حينما لا يحقق الفرد أحلامه وطموحاته في مجال ما ، يحاول تشويه نجاحات الآخرين بدلا من تطوير ذاته ،فبعد أن خفت نجم السيد حمدين صباحي ، ماذا يفعل ليعيد بريقه ؟ كل ما فعله اتهم الإخوان بأنهم وراء حملة لتشويهه ، ليصدق عليه المثل العربي الشهير: "تمخض الجبل فولد فأرا". و لا أعرف عن أي حملة يتحدث السيد حمدين ! فهو ذاته لا يفوت أي فرصة إلا ويهاجم فيها الإخوان ، ويغمز ويلمز ويهمز بدون وجه حق ، ومع احترامي الشديد لشخصه ، فهو يريد أن يعيد بريقه ، بعد أن تراكم عليه صدأ جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية ، صدأ موقفه غير المعلن من مساندة مرشح الفلول ، ومحاولة إخفائه ذلك ، وان كان الأمر في حد ذاته ليس بشجاعة منه ، لان خلق الشجاعة والإقدام من أخلاق الكبار، الذين لا يخافون في الله لومة لائم ، ولا يخشون أحداً في قول الحق مهما كانت العواقب والنتائج ، لكن كونه يعرف انه حاد عن جادة الصواب ، حاول الاحتفاظ لنفسه بموقفه غير المعلن ، و بمناسبة الشجاعة وإحقاقا للحق أتذكر ويتذكر لك التاريخ سيد حمدين موقفك الشهير الشجاع من الرئيس الأسبق أنور السادات ، لكن ما بين فترة موقفك السابق ومواقفك الحالية ، تغيرت أهواؤك بتغير تابعيك ممن طغت مصالحهم على وطنيتك ، فرضخت لهم يقينا منك أنهم طريقك لتكوين قاعدتك ، لكن لتتذكر ويتذكر معك التاريخ أيضا ان من يبحث عن مصالح و تكسبات انتخابية على حساب مصلحة الوطن لا يؤسس لبناء قاعدة شعبية ، انما ينتقص و يخسر يوميا من رصيده ، وهذا ما حدث ويحدث مع السيد حمدين ، فعندما استشعر سوء موقفه وتراجع شعبيته ، بدأ يهاجم بدون وعي وحساب ، وبلغة يستشف منها اختلال توازنه ، كما أي فريق رياضي باتت فرصه مهددة بالخروج ، وليس لديه ما يبكي عليه ، فحينها يبدأ بمهاجمة منافسيه بطريقة عشوائية ، كما حال السيد حمدين في الوقت الراهن ،فبعد صعود اسهمه ليحل في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية ، عاد ليختل توازنه مع سقطة انحيازه غير المعلن لتأييد مرشح الفلول ، وعليه رأى بعض المراقبين من مؤيده ، ان صعوده كان بمثابة موجة عابرة مصطنعة ، كالموجة التي غالبا ما تتولد في أي مجرى مائي لمرور محرك أو سفينة فيه ، لكنها سرعان ما تتكسر على صخرة الحقيقة ، و الحقيقة التي اكتشفها ثوار مصر بانه انجرف وراء أهوائه ووراء مجموعة كنا نظنهم وطنيين ، غير أن الأمور تكشفت وانجلت غشاوة العيون عن جملة من تناقضاتهم وتناقضه هو شخصيا ، حيث يقول على أحدى القنوات الفضائية " هدفنا بعد تأسيس التيار الشعبي الجديد " ان نكون الأغلبية، بحيث نكسب بآليات الديمقراطية أغلبية المجالس المحلية ، وأغلبية البرلمان ، ورئاسة الجمهورية ، وبهذا نعدل الميزان " ولا أعرف بالضبط عن ميزان هو يتحدث !، فقد يكون نسى أن الإخوان وبنفس آليات الديمقراطية التي يتحدث عنها كان لهم ذلك ، غير إن الأمر يبدو لديه حلالا له ، حراما على غيره ، فعزيزي حمدين من يريد إن ينتقد فلينتقد ، لكن بمصداقية تهدف الى تقييم وضع ،و تعديل اعوجاج مسارا ، وتصحيح خطأ ، لكن ما نراه منك معارضة من دون هدف لها ، سوى هجوم غير مبرر على كل ما هو إسلامي ، لتتساوى في ذلك مع معظم قنوات وأبواق الإعلام الموجه ، وفي النهاية أقول إن الحرب على رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ليست بالسهلة وتتطلب الحذر ، بعد تخطى مناورات مرحلة جس النبض ، في ظل تزايد أسهمه بعد خطاباته التي جاءت مفاجئة للعالم بمفاجأة الثورة المصرية ، والتي أماطت اللثام عن مولد قائد ، غير أن مطبات و تحديات التركة الثقيلة للنظام البائد تحتاج الحذر ، و الحذر أيضا من بطانة السوء ، فعلى مر التاريخ بطانة السوء كانت اللاعب الرئيسي في استشراء الفساد بما تمليه على الحاكم من اراء ووسواس تزين فيها صنيع فعله ، وتصور له الحق باطل ، والباطل حق و يقول الله سبحانه وتعالى في التحذير من ذلك " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ" وختاما ربي احفظ مصر وأهلها من كل سوء .