رغم مرور أكثر من مائة سنة على هذا الحادث، فمازال الغموض يلفه، وكثرت التفسيرات والنظريات حوله لكن لم يقدم حتى الآن تفسيرًا مقنعًا له، إنها الكارثة التى حلت فى الساعة السابعة و17 دقيقة صاح فى مثل هذا اليوم عام 1908م، بالقرب من نهر تونجوسكا فى منطقة سيبيريا بروسيا، وخلفت هذه الحادثة أكثر من 30 فرضية حول حقيقة ما وقع، بدا بعضها معقولاً ومقبولاً كاصطدام مذنب بالأرض، وبعضها الآخر غير منطقى كانفجار سفينة فضائية أو طبق طائر فوق المنطقة. أولى البعثات العلمية الروسية لاستبيان ما حدث نظمت بعد نحو 19 عامًا على الحادثة، ولم يغامر العلماء فى استكشاف المنطقة المنكوبة إذ ترددوا فى الذهاب إلى منطقة مليئة بالمستنقعات وبعيدة جدًا، وفى نهاية الأمر عندما وصلوا إليها أذهلهم منظر الدمار الشاسع الذى شاهدوه، إذ كانت الأشجار المتفحمة ملقاة فى صفوف على امتداد الأفق، وبحثوا دون جدوى عن فوهة بركانية فى المنطقة محاولين العثور على شظايا نيزك أو كويكب أو جرم فضائى ولكنهم لم يعثروا على شىء. شهود العيان تحدثوا عن مشاهدتهم لكرة نارية تخترق صفحة السماء بضجيج مرعب أعقبها انفجارًا دفع الناس إلى القفز مذعورين، وخلال السنوات الأربع عشرة اللاحقة للانفجار أرسلت 4 بعثات استكشاف أخرى إلى تونجوسكا، وصوّرت الأشجار المسواة بالأرض، وجرى البحث داخل المستنقعات والبرك المائية عن شظايا النيزك دون جدوى، ومن بين عشرات الشهادات التى تم تسجيلها ظهرت روايات متناقضة، فقد أكد تقريبًا نصف الشهود أنهم شاهدوا كرة نارية تحترق شمالاً، فى حين أكد آخرون أنها سارت عبر مسرب غربى أو شمالى غربى، وعلى الرغم من هذا التناقض رأى بعض العلماء أن نيزكًا هو الذى تسبب فى هذا الدمار. فى أواخر الأربعينيات قدم مهندس من الجيش الروسى، قصة قصيرة فى العام افترض فيها أنه لا يمكن أن يكون هذا الدمار الشامل من فعل نيزك ولكنه تم بسبب انفجار نووى، وبما أن الإنسان لم يكن عام 1908 قد توصل إلى التفجير النووى فلابد أن يكون السبب سفينة فضائية أو طبق طائر متفجر. وتم إرسال بعثتين علميتين إلى المنطقة فى عامى 59 و1960، بهدف البحث عن دليل ارتفاع المستوى الإشعاعى وتنقيب الموقع بحثًا عن شظايا شهاب متفجر دون أن يتم العثور على أى دليل مادى، ما دفع العلماء إلى الافتراض بأن المسألة أعقد مما يتصورون، وظل الغموض يكتنف الموضوع لمدة عقدين كاملين خصوصًا أن المنطقة أغلقت وحظرت على الأجانب لإجراء بحوث فيها تتعلق بالتكنولوجيا العسكرية السوفيتية. ولكن الرأى الأحدث لتفسير هذا الحدث المثير أن سبب الانفجار يرجع لاصطدام أرضنا بثقب أسود دقيق نصف قطره حوالى مليون من السنتيمتر، وله قوة جذب رهيبة، وعندما اقترب من أرضنا بسرعة أكبر من سرعة إفلاته منها اصطدم بها ثم اخترقها وخرج منها ليختفى فى الفضاء.