قال الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة "الإخوان المسلمين"، إن الهدف الأساسي من مبادرته للصلح بين السلطة والجماعة هو أن يسود السلام المجتمعي مع الجميع وليست مع الإخوان فقط. وتساءل الهلباوي عبر بيان له اطلعت "المصريون" على نسخة منه: "أليس هناك صراع في المجتمع بل إرهاب تحاربه الدول والشعوب وتنفق أموالا طائلة في ذلك وتزهق في سبيل القضاء عليه أزكى الأنفس والأرواح، ألا تنفق مصر مبالغ ضخمة وتزهق أرواح شهداء من القوات المسلحة الباسلة والأمن ومن الشعب في سيناء خصوصًا لعدة سنوات". وتابع: "أليس الجيش المصري هو الوحيد في العالم العربي حاليًا، الذي ظل متماسكًا بعد انشغال بعض الجيوش العربية الأخرى في معارك لا طائل منها. نحن مع الدولة والقوات المسلحة والأمن في مصر وفى الدول العربية والإسلامية ضد الإرهاب والعنف والتطرف". ومضى في تساؤلاته: "لماذا نفشل في العالم العربي في القضاء على الصراع والإرهاب والفساد والتخلف ؟ رغم أن عقولنا لم يخلقها الله تعالى أقل من عقول الغربيين؟". وبرر الهلباوي طرح مبادرته بأن الهدف الأساسي هو أن يسود السلام المجتمعي مع الجميع، قائلاً: "من هنا تأتى المبادرة- لمن يعقل - حتى يسود السلام المجتمعي مع الجميع وليست مع الإخوان فقط . كما تسيء الطرح بعض وسائل الإعلاميين والبرلمانيين لتنفر المجتمع من الخير الذي أنشده من وراء المبادرة المطروحة". وقال القيادي السابق بالجماعة، إن "هناك لغط في فهم مبادرته، مضيفًا: "تعجبت كثيرًا من ردود القول على مبادرتي الواضحة المباشرة، إن كثيرًا من الذين ردوا على مبادرتي بشأن الإصلاح والسلام والاستقرار في مصر - رغم مرضي الشديد - لم يفهموا جيدا ما قلته وجاءت ردودهم ردود أفعال على موقفهم من الإخوان". وحدد الهلباوي 5 نقاط رئيسية في مبادرته لكي يفهمهما الجميع وهي: " أولاً: أنا لم أطرح أبدًا هذه المبادرة من أجل المصالحة مع الإخوان، ولكنني طرحتها للمصالحة والإصلاح المجتمعي والتعامل مع المعارضة جميعا من شتى التوجهات، واستثنيت من ذلك أهل العنف والإرهاب". وأضاف: "ثانيًا: أنا اقترحت مجلس حكماء أرى أنهم من الحكماء في هذا الزمن وأصحاب تجارب كبيرة ومواقف وطنية وليسوا من المحسوبين على الإسلاميين ولا الثورتين، وهذا حسن ظن بهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إمكانات هذا الوطن العزيز". واستطرد: "ثالثًا: أنني لم أذكر أبدًا أنني اتصلت بالسيد عمرو موسى الذي احترمه كثيرًا واعتبرته أحد المرشحين لمجلس الحكماء والمجلس المقترح، ومن المرشحين من سيقبل ومنهم من لا يقبل الإسهام في هذا الأمر" . وتابع: "رابعًا: حتى اليابان تصالحت مع العالم الغربي الذي ضربها بالقنابل الذرية وعكفت على البناء والتنمية فتقدمت، وألمانيا توحدت بعد الحرب العالمية الثانية وركزت على البناء والتنمية". وأردف: "خامًسا: الأمر والمبادرة ليس له علاقة بالإخوان وقد قطعت صلتي بهم منذ 2012 لأخطاء قيادتهم الكارثية، وكانوا وقتها في صعود ولم يكونوا في محنة، آمل أن يفهم العقلاء هذه المبادرة حتى لا تضيع الفرص عليها تباعًا". كان الهلباوي أعلن عن نيته طرح مبادرة للمصالحة مع جماعة الإخوان مقترًحا تشكيل مجلس حكماء من شخصيات وطنية وقومية معروفة ومن أصحاب الخبرات الكبيرة سواء كانت مصرية أو عربية أو دولية، مؤكدًا أن مجلس الحكماء المزعوم يضم "كلا من عبدالرحمن سوار الذهب (الرئيس السابق للجمهورية السودانية)، ومرزوق الغانم (رئيس مجلس الأمة الكويتي)، وعبدالعزيز بلخادم (رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق)، والصادق المهدي (رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان)، ومنير شفيق (مفكر فلسطيني)، ومعن بشور (مفكر وكاتب سياسي لبناني) وذلك حسب التصور الذي أعلن عنه الهلباوي. كما يضم مجلس الحكماء محمد فايق (رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان)، وعمرو موسى (الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية)، بالإضافة إلى شخصية يختارها الأزهر، وأخرى تمثل الأقباط، وغيرهم، بحسب مبادرة الهلباوي.