أعداء إسلامنا الجميل يزعمون أن خلق الإنسان في القرآن جاء على طريقة جلا جلا! أمسك الخالق قطعة طين ونفخ فيها فإذا هي آدم، وهذا الكلام يتنافى بشدة مع ما جاء في العلم الحديث من أن خلق الإنسان استغرق وقتا طويلا وأنه ليس مقطوع الصلة بأفراد عائلته من الحيوانات والتشابه الكبير في تفاصيل البنية التشريحية للجميع يدل على أنهم جميعا أفراد أسرة واحدة. وعلماء إسلامنا الجميل عندهم رد جاهز على هذا الكلام، والقول بأن آدم وشريكته حواء خُلقا على طريقة جلا جلا يدل على جهل شديد؛ فالقرآن يروي قصة مختلفة تماما عن خلق آدم، تم فيه الخلق على مراحل وأطوار وزمن إلهي مديد، فهو لم يخلق من الطين مباشرة وإنما خرج من "سلالة" جاءت من طين.. "لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" سورة المؤمنون. إن الإنسان في البدء لم يكن شيئا يذكر: "هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا" سورة الإنسان. وخلقه جاء أطوارا: "ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا" سورة نوح. "ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس" سورة الأعراف. "وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" سورة ص. ومعنى هذه الآيات أن هناك مراحل بدأت بالخلق ثم التصوير ثم التسوية و"ثم" بالزمن الإلهي معناه ملايين السنين (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) سورة الحج. وفي سورة "السجدة" تجد مراحل زمنية لخلق الإنسان واقرأ معي قوله تعالى: "وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون". في البدء، كان الطين ثم جاءت سلالة من ماء مهين هي البدايات الأولى للإنسان الذي لم يكن شيئا مذكورا، ثم التسوية والتصوير ثم نفخ الروح، وبها أصبح للإنسان سمع وبصر وفؤاد.. يعني آدم نهاية لسلسلة طويلة من الأطوار، ولم يكن خلقه أبدا على طريقة جلا جلا!! وهكذا يتأكد لك أن العلم دوما متوافق مع ما أخبرنا به السماء! ومَن يتطاول على الدين إنما يفعل ذلك من منطلق الجهل ويدخل في دنيا العجائب. أليس كذلك؟