أسعار الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    انفجاران عنيفان يهزان صنعاء إثر قصف إسرائيلي استهدف محطة كهرباء    السعودية ترحب بقمة ألاسكا وتؤكد دعمها للحوار الدبلوماسي    الأرصاد تحذر من سقوط أمطار على هذه المدن    وفاة شاب صعقا بالكهرباء داخل منزله بالأقصر    طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان مادة اللغة الثانية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "محاولة التخلص منه وصدمة والدته".. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة محمود الخطيب    القافلة السادسة عشرة.. شاحنات المساعدات تتدفق من مصر إلى قطاع غزة    هل شعر بقرب الأجل؟.. منشور عن الغرق لتيمور تيمور يصدم محبيه: «كنت حاسسها وموت شهيد»    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    اليوم، البورصة المصرية تطلق رسميا أول تطبيق لها على الهواتف المحمولة    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    منافسة بنكية ساخنة على رسوم تقسيط المشتريات تزامنًا مع فصل الصيف    «بأمان».. مبادرات وطنية لتوعية الأهالي بمخاطر استخدام الأطفال للإنترنت    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    نجم الزمالك السابق: سنندم على إهدار النقاط.. ومن المبكر الحكم على فيريرا    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفتنة الثقافية والفتنة الطائفية
نشر في المصريون يوم 14 - 10 - 2010

في غياب المنظومة الاجتماعية التي يفترض فيها ضبط المسار العام واحترام العقل والكيان الإنساني وحماية الفكر من توغل رأس المال وسيطرته على أقلام الكتاب وتوجيهه لهم، وفي غياب الإطار القانوني العام، أو السقف الاجتماعي الذي يحمي الكاتب من جور أصحاب النفوذ والسلطان الذين يملكون المال والقوة ولا يملكون معهما الضمير والخلق., في ظل هذا الغياب تتعرض قيم المجتمع وأصوله وثوابته وعقول الناس وثقافتهم لحالة من التميع الخطر حيث تسود السخافات ويستبد الجهل بأصحابه.
• ولأن حجم التنازلات في قيمنا الوطنية والإنسانية بدأ في التراجع منذ زمن وبشكل مخيف ، ولأن النخب أضحت مشغولة بالشأن الخاص عن الشأن العام والمصلحة الذاتية عن المصلحة الجماعية، فإن الفتنة الطائفية الأخيرة أفرزت فتنة ثقافية سقط فيها من سقط ،ونجح فيها بتفوق وامتياز كل من الدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد عمارة وغيرهم من الكتاب الشرفاء الذين رفضوا الصمت والسكوت على جرائم ضد الحرية وضد الدستور والقانون وضد الدولة بكل مؤسساتها .
• الفتنة الثقافية الأخيرة عكست حجم التناقض وأزمة الازدواجية التى تعيشها مؤسسات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان ومعهم جوقة الصحافة الطائفية .
• الحالة الثقافية في مصر قد أشاعت بيننا مفردات جديدة في الألفاظ والمصطلحات غطت على عقول أصحابها فعكست أصل القضية في تفكيرهم وتصوراتهم ، فبدلا من مناقشة أسباب الظواهر ودوافعها وبواعثها، دار النقاش كله حول مظاهر العلة، ولم يتعرض من سقطوا في الفتنة الثقافية للأسباب الحقيقية في الفتنة الطائفية ، ناقشوا ردود الأفعال ولم يناقشوا الأفعال ذاتها، فانقلبت الحقائق في أذهانهم وأصبح المجرم ضحية والضحية مجرما وفق رؤيتهم المقلوبة.
• رأس المال الطائفي هنا بما له من علاقة بالصحافة والكتّاب والقنوات الفضائية كان له تأثيره في حجب الحقيقة ، والتغاضى عن جناية الفاعل الأصلى ، بينما سال المداد نقدا وتجريحا لرموز وقيم وقامات فكرية وثقافية تشكل دعائم للأمن القومي المصرى على المستوى الفكري والثقافى ،وكان لأقلامها وكلماتها الأثر الأول في توضيح الحقائق ورد الاعتداء الفكرى والعقدى، ووقف التجاوزات المخلة بميزان العلاقة بين الدولة والكنيسة، الأمر الذى ساهم في تحجيم الفتنة الطائفية بعد أن أطلت برأسها في هذيان وصراخ يشبه فحيح الأفاعى في الليل البارد داخل الجحور المظلمة.
• رأس المال الطائفي حين تمدد في المساحات الثقافية وفى الساحات الصحافية والفضائيات حولها إلى ميادين للسخافات والترهات والكلام البذيئ ، وخول لمن لا يحسنون كتابة جملة مفيدة واحدة أن يتناولوا كبار المفكرين بالنقد والتجريح، وأن ينزعوا منهم مؤهلاتهم العلمية التى شهدت بها ولها أعرق الجامعات والأكاديميات العلمية وساحات القضاء في العالم كله.
• في الزمن الأغبر والمملوء بعبارات التزييف يتمطى الكوخ أمام القصر الشامخ ويقول أنا الأعلى.
• وبين الذمم الخربة والضمائر المسجونة في سجن التحريف يعلو نهيق الحمير لينتقص من أقدار الرجال العظماء .
• في قنوات رأس المال الطائفي الفضائية تمت اكتشافات عظيمة تفيدنا بأن الدكتور العوا (مش دكتور ولا حاجة ولا مفكر ولا شئ)
• القنوات إياها ومعها الصحف على استعداد أيضا أن تعلمنا وتؤكد لنا بأننا لا نعيش على الأرض وأن السماء ليست فوقنا، وأن الكرة الأرضية محمولة على قرن ثور، وأن الرجل العظيم الذى إذا تحدث استمع له أكابر العلماء وأنصتوا ) هذا الرجل ليس دكتورا ولا مفكرا ولا حاجة
• وأن الدنيا كلها والعالم بأجمعه كان مغفلا ومخدوعا حين استمع لهذا الرجل وأصغى لكلماته وأستفاد من قوله وكتاباته. حيث اكتشفت لنا تلك القنوات أن الرجل (مش دكتور ولا مفكر ولا حاجة)
• أرأيتم كيف بلغ السخف والاستخفاف بالعقول مداه ممن جاءت بهم جيوبهم المملوءة بأموال الشعب المسلم وليست كفاءاتهم فألغت عقولهم ليمسكوا بدفة الإعلام ويجرحون رموز الفكر الأصيل والثقافة الحرة الشريفة وهم يلوحون بدفاتر الشيكات.؟
• تلك هي الفتنة الثقافية التى مرت وتمر بها مصر خلال فترة الاحتقان السابقة والتي لم نزل نعيش تداعياتها .
• وفى مثل هذا الجو الملوث ثقافة وأخلاقا ،تتحول الثقافة إلى سوق وتاجر وسمسار ويصبح كل شئ قابلا للبيع والشراء والمساومة ، ومن ثم تهتز ثوابت المجتمع وتضطرب هويته الفكرية وأصوله العقدية ويتزلزل فيه كل شئ وتتحول القيم إلى بضاعات في الأسواق.
• في هذه الحالة تصبح حاجة المجتمع إلى الفكر الأصيل والمفكرين الشرفاء كحاجته إلى الماء والهواء، فهم البلسم الذى يداوى الجراح الثقافية التى تحدثها خربشات أدعياء الثقافة وصبيان رأس المال في سوق الصحافة والسخافات .
• ما يميز المجتمعات المتحضرة أن لأهل الفكر والثقافة فيه مكانة القلب والأعصاب، فبهم تصحح الأفكار وعليهم تقوم حركة الدفع الحضارى وفى ذاكرتهم يكمن تراث الأمة، وبعيونهم يرقب المجتمع خطوط مستقبله، وعلى منوال أفكارهم تنسج الخيوط الحية والمتماسكة لنسيج المجتمع. فهم عقل المجتمع وضميره الحى وعيونه المبصرة ومداد اقلامهم أعظم وأغلى من كل مخزون البترول في كل بلاد العروبة ، وكلماتهم أيضا أغلى من رصيد الذهب في كل خزائن الشرق والغرب .
• الكلمة تنطلق من أفواههم وكأنها حبات الجمان منظومة في عقدها، بريقها وبرقها يحمل نورا ونارا، نورا يهدى الحيارى ويظهر الحقائق ويجلى الغوامض ،ونارا تحرق صدأ التخلف وتقض مضاجع الظالم، وترفع عن كاهل المظلوم ظلامته ، يسمعها المرء معها أو يقرأها فتغير فكرا وتصيغ وجدانا وتكوّن رأيا وتحدد موقفا وتشكل ضغطا.
• فهم يؤمنون أن:
الموت أشرف من عيش بلا شرف ....والقبر أكرم من قصر بلا كرم
وهم يؤمنون أن القلم الحر خير له أن يقصف من أن يكتب لظالم تأييدا .
وأن يجف مداده أو يسكب المداد على الأرض خير من أن يكتب تبريرا وتزويرا
وأن يرتجف المرء بردا خير له من أن يستدفئ بظلال الأصنام.
• الدكتور العوا والدكتورعمارة كلاهما قد حدد الداء ومصدر العلة ووضع النقاط على الحروف في تلك القضية الشائكة. ومشكلة الرجلين أن اقلامهم ليست للبيع، وقد نجحا بمهارة وبامتياز في انتزاع السكين من يد الجانى البلطجى قبل أن تجرى على عنق الضحية .
• قلم الرجلين أثبت بكفاءة واقتدار أن الكلمة الشريفة لا تقتلها ألف قذيفة، ولا تخاف تحريض الإعلام الطائفي، ولا الاستقواء بالخارج ، وأنها قادرة على أن ترد عن الوطن غارات الزور والبهتان من القول ، وأن تغسل الساحة الثقافية من جناية مفردات مفخخة تحض على التعصب والكراهية من عينة " الغزو العربى ، والاحتلال الإسلامي ،والغرباء والضيوف ،وتحرير الوطن منهم " وما إلى ذلك من المفردات التى لوثت أفكار جزء من أجيال هذا الوطن حين عبثت بها عقول لها في الفتنة سوابق سلفت، وكانت تحلم يوما ما في عالم الوهم بحلم الامبراطورية ، لكن أصوات الحق وأقلامه كانت جاهزة لتلقف ما يأفكون.
• اثبت الدور العظيم الذى قام به كل من العوا وعمارة، ومعهم غيرهم أنهم حماة للوطن ولقيمه وثوابته وأصوله الفكرية والعقدية في الساحة الثقافية والفكرية ..
• وتعى الذاكرة الثقافية للمصريين الشرفاء أنه في عز عين الحرب الإسرائلية على غزة نشرمقال لكاتب عربى مهزوم من كتاب الخيانة والعار يشيد بتحضرالحرب الإسرائيلية ويصف العدوان بأنه حرب حضارية ضد الهمج والرعاع في غزة،
• شيمون بيريز هب واقفا بعدما فرغ من قراءة المقال ليقول لجلسائه ، هذا الكاتب يستحق أعلى وسام في إسرائيل.
• وإذا كان هذا تقدير شيمون بيريز لكاتب الخيانة والعار ، فإن مصر بشعبها وقيادتها أولى بالوفاء وذكر الجميل، ومن ثم فالدكتور العوا والدكتورعمارة ومعهم غيرهم يستحقون أعلى وسام في مصر، فبأقلامهم وكتاباتهم وأحاديثهم انطفأ حريق كان يمكن أن يكون أخطر على مصر وأكبر في تاثيره من حريق القاهرة الكبرى قبيل ثورة 23 يوليو .
• كلمات الرجلين ألجمت تيارا غاضبا لدينه ووطنه كان يمكن أن يشكل عاصفة تثأر لدينها ووطنها ووطنيتها فتحول مصر بقراها ومدنها إلى إعصار ونار .
• كلمات الرجلين أشعرت شباب الأمة أن فيها من يدافع عن ثوابتها، فكف يده ولسانه عن رد الإهانات التى لحقت بدينه وبلده ومؤسسات وطنه، واكتفى بمظاهرات سلمية يطالب فيها بتحرير الأسيرات دون سند من القانون في أقبية الكنائس وسجونها .
• كلمات الرجلين بعثت برسالة إلى جيل بأكمله أن مصر لا زالت عفية ، وانها آمنة في فكرها وثقافتها ، وأن ثقافة العبث التى شاعت يمكن أن تُكنس من عقول شبابنا وإن شاخت عليها عقول ، ويمكن أن يُخنَس شيطانها إذا جد الجد ، وأن سكوت الشعب وسكونه عن طيبة وتسامح لا عن ضعف ومهانة كما يتصور البعض .
• ثقافة العبث بمفرداتها المسمومة الغزو العربى ، البدو ، القادمون من الصراء ، احتلال الوطن ، أقباط في الأسر ، الاستشهاد ، الضيوف، غزاة ، اختطاف ، اغتصاب ثقافة العبث هذه جنايتها يمكن أن تشكل كارثة ، وانتزاع فتيلها يحتاج لمبضع جراح ماهر يحمى البيت المصرى الكبير من انفجار يأكل الخضر واليابس.
• وقد فعلها العوا وعمارة والأخوان سلطان ورفيق حبيب وجمال أسعد عبد الملاك وغيرهم . فهم الذين يحمون أمن مصر القومى على مستوى الثقافة والفكر من تطاول كبار كهنة الكنيسة وشغب صغار القساوسة من أتباعهم.
العيون الساهرة اليقظانة في الجهاز العصبي لأمن مصر القومي ، والتى تعرف أبعاد اللعبة في ثقافة العبث بأمن الوطن وتعرف من وراءها ومن يمولها ومن يمسك بخيوطها السوداء ويحرك رموزها ورؤوسها من خلف الكواليس، هذه العيون الساهرة كان يقابلها عقول ساهرة يقظانة ونيرة، تدرك ببصيرة إيمانها خطورة الفتنة وتقتل على الفور جراثيمها في المهد قبل أن تتكاثر لتأكل الجسد المصري بظن خائب أنه في أضعف حالاته، وأن الفرصة سانحة للضربة القاضية .
• ظن السوء بالوطن هذا مني بضربة قاصمة كشفت أبعاد اللعبة وكشفت كهنتها في الساحات الدينية والثقافية والسياسية، وكشفت حجم المؤثرات التى يستخدمها من يريد إشاعة الفوضى في وطن ظن المتربصون به أنه في غيبوبة عما يدبر له ، فإذا بهذا الوطن يصحو كالمارد وكالطود الأشم الشامخ ليتصدى للفتنة بعقول المخلصين من مفكريه ومثقفيه ، وبتحذير قيادته التى قاتلت من أجله وانتصرت في 6 اكتوبر لتنتصر له مرة أخرى ولتنصر الوطنية والمواطنة وتعلن للجميع أن القانون هو السيد وهو السائد ولا أحد فوقه أبدا مهما علا كعبه. وبذلك فقد قطعت الطريق وردت كيد الطائفية التي ما برحت تخطط وتدبر.
• كتابات المثقفين الشرفاء العوا وعمارة وطارق البشرى ورفيق حبيب وكمال زاخر ، ونادية مصطفى وسيف الدين عبد الفتاح وسمير مرقص وحسن أبو طالب وهبة رؤوف عزت وفاروق جويدة والقاعود ومحمد عوض وعبد الحليم عويس والأخوين محمود وجمال سلطان وكمال غبريال وجمال أسعد وبولس رمزى وسمير مرقص وغيرهم تشكل عقل المجتمع وضميره الحى وعيونه المبصرة، فهم نجوم في سماء المعرفة، بأفكارهم تستضيئ العقول وتهتدى القلوب، تتجمل العيون برؤيتهم ولكن لا تلامسهم يد، ولا تطالهم أو تنال منهم سفاهة الصغار ، وإن ملكوا صحفا وقنوات فضائية، وحتى لو ملكوا خزائن قارون .
• إنهم يشكلون السند الحضارى لقيم الأمة وثوابتها وأصولها الفكرية والعقدية ،وهم الذاكرة الحية الواعية والحافظة لقيم المجتمع وأخلاقه، تتفق معهم أو تختلف فهذا شأنك ، ولكنك لا تملك إلا أن تحترمهم ، وهم بالنسبة لمصر كالنيل وكقناة السويس وعلى الذين يشوهونهم أو يكرهونهم أن يجففوا مياه النيل أو أن يغلقوا قناة السويس.
• كلماتهم كانت بمثابة الأشعة التى كشفت الورم الطائفي المتضخم في جسد الوطن فأزاحت النقاب وكشفت العلة وأثبتت أن طبطبة المجاملات تحدث خدرا مسكنا لكنها لا تستأصل الداء .
• بينات الرجلين "العوا وعمارة" المدعمة بالوثائق والتواريخ أثبتت أن ذاكرة مصر لم تصب بالزهيمر كما يتصور البعض، وأنها لن تنسى أبنائها وبناتها كما يدعى البعض أنها نسيت من قبل .
• روعة الرجلين أنهما مستوعبان لحجم مصر دورا ورسالة وتريخا وحضارة ، ومن ثم فإن أحدا منهما لم ولن تطاوعه وطنيته أن يسكت حيث يجب الكلام، ولهذا كان اختيار توقيت ردود الأفعال، لا لتحدث فتنة وإنما لتكسر السكين قبل أن تجرى على عنق الضحية.
• القضية إذن لست قضية فتنة طائفية كما يروج البعض، وإنما هي قضية وطن أعطى وفِّى وزاد ثم هو يهان من بعض أبنائه.
• قضية هوية فكرية وعقدية لأغلبية مسلمة تتعرض لعدوان فج وبغير مبرر، ومن ثم كان حديث الرجلين رد فعل لاستفزازات كبار الكهنة وصبيانهم، والقيادة السياسية وبعض الجهات السيادية تعرف ذلك جيدا، ولن يغيب عن وعيها وإدراكها حاجة الوطن وحاجة أمنه القومى في تلك اللحظة إلى أن يقول الفكر كلمته ، لا سجالا وإنما بيان للحقيقة وتوضيح للبس وكشف لتدليس ورد لاعتبار وطن قدم لأبنائه الخير كله ولم يأخذ في مقابله الولاء .
• رد الاعتبار هنا كان الوطن في حاجة إليه ، لا بقرار سيادى، ولا بحماس يشتعل بين الجماهير فيخرج عن السيطرة ويدمر ويخرب ، وإنما بفكر مضيئ ومشرق ومستنير، يضع النقاط على الحروف ويرد المعتدى المتجاوز في حق الشعب والوطن دولة وسيادة ومؤسسات إلى نقطة العدل المفقودة في علاقة الكنيسة بالدولة ومؤسساتها، ليعتدل ميزان المواطنة بين أبناء مصر مسلمين ومسيحيين ، وهذا أيضا ما دعى إليه وطالب به وردده كل المفكرين الأقباط من أمثال جمال أسعد عبد الملاك ورفيق حبيب وغيرهم ممن انتصرت وطنيتهم ولم يعبأوا بوعيد الحرمان والطرد ، وأثبتوا بحق أنهم ليسوا سواء.
• الأحداث الأخيرة أثبتت أن مصر تعيش في وجدان أبنائها حية نابضة مهما اشتدت المحن وتنوعت النوائب والخطوب .
• الاحتقانات الأخيرة كما يسميها البعض أظهرت أن أقلام الأحرار من كبار المثقفين المصريين مسلمين ومسيحيين معا ليست معروضة للبيع مهما كان إغراء المال الطائفي وبريقه ، ومهما امتلأ ت الساحة الثقافية بالسوق والتاجر والسمسار ، ومهما برع المخرجون في فيلم توزيع الأدوار واختبارات القوة وردود الأفعال.
• الاحتقانات الأخيرة أثبتت أيضا أن مصر بقلبها الكبير وتسامح أبنائها ستظل وطنا للجميع مسلمين ومسيحيين ، ولن تكون دافور أخرى كما توعد البعض .
• وأن الذين نفخوا وينفخون في الكير الطائفي هم أول من تحترق بالنار أصابعهم.
• وليتذكر الجميع أن: لا أحد فوق القانون مهما جنح به الخيال ، أو سرح به الوهم بعيدا.
• المفكرون الكبار حين كتبوا وتكلموا وعلى رأسهم العوا وعمارة، كتبوا لمصر ومن أجل مصر وتعرضوا لابتزازات الإعلام الطائفى واتهموا بإثارة الفتنة في حين أنهم هم الذين نزعوا فتيلها.
• ولعيون مصر ومن أجلها تحملوا وصبروا وصمدوا لأنهم بحق أبناء مصر وليسوا ضيوفا فيها أو غرباء عنها.
• يقال والعهدة على الراوي من أهل الدراية والخبرة بشؤون تشويه السمعة :(أن عوالم شارع محمد على وعماد الدين عندما يستأجرهن أحد لتشويه سمعة خصم شريف ،فإنهن يدرسن حياة هذا الخصم ويتعرفن على خصائصه ومواهبه وملكاته ليخترن له كذبة مساوية وإشاعة مقبولة).
• ترى هل كان عوالم شارع محمد علي أذكى من قنوات وصحافة رأس المال الطائفي.....؟
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.