نعيش فى مصر حاليًا أفضل حالة ديمقراطية حقيقية بعد ثورة 25 يناير من خلال انتخابات حقيقية لرئيس الجمهورية الثانية التى اختار فيها الشعب رئيسه بوضوح وشفافية كاملة بعد سنوات عجاف من التسلط والقهر وغياب المشاركة الشعبية فى صنع المستقبل، ولكننا أمام إشكالية هامة ماذا نريد أن يقدم لنا الرئيس من خلال برنامجه وتصريحاته ووعوده الانتخابية للشعب المصرى. أرى أن أهم تحدٍ للرئيس فى المائة يوم الأولى من فترة حكمة هى القدرة على جمع المصريين بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم الدينية والسياسية عبر خطاب متوازن يدعو الشعب للمشاركة فى مشروع قومى كبير لنهضة مصر وأن على كافة القوى الإنصهار والإتحاد من أجل الوطن وأن يعزز فى خطابة أن الفصل فى كل شىء داخل مصر للقانون، وأننا لكى ننجح للعبور من أزمات مصر المزمنة هو العمل المستمر المتواصل فى كل ربوع مصر من أجل المستقبل وعلينا أن نعلم أن مصر فوق الجميع. أرى أن هناك ملفات هامة متعددة أمام الرئيس تعكس رغبات الشعب فى صنع مستقبل حقيقى وأهمها على الإطلاق هو الاستفادة من طاقات الشباب المصرى المهمشة قبل وبعد الثورة وأن يعيد للشباب دورهم الطبيعى فى قيادة البلاد عبر إعطائهم فرصة حقيقية للمشاركة السياسية والمجتمعية من خلال حزمة من القرارات التى تشركهم فى صناعة السياسة المصرية عبر بناء جيل جديد من الوزراء والمحافظين وتولى الشباب لجميع المناصب القيادية والتنفيذية لمصر بعد تدريبهم داخل مؤسسات الدولة المختلفة فالشباب الذى استطاع هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973هو صاحب الفضل الحقيقى فى ثورة 25 يناير التى أعادت للمصريين كرامتهم وقدرتهم على الحلم قادر على قيادة مصر وتطورها فهم عماد مصر وبناء نهضتها والمستقبل الحقيقى لتطور وازدهار الدولة المصرية. الشعب يريد الأمن والاستقرار الحقيقى الفعّال الذى ينشر فى قلب كل مصرى عدم الخوف من الانفلات الأمنى وانتشار الرعب فى بعض مناطق مصر نتيجة للعجز الواضح لوزارة الداخلية فى إحكام قبضتها على الشارع المصرى ومحاربة كافة أوجه التطرف الإجرامى المنتشر فى كل ربوع المحروسة والواضح للجميع من عمليات السرقة والسلب والنهب وترويع المواطنين، لذلك فإن الأمن تحدٍ كبيرٍ أمام الرئيس القادم لأن الأمن هو بوابة التنمية الحقيقية فى مصر فالكل يعلم أن التنمية الاقتصادية تحتاج إلى مناخ مستقر يشجع المستثمرين ورجال الأعمال من الداخل والخارج على بناء اقتصاد حقيقى يعبر بمصر نحو المستقبل ولا يوجد دولة فى العالم بلا أمن لأنه بوابة التنمية الاقتصادية والسياحية والعلمية وهو يعكس استقرار الدولة المصرية بين دول العالم المختلفة. الذى نريده من الرئيس أن يكون رئيسًا للشعب كله، وليس مجرد معبر عن حزب أو جماعة أو تيار فكلنا يعلم أن اللحظة التاريخية حاسمة تحتاج لرجل قوى قادر على أن يجمع شمل المصريين جميعًا وأن يوحدهم وأن يعمل على نشر المحبة والتسامح بين كل المصريين وإعطاء الأقليات حقوقهم بشكل عادل فهم مكون رئيسى وشريك أساسى فى مصر المستقبل الذى نحلم به جميعًا. نتمنى من الرئيس أن يهتم بالتعليم الحقيقى الذى يعمل على الاستفادة بطاقات مصر المهدرة داخل الجامعات والمراكز البحثية وأن يستقطب كل الطيور المصرية المهاجرة والتى صنعت تفوق أغلب دول العالم، وأن يعيد قيمة العلم فى مصر. نتمنى من الرئيس أن يعلى من قيم العدالة الاجتماعية والشفافية فى كل شىء وأن يكون التعيين وتولى المناصب فى المجالات كافة يخضع لمعيار واحدٍ وهو الكفاءة والمصداقية وأن تختفى من حياتنا كل الظواهر السلبية التى تفشت فى مجتمعنا المصرى من قيم الواسطة واختفاء العقول النابغة لصالح فئة قليلة دمرت مصر فعلى الرئيس القادم أن يتعلم الدرس جيدًا وأن البقاء للأصلح هو مستقبل مصر الحقيقى. [email protected]