تعد الفترة التى تولاها اللواء/ صلاح الدين المعداوى – محافظ الدقهلية الحالى- من أسوء الحقب الزمنية فى تاريخ المحافظة، والتى تعد ثالث محافظة من حيث الكثافة السكانية بعد محافظتى القاهرة والإسكندرية. ولم تشهد المحافظة فى عهده أى إنجازات تذكر منذ أن وطأت قدماه أرض المحافظة فى شهر رمضان من العام الماضى 4/8/2011 بعد أن أصدر المجلس العسكرى قرارًا بتوليه زمام الإقليم. فالمشروعات التى تم افتتاحها وإنشاؤها كان معظمها فى عهد اللواء/ سمير سلام، محافظ الدقهلية الأسبق، الذى أصبح الناس يترحمون على أيامه لما حدث فى عهده من إنجازات عملاقة، بينما عدد قليل منها تم اعتمادها وإنشاؤها فى عهد المحافظ الأسبق اللواء/ محسن حفظى. تمثلت إنجازات المعداوى فى افتتاح تلك المشروعات ووضع اللمسات الأخيرة عليها فقط، مما جعل عددًا كبيرًا من المواطنين والشعبيين من القوى السياسية والتنفيذية بالمحافظة يطلقون عليه لقب "محافظ الافتتاحات"، فمثلاً كان آخر افتتاحاته مشروع تطوير وتجميل مدخل مدينة المنصورة من ناحية "سندوب" والذى هو عبارة عن إقامة "جدارية أمجاد الدقهلية" والذى تم إنشاؤه بالكامل فى عهد اللواء/ سمير سلام عام 2010 وهو العام السابق لقيام ثورة 25 يناير المجيدة، "وما زاد الطين بلة" كما يقولون فى الأمثال الشعبية – أن المعداوى قد قام قبل افتتاحه للمشروع بتزييف تاريخ الدقهلية وأبنائها العظماء من خلال هذه الجدارية التى تحتوى على أسماء وصور أبناء الدقهلية المشهورين والبارزين فى جميع المستويات، حيث قام بوضع صورة واسم الدكتور محمد غنيم – رائد زراعة الكلى والمسالك البولية بالشرق الأوسط – على هذه الجدارية وسط مشاهير أبناء المحافظة رغم أن الدكتور غنيم ليس من أبناء الدقهلية ولا ينتمى مسقط رأسه لها بأى صلة لا من قريب ولا من بعيد، حيث إنه أحد أبناء محافظة القاهرة، وقد قدم للمنصورة معيدًا بجامعتها فقط ثم أقام بها بشكل غير مستقر ودائم. فيما أغفلت الجدارية العديد من رموز أبناء المحافظة منهم الدكتور أحمد جمال الدين موسى – ابن قرية المقاطعة – مركز السنبلاوين والذى تم تعيينه وزيرًا للتربية والتعليم مرتين، الأولى إبان النظام البائد وبالتحديد فى عهد الدكتور أحمد نظيف رئيس وزراء مصر الأسبق، والأخرى بعد الثورة وبالتحديد فى عهد الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر السابق، فضلاً عن توليه رئاسة جامعة المنصورة قبل أن يصبح وزيرًا. وقد تفرغ المعداوى للتركيز على كيفية منع وصول المواطنين إليه ولعل ذلك اتضح جلياً من خلال إنشائه لعدد من الحوائط الخرسانية المسلحة، وكذلك تركيب عدد من البوابات المصفحة على مدخل ومخارج الديوان العام ليكون بمعزل عن المواطنين وبمنأى عن اعتصاماتهم وإضراباتهم، وكأن ثورة 25 يناير المجيدة لم تصل إليه بعد رغم علمه يقيناً أنه لولاها لما وصل لهذا المنصب، وظل بمسقط رأسه عزبة "معدية مهدى" التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ يرعى ويشرف على مزرعة المواشى الخاصة به التى أقامها كمشروع استثمارى بعد بلوغه السن القانونية للمعاش من القوات المسلحة. ولم يكتف المعداوى بذلك، فعندما شعر أنه لم يقم بإنجاز أى مشروع على مستوى نطاق المحافظة قام بإصدار تعليماته بالبدء فى مشروع افتتاح وتطوير وتجديد دار الضيافة والمناسبات بالمنصورة التابعة لديوان عام المحافظة وإنفاق مئات الآلاف عليها رغم أنها لم تكن تحتاج إلى أى تطوير أو تجديد، فى حين أن هناك العديد من المواطنين من أبناء الإقليم وكذلك العديد من المشروعات الأخرى التى ما زالت قائمة فى أمس الحاجة لهذه المبالغ المالية الطائلة التى تم إنفاقها فى دار الضيافة والمناسبات.