توقفت أمام ما نشر منذ أيام حول قيام المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء بتوجيه وزير التعليم إلي إعداد خطة بالتكلفة المالية لتطبيق المنظومة الجديدة خلال الثلاث سنوات القادمة علي أن يتم التنسيق في نفس الوقت مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشأن تغطية 2000 مدرسة بخدمة الجيل G4 والتفاوض مع شركات الاتصالات لتخفيض التكلفة. كما قرر مجلس الوزراء الموافقة علي استخدام التابلت (الحاسب اللوحي) مع الكتب المدرسية في تحميل المناهج مع مراعاة طاقة الشبكات وحماية الأجهزة من الفيروسات الإلكترونية وكذلك إجراءات التأمين عليها، كما وافق علي استخدام بنك الأسئلة وتطبيقاتها بصورة تجريبية عبر الإنترنت مع ربطها علي أن يتم تطبيقها بشكل كامل بداية من العام الذي يليه. وهنا نسأل : اذا كانت الحكومة قد راعت موضوع التنسيق مع وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتغطية 2000 مدرسة بخدمات الجيل الرابع للإنترنت فهل خطر ببال قيادات الحكومة والوزارة أنه من الواجب عليهم أن يقوموا بتوقيع اتفاقيات مماثلة مع وزارة الصحة حيث أن إستمرار استخدام أجهزة التابلت والجلوس أمام شبكة الإنترنت لفترات طويلة له أضرار صحية وخيمة على الطلاب فى مثل هذه المرحلة العمرية بصفة خاصة وعلى جميع الفئات العمرية بشكل عام ؟ وهل خطر ببال هؤلاء المسئولون ضرورة توفير أطباء من عدة تخصصات فى كل مدرسة لمتابعة الحالة الصحية لهؤلاء الطلاب خاصة أن خدمات التأمين الصحى سيئة للغاية ولن تجدى فى مثل هذا الأمر الكارثى . وحتى لا يتصور البعض أننا نبالغ عند الحديث فى هذه الجزئية نشير إلى إلى أن دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث حذرت من أضرار الجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة سواء للعمل أو للعب أو غيره، حيث إن ذلك يحدث ضررا كبيرا على البدن والعقل والحياة الاجتماعية. وأكدت الدراسة التى أعدتها الدكتورة رقية عبد الشافى سليمان البنا أستاذ قسم الأنثروبولوجيا البيولوجية بالمركز، أن الجلوس فترة طويلة أمام الكمبيوتر يعرض الصحة للخطر بالتدريج ويضاعف أعراض الاكتئاب، ويعمل على عزل الأشخاص عن محيطهم الاجتماعى والانعزال عن مجتمعهم، ويضر بأنشطتهم اليومية، ويزيد فرص الاكتئاب والتوتر النفسى، فضلا عن أنه يتسبب فى تدمير جزء حيوى من عقول الأطفال. وأضافت الدراسة أن الإفراط فى استخدام الكمبيوتر المحمول "اللاب توب" له علاقة بفقدان الخصوبة عند الرجال، مشيرة إلى أن الحرارة المنبعثة منه تؤثر على السائل المنوى، مطالبة بعدم وضع الكمبيوتر المحمول على الفخذين من أجل الوقاية من التلف الذى قد يصيب النطف المنوية ويؤدى إلى التراجع فى عددها ويؤثر على قدرتها على الحركة وإخفاقها فى التخصيب والإنجاب. ولفتت دراسة المركز القومى للبحوث، إلى أن استحدام الكمبيوتر كثيرا يؤثر على الدماغ بالذبذبات الكهربائية والمغنطيسية التى تصدرها الأجهزة الكهربائية، مشيرة إلى ضررة أن يجلس الأفراد أمام الكمبيوتر على فترات متقطعة وليست متصلة لتجنب ذلك، ناهية عن العمل فى الظلام، مؤكدة أن الإسراف فى الاستخدام اليومى قد يؤدى إلى اعوجاج العمود الفقرى وآلام مبرحة فى المفاصل والعظام، وآلام الكتف والظهر، وآلام الرقبة، وآلام أسفل الظهر، إجهاد العين، اعتلال الدورة الدموية والصداع والصداع النصفى والأرق والتعب والإدمان على الإنترنت وهو الأسوأ اجتماعيا. وأوضحت أن الجلوس أمام الكمبيوتر يتسبب أيضا فى زيادة الوزن، مشيرة إلى أن الفرد الذى يجلس لمدة ست ساعات فى اليوم معرض أن يكون من أصحاب الوزن الزائد مقارنة بالآخرين الذين يمارسون أعمالا نشيطة.