دعا فضيلة الدكتور سلمان بن فهد العودة، الداعية السعودي المعروف والأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، المصريين بالخارج إلى ضرورة تحمُّل مسئولية بناء الاقتصاد والمساهمة في تحقيق نمو بلادهم، على اعتبار أنّ مصر الجديدة تتطلع إلى نهضة شاملة وسريعة، وليس مجرد وعود سرابيّة، خاصة مع ما عهد عن المصريين من حب لوطنهم، دبَّجوا في وصفه المقالات والقصائد عندما تلجؤهم ظروف العيش إلى مغادرته. و في مقاله "مصرى خارج وطنه" الذي ينشر صباح السبت بموقع الإسلام اليوم وعدد من الصحف العربية قال د.العودة: إن مصر الجديدة بجانب أنها تحتاج إلى اقتصاد نامٍ، فإنها تحتاج إلى أمر آخر وهو المال الطوعي المصحوب بهموم التنمية، مشيراً إلى أنه "ليس ثمَّت قيود أمنية وهمية تثقل كاهل المواطن المصري اليوم أو تعوق عطاءه، إضافة إلى أن ثقة المصري بأجهزته كما هو متوقع قد تحسّنت إلى حدٍّ لم يعد يخاف معه من سرقة مجهوده". وأكد د. العودة أنه بمقتضى هذا الانتماء والحب أنه "حان أن يتشارك مجموعة من مصريي الخارج في بناء مركز صحي بقريتهم. وأخرى في إنشاء وحدة لغسيل الكلى، وثالثة في تأسيس مدرسة لأطفال القرية، بناء مسجد يذكر فيه اسم الله، أو مجمع متكامل يوفر كافة الخدمات أو.. أو.. أو.. وأهل مصر أدرى باحتياجاتها ومطالبها الضرورية العاجل". ودعا إلى تأصيل هذا المفهوم باعتباره "ثقافة يجب أن تشيع بين المصريين، وأن يتواصوا بها، وأن يقوم في كل بلد (مجموعة المبادرة)؛ التي مهمتها إشاعة هذه الأفكار، وتحفيز الناس لها وتنظيمها، وتنسيق المشروعات حتى لا تتعارض، وإحياؤها بصفة مستديمة حتى لا تكون حماسة عابرة، فأحب العمل إلى الله « أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ ». كما أكد الشيخ العودة على أهمية وجود جود إحصاء دقيق، وتعزيز ثقة المواطن بأهله وناسه، خاصة وأن أحد عشر مليون مصري يعيشون خارج أوطانهم، بما فيهم مَنْ إقامته غير نظامية، مشددا على أن "الإنسان يشعر بالانتماء حين يجد حضن وطنه الدافئ إذا اقترب، وحمايته إذا اغترب!" وأضاف أن المصريين قد علموا أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، ولكن أرضهم ونيلهم مصدر نماء وثراء مشيرا إلى "أن إنسان هذه الأرض الذي نقعت ذرّاته في طينتها لا يزال وفيَّاً لها حتى يُدفن فيها". واختتم "دعونا نحلم بمصر جديدة تنمو كما الصين، وتوظّف الوفرة السكانية؛ لتكون فرصة وميزة، بدل النظر إليها كمعضلة أو معاناة". وأرجع فضيلته الحديث عن الشأن المصري قائلاً "فأنا وإن لم أكن مصري المولد والنشأة؛ مصري الهوى، وحب مصر يجري في شراييني، ومنها تعلّمت، وعلى يد رجالها وأساتذتها الأعلام تخرَّجت، ولم أشعر بالنشوة مثلما وجدتها حين تجاوزت نقطة التفتيش في مطار القاهرة بعد انتظار طويل في حقبة مضت، ولن تعود بإذن الله!".