لم تكن الطالبة مريم عبدالسلام، التي توفيت في بريطانيا جراء ما قالت أسرتها إنها تعرضت لاعتداء بالضرب في مدينة نوتنجهام شمال لندن، هي الأولى من نوعها، فقد سجلت السنوات الأخيرة العديدة من الحوادث التي راح ضحيتها مصريون في أوروبا. كانت مريم تدرس الهندسة في بريطانيا، وقالت أسرتها إن مجموعة من الفتيات اعتدين عليها في 20 فبراير، ودخلت على إثرها في غيبوبة استمرت 12 يومًا. وأعلنت الشرطة البريطانية أنها قبضت على فتاة في ال17 من العمر للاشتباه بها في الاعتداء على مريم الذي أدى إلى إصابتها إصابات جسدية، لكنها أفرجت عنها فيما بعد بكفالة مشروطة. وقال النائب العام المصري في بيان، إنه طلب مذكرة رسمية من السلطات القضائية البريطانية بشأن التحقيق فيما حدث لها. وقدمت وزارة الخارجية تعازيها إلى أسرة مريم مصطفى عبدالسلام، قائلة إنها على اتصال مع الأسرة لتوفير المساعدة المطلوبة لها. بينما ذكرت أن وزيرة الهجرة، نبيلة مكرم، أنها أوفدت مساعدها لشؤون الجاليات للاطمئنان على حالة الفتاة قبيل وفاتها، ولمتابعة الموقف مع السفارة المصرية في لندن. وعلى الرغم من هذا التحرك، إلا أن هناك مخاوف من أن تطوى حادث مقتل الفتاة كما طويت حوادث مماثلة، كما حصل في حالة الطالبة المصرية بألمانيا "شادن محمد"، التي قام متعصبون بدهسها بسيارة، ومن ثم الوقوف علي جثتها والضحك عليها. ولم تتخذ السلطات المصرية إجراءات حيال الأمر، بعد مرور عام كامل علي الحادث، علي الرغم من العثور علي الجناة حينها والتعرف على شخصياتهم من قبل السلطات الأمنية في ألمانيا. وقبل شهور، شهدت العاصمة الأردنية عمّان، واقعة اعتداء على مصري عبر سحله على الأرض من خلال ربطه بدراجة بخارية وجره لمسافة كبيرة، الأمر الذي تسبب في كدمات وكسور عديدة بجسده، ومن ثم إحالته إلى المستشفى، قبل أن يخرج بعدة عاهات بجسده ووجهه. كما تم التعدي على مصري في الكويت بالضرب المبرح من قبل أحد المواطنين الكويتيين، والغريب أنه تم ترحيل المواطن المصري، قبل أن يتم القبض علي الشخص الكويتي وإيداعه السجن من قبل السلطات الكويتية، والتي أشارت إلى أنه شخص فاقد العقلية. السفير شريف ريحان، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن "تكرار حالات التعدي على مصريين في الخارج تؤكد إهمال الجانب المصري والمتمثل في وزارتي الهجرة والخارجية في متابعة ملفات المصريين بالخارج، واتخاذ مواقف واضحة تجاه أي تعد على مواطنيها، ما يجعل السلطات في تلك الدول تحترم المواطن المصري وتعمل على تأمينه ضد أي أعمال عنف أو جرائم عنصرية". وأضاف ريحان ل"المصريون": "روسيا قررت إيقاف كافة الأنشطة السياحية مع مصر لأكثر من سنتين بعد سقوط طائرة ركاب روسية احترامًا لعوائل الضحايا، وكررت الأمر مع تركيا عقب إسقاطها بالخطأ طائرة عسكرية لها في سوريا تسببت في مقتل طيار واحد فقط، ونفس الأمر تكرر مع الطالب الإيطالي جوليو ريجييني، الذي توفي في ظروف غامضة في مصر، وهو الأمر الذي تسبب في أزمة كبري بين مصر وايطاليا لا زال صداها حتى الآن". من جهته، اعتبر السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن "ما يحدث للمصريين في الخارج، مرتبط بشكل كبير بامتهان المصريين في الداخل، وتعرضهم لانتهاكات مستمرة، ومن ثم تتأكد الدول الأخرى أن لا كرامة للمواطنين المصريين، وأن دولتهم المنوطة بالدفاع عنهم غير عابئة بهم". وأضاف: "في دول الخليج، مواطنو هذه الدول يتعاملون مع المصريين بنظرة تعال واحتياج المصري للأموال، وفي الغرب بسبب حالات عنصرية بحتة، وهو المرجح في حالة الطالبة المصرية التي لقيت مصرعها ببريطانيا". من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن "قضية مقتل الطالبة مريم تختلف اختلافا كليًا عن قضية مقتل الطالب الإيطالي ريجيني، فقضية الطالبة مريم هي قضية جنائية بحتة، بينما مريم ماتت بسبب الإهمال الطبي لحالتها الصحية في بريطانيا". وأضاف: "أما قضية الباحث الايطالي ريجيني فهي قضية سياسية وقد وجهت عدة اتهامات للسلطات المصرية في قضية مقتله، ما أثار لغطًا سياسيًا كبيرًا بين مصر وايطاليا أثر على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين". ورجح ألا تكون هناك انعكاسات لقضية الطالبة مريم على مستوي العلاقات المصرية البريطانية، "لأنه حادث جنائي بحت، وقد أعلنت الخارجية البريطانية اليوم أنها تتابع الحادث بصورة دائمة وستبلغ السلطات المصرية بنتائج التحقيق على الفور".