وسط الاندماجات السياسية، بين عدد من الأحزاب فى الفترة الأخيرة، تحاول الأحزاب السياسة القديمة، كالوفد والتجمع وغيرهما، ممن لا يستطيعون التضحية بالاسم التاريخى لأحزابهم بالاندماج تحت أسماء أحزاب أخرى حديثة النشأة، عقد تحالف سياسى موسع يمكنهم من خلاله خوض غمار المنافسة السياسية المشتدة، من أجل الحصول على أعلى المقاعد فى انتخابات المجالس المحلية المقبلة، والتى من المتوقع أن يفوق عدد مقاعدها 54 ألف مقعد انتخابي على مستوى الجمهورية بعد أكثر من عشر سنوات على آخر مرة عقدت فيها الانتخابات. قال الدكتور ياسر الهضيبي، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، إن الحزب ينوى الدخول فى تحالف موسع فى مقابل الجبهة التى يتم تشكيلها للاندماج فى حزب واحد كما يتم الترويج لها بشكل واسع من قبل وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة، سيحاول حزب الوفد إطلاق مفاوضات مع أحزاب عدة للتوصل إلى الحل الأمثل لمواجهة هذا الاندماج، خاصة وأن حزب الوفد والأحزاب القديمة، لن تقبل الدخول فى اندماجات مع أحزاب حديثة، وتخسر اسمها الذى صنعه عشرات السنيين من النضال الوطنى، والشخصيات الوطنية المهمة فى مصر، طوال التاريخ المصري، وعلى رأسهم الزعيم الراحل سعد زغلول، بينما يتم تشكل الأحزاب الحالية بقرار من جهات معروفة. وأضاف الهضيبى فى تصريح ل"المصريون"، أن حزب الوفد قريب بشكل أكثر من الأحزاب القديمة مثل التجمع على سبيل المثال، خاصة وأنه أحد الأحزاب العريقة على الساحة المصرية، وله صولات وجولات من النضال الشعبى والوطنى منذ تأسيسية على يد الزعيم التاريخى خالد محيى الدين، ومن ثم يمكن الالتفاف معه فى الفترة المقبلة، لدخول انتخابات المجالس المحلية، والتى يحاول الوفد الحصول على نسبة كبيرة من مقاعدها، نظرًا لشعبيته الكبيرة وقاعدته الجماهيرية التى تعدت ال600 ألف عضو بشكل رسمي، بعيدًا عن المحبين لحزب الوفد فى مختلف أنحاء الجمهورية لتاريخه الوطنى الطويل. وفى هذا السياق، أوضح الدكتور نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، أن الحزب بالفعل يقوم باتصالات واسعة مع عدد من الأحزاب السياسية لعقد تحالف انتخابى موسع يمكنه مجابهة الأحزاب السياسية التى قامت بدمج نفسها، لخوض غمار المنافسة السياسية فى الفترة المقبلة، والتى تشهد قرب الدخول فى أهم انتخابات وهى انتخابات المجالس المحلية، والتى تعتبر المتحكم الرئيسى فى هيكل العملية الإدارية للدولة المصرية، بما أنها تضم المجالس المحلية القريبة من المواطنين فى القرى والنجوع والمحافظات، ومن ثم لا يمكن للتجمع إلا أن يشترك مع أحزاب تتفق مع وجهات نظره السياسية حول الانتخابات القادمة. وأكد نبيل، أن الوفد والأحزاب اليسارية الأقرب للدخول فى تحالف سياسى مع حزب التجمع، فى الوقت الذى يرفض فيه الحزب بكافة الأشكال التحالف مع الأحزاب الدينية وعلى رأسها حزب النور، والذى يتحايل على أحكام الدستور والقانون، باعتباره حزبًا دينيًا واضحًا، ومن ثم فإن حزب التجمع سيرفض التحالف معه، خاصة وأن التجمع حزب للجميع، ويؤكد أن الدين للجميع، ولا يمكن السماح باستخدام الدين فى غمار المنافسة السياسية، كما حدث من قبل من جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة، ستشهد المزيد من التطورات حول أهم ملامح التحالف المزمع إقامته بين عدة أحزاب سياسة من بينها التجمع للمنافسة السياسية فى الفترة المقبلة.