جميل ان ترتضى الشعوب الديموقراطية كطريقة حكم لما تحقق لها من مساواة وعدل وحرية , خاصة فى بلد كمصرنا الحبيبة حيث عانى شعبها المظلوم من افساد وجبروت وحكم قهرى يعمد الى تغييب الشعب تماما وادخاله فى اتون الحياة المادية ليعمل ليل نهار من اجل توفير ادنى متطلبات الحياة ,مبعدا عن اى شئ يمت برائحة صلة الى السياسة . ورغم اختلاف الوجوه والاسماء ,الا ان المسلك واحد, هو هو شرذمة من الفاسدين يثق بهم الحاكم ,يعتمد عليهم فى كل شئ ,لا يدخلون بينهم الا من حاذ الثقة بما يملك من ادوات من الندالة والبعد عن دين الله ولسان ذالف وذمة واسعة وتاريخ اسود من الفساد والسرقة والنهب , وياليته صور فى اوضاع خليعة ,حتى يكون نموذجا لرجل يعتمد عليه ,ليسند اليه اكثر من منصب ,مكملا منظومة فساد محكمة تزداد مع مرور الزمن افقيا, ليزدد عدد العصابة بأطراد محكم .ورأسيا, لتزدد ملفات الفساد ايضا.لتزداد معها معاناة الشعب المقهور يوما بعد يوم وسنة بعد سنة ومرضا بعد مرض وكارثة بعد اخرى. وفى ظل هذا الجو الملبد بالظلم والفساد والافساد والقهر والتغييب ,يبرز دائما نجم صغير من المعارضة ,بعضها ديكورى تابع للنظام لتكتمل صورة الديموقراطية الزائفة ,والبعض الاخر حقيقى ,وفى القلب منها الاخوان المسلمون ,بما يملكون من تاريخ نضالى سياسي مجتمعى فكرى وتنظيم جيد وتواجد افقى ورأسي . ليجئ يوم 25 يناير لتشرق شمس الثورة والفرحة والامل ,امل فى ان غدا اجمل ,نعم اجمل. دماء, شهداء ,مصابين ,الشعب يخرج الى الميادين رغم الدماء .من هذا الشعب ؟اهذا شعبنا ؟.كنا نظنه نام بل ربما مات ,,لا ان شعبنا حى ,يتحرك حركة ايجابية واعية سلمية ...سلمية. اركان النظام يحاربون بضراوة ,مستخدمين الاعلام الكاذب الذى ربوه على افضل الطرق واحكمها للتضليل والتشويه والكذب,وعلى الارض البلطجية ,هولاء المجرمين الذين رباهم النظام على تزوير الانتخابات بالمطواة والشوم واحيانا المواد الحارقة ,,ولا ننسي دور قناصة امن الدولة وما فعلوه من جرم خاصة ليلة الثانى من فبراير بعد الخطاب المدغدغ لمشاعر المصريين الطيبين.ولا يفوتنا ان نذكر دور اشاوس الداخلية,,,,,,,.ورجالات الحزب اللاوطنى واخوان احمد عز من اباطرة المال الحرام,,,, ولينتهى هذا المشهد من الصراع بأعلان التنحى . من تنحى؟ انه رأس النظام ولتبقى جدران النظام وقواعده واعمدته قائمة قوية شامخة بالفساد, ضاربة بجذروها فى اعماق وحل الظلم والاستبداد. لتجئ خارطة الطريق عبر استفتاء دستورى صاغه المجلس العسكرى عبر مجموعة من كبار القضاء اختارهم هو,ويوافق عليه الشعب ليرسم خارطة طريق ينتهى بديموقراطية وليدة عبر.... انتخابات نيابية تنتخب جمعية تأسيسية لوضع الدستور, يستفتى عليه الشعب ,ومن ثم انتخابات رئاسية ليكتمل تسليم السلطات كلها من المجلس العسكرى ومن ثم يرجع المجلس العسكرى الى ثكناته. حلم جميل........طريق مرسوم......واضح المعالم ... الثورة تكتمل.....فعلا غدا افضل... لكن....هيهات ... فالمجلس العسكرى واركان الدولة العميقة ابدا لن يتركوا الشعب يعيش هذا الحلم الجميل, لن يتركوا الشعب ينعم بديموقراطية حقيقية ..لتبدأ لعبة استعادة الامور واستعادة السلطة عبر تكفير الشعب المصري بتلك الثورة, مستخدمين سلاحا فتاكا, هو سلاح الاعلام, ليقوم مجموعة من المعدين ومقدمى البرامج الذين لو حاولوا ان يطوروا قدراتهم الاعلامية فى الخير لكان لهم شأن اخر ,هؤلاء واولئك نجحوا ببراعة بفضل ضيوفهم من النخبة ,وما ادراك ما النخبة,؟نجحوا فى تكفير الشعب بالثورة اعلاميا ..وعلى الارض لا يفوتنا ان نذكر بالدور العظيم الذى قام بها جهاز الدولة البيروقراطية ضاغطا فى نفس الاتجاه ,خلق مشاكل, مظاهرات واعتصامات فئوية ,انفلات امنى ملحوظ,,,,الجميع يقوم بدوره ,ليأتى دور الاعلام والنخبة فى تسليط الضوء على تلك المساوئ وفقط. لابد من القضاء على تلك الثورة,,,, فأنى تقوم دولة فى حجم ومكان ومكانة مصر قوية شامخة مستقرة سياسيا وامنيا بما يدفع لقوة اقتصادية يمتد دورها للأقليم بل وللعالم,,,ارانى هنا ازحف بكلامى نحو القدس والصهاينة ومن ورائهم,والبعد الخارجى لثورة ناجحة بيضاء ...ومن هنا تشابكت الايدى الخارجية مع يد قوى الظلام من اركان الثورة المضادة فى الداخل المصرى للقضاء على تلك الثورة العظيمة, نعم لقد قامت تلك النخبة المصنوعة على يد النظام البائد بدور عظيم فى نسج خيوط تلك المؤامرة .انها ليست مؤامرة على فصيل الاخوان المسلمين والتيار الاسلامى وفقط انها مؤامرة على الدولة كلها ,, لقد استثارت النخبة العلمانية وجن جنونها جزئيا بعد الاستفتاء ليصل مدي هذا الجنون بعد انتخابات مجلس الشعب وليفوق مداه بعد الشورى ... كيف استطاعت القوى الاسلامية وخاصة الاخوان المسلمون حصد هذه الكراسي بعد كل ما فعلنا وتكلمنا وكتبنا وانفقنا ودبرنا؟؟ان كراسينا وشهرتنا واموالنا فى خطر.. اذا لتمت الديموقراطية ,ملعونة تلك الديموقراطية التى تأتى بهولاء ..اذا لا مناص من نحتمى ونلوذ بمجلسنا العسكرى لنطلب منه ان يحمينا من الديموقراطية التى تأتى بالاخوان والسلفيين لنطلب منه ان يبقى هو فى السلطة ولنقل جميعا يسقط يسقط حكم المرشد.... وليأتى الامل ثانية بالاعادة بين شفيق والدكتور مرسي فى انتخابات الرئاسة ,سريعا ثم يتلاشى هذا الامل ,بفوز الثورة المصرية فى اسم الدكتور محمد مرسي بئست الديموقراطية تلك...ديموقراطية ,نخبة عفنة ادمنت الطعام على موائد الظلمة والمتكبرين ,سقطت جميع اقنعتهم التى لاطالما ارتدوها ,شعارهم فلتسقط الديموقراطية الحقيقيية ولتحيا الديموقراطية المشروطة..... اذا ,ليبقى ميدان التحرير وكل ميادين التحرير التى هى عنوان ثورتنا وامل امتنا لتبقى جميعها حية ملتهبة متفاعلة مع قائد ثورتنا, رئيسنا المفدى ايها الشعب العظيم التحم بمن انتخبت وادفعهم الى الامام, ولتعلم انك منتصر ,وانه لا محالة ستحيا مصر ابية كريمة عصية على كل خائن. ولنعمل جميعا ليل نهار لتحقيق حريتنا ونهضتنا ,فالحرية لا توهب, بل تنتزع انتزاعا.