تشهد قناة "الشرق" المعارضة التي تبث من تركيا، ويديرها الدكتور أيمن نور، رئيس حزب "غد الثورة"، أزمة عاصفة، تجلت بوضوح خلال اجتماع مجلس أمناء قناة الشرق. وقام المشاركون ببث فيديو اجتماع المجلس فى أحد الفنادق داخل تركيا, دون علم نور, على شاكلة الاجتماع الذى حضره بالرئيس الأسبق محمد مرسي بخصوص سد النهضة الإثيوبى فى عام 2013, والذى تم بثه على الهواء مباشرة دون علم من قادة الأحزاب السياسية حينها. وفور علم نور، بأن أعضاء مجلس الأمناء يقومون ببث الاجتماع مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وخاصية "فيس لايف"قرر قطع الاجتماع فجأة، مطالبًا بقطع البث المباشر للقناة, قائلاً: "أنتوا بتسجلولى ولا أيه ميصحش كدا يا جماعة". وحضر الاجتماع كل من عصام تليمة والدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة الأسبق, وسيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, بالإضافة إلى عبد الرحمن يوسف القرضاوى, وسامى كمال الدين, والفنان هشام عبدالله المذيع بقناة الشرق. وأظهر اجتماع مجلس الأمناء وجود انقسام واضح داخل إدارة القناة, وسعى من المجلس للانقلاب على رئيس القناة, واتهامه بأنه لا يحافظ على حقوق العاملين داخل القناة, والذين لم يحصلوا منذ عدة شهور على أجور, وأنه مستغل لطبيعة أوضاع العاملين كونهم هاربين من مصر بسبب القضايا المرفوعة ضدهم. وقال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح, عضو مجلس الأمناء, فى الفيديو المسرب, إن العديد من العاملين يتحدثون إليه داخل القناة, ويؤكدون أنهم يتقاضون الفتات من الأموال, ولا يستطيعون الإيفاء بالأغراض المالية المتطلبة منهم, بسبب الغربة والحياة باهظة الثمن فى تركيا, وأنهم لا يستطيعون إيصال هذه الرسائل للدكتور أيمن نور, والذى اتهمه بأنه يماطل فى الرد على هذه الاتهامات ويغير من أماكن الاجتماع حتى لا تتم مواجهته بها. بينما أكد سامى كمال الدين, المذيع بالقناة, أنه لن يقبل بوجود مثل هذه التعاملات مع العاملين داخل قناة الشرق, واصفًا بأن الأمر مجحف بالنسبة لهم, وأن الدكتور أيمن نور يتجاهل كل هذه الأمور, مستغلاً الحياة التى يعيشها العاملون بالقناة, وصعوبة عودتهم مرة أخرى إلى مصر بسبب الأوضاع السياسية والمواقف الأمنية على كل منهم, وبالتالى لا يتم توفير الأموال لهم, أو معاملتهم بالشكل اللائق, إلا أن هؤلاء العاملون لم يعدوا يستطيعوا دفع إيجارات الشقق التى يسكنوا فيها. بينما تحدث عبدالرحمن يوسف القرضاوى, الذى طالب نور فور وصوله بضرورة حل الأزمة داخل قناة الشرق, مؤكدًا أن استقالته من مجلس الأمناء من قبل جاءت لنفس الأسباب ولسيطرة الدكتور نور على كافة السياسات بالقناة, إلا أن موقفه الأمنى الذى سيؤدى إلى القبض عليه فى حالة عودته إلى مصر منعه من الحديث, وخوفه من "أكل وشهم" من قبل مؤيدين النظام حسب وصفه, ففضل الصمت.