ولد عباس محمود العقاد فى أسوان لأم من أصول كردية، ولم يتم تعليمه، وقطع مشوار حياته معتمداً على نفسه، فعمل بمصنع للحرير فى مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظاً وافراً، حيث حصل على الشهادة الابتدائية فقط، لكنه فى الوقت نفسه، كان مولعاً بالقراءة فى مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابى بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية، وتتلمذ على يد المفكر والشاعر محمد حسين محمد. اشتغل العقاد بوظائف كثيرة فى المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف واستقال منها واحدة بعد واحدة، وفى ذلك يقول العقاد: "إننى كنت فيما أرجح أول موظف مصرى استقال من وظيفة حكومية بمحض اختياره، يوم كانت الاستقالة من الوظيفة والانتحار فى طبقة واحدة من الغرابة وخطل الرأى عند الأكثرين، بل ربما كانت حوادث الاستقالة أندر من حوادث الانتحار، وليس فى الوظيفة الحكومية لذاتها معابة على أحد، بل هى واجب يؤديه من يستطيع، ولكنها إذا كانت باب المستقبل الوحيد أمام الشاب المتعلم فهذه هى المعابة على المجتمع بأسره، وتزداد هذه المعابة حين تكون الوظيفة كما كانت يومئذ عملاً آلياً لا نصيب فيه للموظف الصغير والكبير غير الطاعة وقبول التسخير، وأما المسخر المطاع فهو الحاكم الأجنبى الذى يستولى على أداة الحكم كلها، ولا يدع فيها لأبناء البلاد عملاً إلا كعمل المسامير فى تلك الأداة". مل العقاد العمل الروتينى، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعيناً بثقافته وسعة اطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدى فى إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكى يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه، وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ما جعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه، لم يتوقف إنتاجه الأدبى أبداً، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. أصدر العقاد أول مؤلفاته: "الخلاصة اليومية" عام 1912، ثم توالت مؤلفاته التى لاقت قبولاً وانتشاراً واسعاً، وهى بالعشرات، أشهرها العبقريات. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازنى وعبد الرحمن شكرى مدرسة الديوان، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد فى الشعر والخروج به عن القالب التقليدى العتيق. منحه الرئيس المصرى جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية فى الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكى مبارك، والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعى، والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وكان المرحوم سيد قطب يقف فى صف العقاد. توفى العقاد فى 12 مارس 1964 ولم يتزوج حتى وفاته.