فى الوقت الذى يعانى فيه جميع أفراد الشعب المصرى بلا استثناء، من الارتفاع الجنونى للأسعار علاوة على الجشع الذى تملك العديد من الأفراد، خاصة التجار وبعض الفئات الأخرى ومنهم بعض الأطباء، الذين يطلقون على أنفسهم ملائكة الرحمة، إلا من رحم ربى كان هناك بصيص من الأمل وطاقة من النور تفتحت أمام الفقراء من أبناء محافظة الشرقية والمحافظات الأخرى. داخل عيادة استشارى أمراض الباطنة والفيروسات الكبدية، وابن محافظة الشرقية الدكتور السيد المر، حينما تدخل حجرة الكشف يبادرك قائلاً: "حضرتك ضيفى ولازم تشرب حاجة.. مش هكشف عليك غير لما تشرب" ولا يمل من تكرارها على مسامع ضيوفه من المرضى المترددين على عيادته الخاصة بمدينة الزقازيق. ولأول مرة يقوم طبيب فى الشرقية، بتوفير جميع سبل الراحة والرفاهية لمرضاه فعند انتظار دورك فى الكشف من الممكن أن تتصفح الفيس بوك عبر شبكة ال"واى فاى" المجانى، فضلًا عن المشروبات الساخنة والباردة بخلاف الكشف المجانى بصفة دائمة إلا إذا أصر المريض على عكس ذلك ودفع قيمة الكشف. وأكد الطبيب، أن مكسبه الأكبر هو الراحة النفسية والطمأنينة التى يشعر بها، لافتًا إلى أن عمل الخير مطلوب فى كل مكان وزمان وأن قيمة كشفين أو ثلاثة كفيلة بأن تظل أبواب العيادة مفتوحة لاستقبال المرضى دون مقابل، وأن أكثر ما يسعده هو متابعة طلاب كلية الطب وحضورهم للعيادة لسيرهم على نفس الدرب. كما يقوم طبيب الفقراء، بالنزول إلى القرى النائية ضمن الحملات الخيرية والقوافل الطبية التى يقودها الكثير من الكيانات الشبابية وتهدف إلى علاج غير القادرين وفحصهم ومتابعتهم بلا مقابل. الطبيب الإنسان، وضع لافتة "هنا كشف مجانى لمن لا يقدر" داخل عيادته ولم تحدث من قبل أن توجد فى عيادات الأطباء. من جانبه أكد أحد المرضى داخل عيادة طبيب الفقراء، أن المبادرة جميلة وتمنى أن جميع الأطباء يقومون بها لصعوبة الحالة المعيشية فى هذه الفترة وأصبحت حالة الناس تحتاج إلى العلاج لكن لعدم توافر المال لديهم لا يستطيعوا الذهاب إلى الأطباء. وأضاف، أن هناك كشوفات تجاوزت ال 300 جنيه، لافتًا إلى أن الدكتور السيد المر، أو كما يطلق عليه طبيب الفقراء، يشعر بالغلابة وما يحيط بهم من مشاكل وصعوبات ومبادرته ستكتب له الكثير عند الله، خاصة أنه لا ينظر للربح كهدف أساسى، وفعلاً مصر فيها حاجة حلوة ولسه بخير، على حسب تعبيره.