قبل الوقفة التى كانت تطالب بخلع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، منوهًا بأنه يحاول أن يجعل له صوتًا الآن، ويسعى إلى استعادة ما كان يحظى به سابقًا. وأوضح أن لا يجوز أن يصدر مثل هذا الكلام بحق شيخ الأزهر الشريف، وكذلك أعضاء هيئة كبار العلماء، كما يجب عدم الالتفات لكلام أمثال هؤلاء، مضيفًا أن من اختار شيخ الأزهر هو رئيس الجمهورية والدولة بأكمله، ليكون متحدثًا باسم المسلمين جميعًا. وعلق على قانون تنظيم الفتوى قائلًا: «من سيمنح تصريح حق إصدار الفتوى للأشخاص، هل شيخ الأزهر أم دار الإفتاء، أم من؟»، مستطردًا: «أيام النبى وبعده، كان الصحابة جميعًا يفتون، أبو هريرة وعبد الله ابن عمر وغيرهما الكثير، وكان البعض منهم يطلب من المستفتى أن يذهب لصحابى آخر من أجل الحصول على الفتوى، ومن ثم يجب العودة لزمن النبى وصحابته». أما، الداعية الأزهري، محمود عبد الخالق، قال إن الصغار صاروا يتحدثون فى الأمور العظام، وباتوا يقللون من قيمة شيخ الأزهر ومكانته، التى يُجلها كل المسلمين فى أنحاء العالم، مؤكدًا أن ما قيل فى شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء، لا يجوز ولا يصح. وأضاف «عبد الخالق»، فى تصريحه ل«المصريون»، أنه من المفترض عندما يمر اسم شيخ الأزهر على خاطرة «شاهين»، أن يقوم واقفًا، إجلالًا وتعظيمًا لمكانة الشيخ، مشيرًا إلى أن الأزهر يحظى بمكانه محلية وإقليمية ودولية، لكن تلك الإساءة تُقلل من تلك المكانة. فيما، قررت وزارة الأوقاف، إحالة «شاهين»، إلى لجنة القيم بالوزارة، على خلفية التحدث فى قضايا عامة خاصة بالوزارة دون أخذ تصريح وإذن من المختصين بالوزارة. ومن جهته، أعلن جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن إحالة «شاهين» للجنة القيم؛ يأتى لتجاوزه فى الحديث بأسلوب غير منطقى لا يتواكب مع سياسة وزارة الأقاف، مؤكدًا أنه جار تحديد موعد للتحقيق معه، بالشكل الذى يكفل له كل حقوقه القانونية والإدارية.