اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة يوم الأحد بأصداء مراسم تنصيب أول رئيس مصري منتخب في تاريخ البلاد، والتي وصفتها بأنها لحظة تاريخية ونقطة تحول في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي أجمع. وقالت صحيفة "لوس آنجلوس تايمز" أن مراسم أداء اليمين الدستوري لأول رئيس مصري منتخب طغت عليها روح بداية عهد جديد يصعب التنبؤ به، مشيرة إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي أصبح رمزاً لصعود التيار الإسلامي الذي سيحدد هوية جديدة المنطقة بأسرها وأضافت أن مسيرة مصر نحو الديموقراطية كانت فوضوية ودموية في بعض الأحيان، ولكن مشهد محمد مرسي وهو يقف على منصة أمام العلم المصري أصبح رمزاً لوطن عربي يبحث عن هوية جديدة بعد 16 شهراً من الاضطرابات. وأشارت إلى أن اللقطات التي شاهدها العالم يوم السبت الماضي في مراسم تنصيب الرئيس الرئيس الجديد كانت قبل بضع أشهر ضرباً من الخيال، فلم يكن أحد يتصور أن يشاهد قادة المجلس العسكري يؤدون التحية العسكرية لمرسي الذي شاركوا أنفسهم في معاونة الرئيس المخلوع حسني مبارك على إضطهاده وإعتقاله هو الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، في حين يقبع مبارك على الناحية الأخرى من الشارع في مستشفى عسكري ينتظر الموت، بعدما حُكم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره في قتل المتظاهرين الذين قادوا ثورة يناير. واعتبرت أن ثناؤه على دور القوات المسلحة المصرية وقادتها في عملية الإنتقال الديموقراطي –على الرغم من إعتراض العديد من المتظاهرين وقوى المعارضة- تعكس قدر من البراجماتية السياسية التي يحتاجها مرسي في مهمته الحرجة لإنتزاع السلطة بأكملها من يد المجلس العسكري، كما تظهر التحول الكبير في وضع مرسي من كونه رمز للمعارضة إلى كونه رئيساً للبلاد. من جانبها وصفت صحيفة الواشنطن بوست تنصيب مرسي رئيساً لمصر بأنه أبرز نقطة تحول في الربيع العربي بأسره، مشددة على أنه مهما كانت القيود المفروضة على سلطته أو التحديات التي تنتظره فإنها لا تضاهي أهمية هذه اللحظة للشرق الأوسط الذي يكافح ليجد طريقه وسط الإضطرابات التي أشعلها الربيع العربي. ونقلت عن هلال خاشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية ببيروت، قوله إن "هذه نقطة تحول ليس فقط في السياسة المصرية ولكن في سياسة المنطقة بأسرها"، مشيراً إلى أن مصر سبّاقة وأساس العالم العربي، وأن التطورات في مصر ستؤثر على العالم العربي بأكمله. بدورها قالت صحيفة النيويورك تايمز أن تحدي مرسي لجنرالات المجلس العسكري بدا واضحا في خطابه وفي أدائه للقسم، حيث قام باستباق القسم الذي حدده المجلس أمام المحكمة الدستورية –على عكس رغبة مرسي- بأداء القسم أمام الشعب والمتظاهرين في ميدان التحرير رمز الثورة المصرية. وقالت بأن لغة التحدي كانت واضحه في خطابه أمام المحكمة الدستورية الذي أكد فيه مرارا وتكرارا على أهمية الفصل بين السلطات وخاصة السلطة التنفيذية والقضائية، في إشاره لا يخطئها أحد بقرار المحكمة المثير للجدل بحل أو برلمان منتخب بعد الثورة، مشيرة إلى أن إشادته بمجلس الشعب المنحل ووصفه بأنه "إنتصار للديموقراطية" بدون الإعتراف بحله جاء تأكيداً على هذه الرسالة.