«كلامه لا يمت للحقيقة بصلة، ولا يعلم شيئًا عن كتب التراث»، هكذا علق أزهريون، على مطالبة اللواء شكري الجندي، وكيل لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، مؤسستي الأزهر والأوقاف، بتنقية كتب التراث من الأفكار المتطرفة، وسط تأكيدات بأن كتب المؤسستين خالية تمامًا من تلك التهم. وكان «الجندى»، دعا الأزهر والأوقاف، إلى تنقية كتب التراث من الأفكار المتطرفة، التى لا تتناسب مع روح الدين الإسلامى ووسطيته وكلياته، التى نادت بالمساواة والرحمة والعدل. وأوضح «الجندى»، فى تصريحات له، أن رسالة الرسول الكريم، وجهت إلى الدنيا كلها كرسالة رحمة، ولم تخرج من أجل الهدم ونبذ الآخر والغلو، مشيرًا إلى أنه ليس فى الدين الإسلامى الحق، ما يخجل المسلم منه أو يتوارى من أجله سوى ما حاول المتطرفون الترويج له من أفكار هادمة، تهدم وتزعزع استقرار الأمم. الدكتور محمود مزروعة، رئيس قسم العقائد والأديان بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر، قال إن «كتب الأزهر خالية تمامًا من النصوص التى تدعو إلى التطرف أو الميل عن الطريق المستقيم»، مشددًا على أن ما يروج له من مزاعم بهذا الخصوص لا أساس له من الصحة، ولا وجود له من الأساس. وفي تصريح إلى «المصريون»، طالب «مزروعة»، الداعين لتنقية كتب التراث والأزهر والأوقاف، بأن «يُعدوا قائمة بأسماء تلك الكتب، ويضعوا أيديهم على ما يحتاج للتنقية»، لكنه أضاف: «لن يستطيعوا القيام بذلك، لأنهم لا يعرفون شيئًا عن كتب التراث». وأشار إلى أن «تلك المطالب تتجدد من وقت لآخر، دون سبب أو مبرر مقنع، في محاولة للنيل من الأزهر الشريف، ولجذب الانتباه إليه». وتابع: «الأزهر يعلم جيدًا ما تحتويه كتب التراث، ولو أن هناك نصوصًا أو أجزاء تحض على التطرف والعنف، ما تركها»، مشيرًا إلى أن «تلك الكتب تربى عليها الكثير، ومؤسسة الأزهر العريقة المؤسسات تخرج منها شخصيات ملأت الدنيا علمًا، ومن ثم لا يجوز إطلاق تلك المطالبات». واستدرك: «مهاجمو الأزهر والأوقاف يركزون على أمرين، أولهما مطالبة الأزهر بتنقية كتب التراث، والآخر، الدعوة لتجديد الخطاب الديني»، واصفًا مصطلح تجديد الخطاب الديني بأنه «لفظ خاطئ، ويجب أن تكون المطالبة بتصويب الخطاب؛ لأنه قد يحدث التجديد ويكون أصعب». من جهته، طالب محمود عبد الخالق، الداعية الأزهري، وكيل لجنة الشئون الدينية، بتوضيح أسماء الكتب المتهمة بالدعوة للتطرف، أو التى تحتوى على أجزاء تحرض على العنف، قائلاً: «مؤسستا الأزهر والأوقاف، ليس لديهما ما يدعو لذلك إطلاقًا». وأضاف ل«المصريون»: «مؤسسة الأزهر لديها تراث يمكن من خلالها بناء حضارات، وإذا كان «الجندي»، يقصد بكلامه كتب الأزهر، فهى خالية، وكلامه غير صحيح مطلقًا، أما إذا كان يقصد كتب التراث بشكل عام، فعليه أن يحددها؛ حتى يُلقى عليها الأزهر نظرة المراجع، ويرى ما إذا كان هناك ما يقوله أم لا». وأوضح أنه «لا يجوز بأي حال من الأحوال تجديد الهجوم على الأزهر من وقت لآخر، كما يجب محاسبة المتطاولين عليه وعلى رموزه»، مستطردًا: «الشجر المثمر، هو الذى يُلقى بالحجارة، وما يتعرض له الأزهر نتيجة نجاحه».