مع قرب إجراء الانتخابات الخاصة بالمجالس المحلية، المقررة قبل نهاية العام الحالي، والتي سيتم المنافسة خلالها على 54 ألف مقعد، تشهد الساحة السياسية تحركات واتصالات واندماجات وتحالفات بين الأحزاب. وبدأت خريطة التحالفات السياسية تتضح ملامحها، مع إعلان أعلن حزب "مستقبل وطن"، الاندماج مع عدة أحزاب وحركات سياسية، أبرزهم تحالف "دعم مصر"، صاحب الأغلبية بمجلس النواب. في الوقت الذي أعلن فيه حزب "الحركة الوطنية"، الذي أسسه الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الأسبق، عن تدشين تحالف تحت مسمى "التحالف السياسي المصري"، والذي ضم عدة أحزاب مثل الدستوري الحر والبداية والعديد من الأحزاب الأخرى. في ذات السياق، تحاول أحزاب العهد القديم، مثل "الوفد" و"التجمع" عقد تحالف سياسي شعبي، اعتمادًا على رصيدها الشعبي، وتاريخها العريض. وقال اللواء رؤوف السيد، رئيس حزب "الحركة الوطنية"، إن هناك "اتجاهًا لعقد تحالف سياسي يضم العديد من الأحزاب ومنها حزب الحركة الوطنية، للمنافسة على انتخابات المجالس المحلية خلال الفترة المقبلة، ومن ثم خوض غمار المنافسة على جميع مقاعد مجلس النواب". وأضاف ل"المصريون": "التحالف يضم أحزابًا مثل الدستوري الحر، والحركة الوطنية، والبداية، وأحزاب أخرى تسعى للعب دور في الشارع المصري، وهو الأمر الذي سيعود بالفائدة على المواطن المصري في النهاية، طالما وجدت منافسة شريفة بين مختلف الأحزاب السياسية الساعية لخدمته". وأوضح، أن "الحزب رفض بشكل قاطع الاندماج مع أحزاب سياسية، في ظل حركات الاندماج القائمة بالفعل بالفترة الأخيرة، وبسبب عدم انسياق الاندماج مع أفكاره وآليات إدارته، التي جعلت الحزب يدرس فكرة التحالف من البداية بشكل أكبر، والانضمام بالفعل للتحالف السياسي المصري، والذي يضم أحزاب لها اتفاق من حيث المبادئ من حزب الحركة الوطنية المصرية". من جهته، قال ياسر الهضيبى، المتحدث باسم حزب "الوفد"، إن "الحزب منفتح على مع عدد من الأحزاب السياسية، ومن ضمنها مجموعة ما يطلق عليها الأحزاب القديمة مثل التجمع على سبيل المثال، بالإضافة إلى أحزاب تتفق مع أفكاره مثل المؤتمر والمحافظين وغيرهما، خاصة وأن هذه الأحزاب بعض من كوادرها نشأ في أحضان حزب الوفد من الأساس". وأضاف الهضيبى: "العمل السياسى لا يمكن فيه أن يتم دمج الأحزاب بالسهولة التى يتحدث عنها البعض، والوفد على سبيل المثال يرفض هذه الفكرة، خاصة وأنه هو أقدم الأحزاب على الساحة السياسية، وبالتالى لا يمكن أن يقبل بتاريخه أن يندمج فى أحزاب جديدة وحديثة، وإنما يقبل فكرة التحالف السياسى المرحلي، والذى يقوم على مبادئ وأهداف بعينها، منها الانتخابات على سبيل المثال، بما أن الدولة مقبلة على انتخابات المجالس المحلية". وأكمل الهضيبي: "دخول أحزاب كبرى مثل الوفد، فى تحالفات سياسية لخوض غمار المنافسة السياسية، لا يرتبط بأى شكل من الأشكال، بموضوع الدمج بين حركات سياسية وعلى رأسها تحالف دعم مصر وحزب مستقبل وطن خلال الفترة الأخيرة خاصة وأنه من الطبيعى دخول الأحزاب فى تحالفات سياسية قبيل تنظيم انتخابات كبرى مثل انتخابات المجالس المحلية، والتى لا يستطيع أن يدخلها أى حزب منفردًا".