قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب والاستنفار في صفوف قواته العاملة بالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، تحسبا لمواجهات ميدانية تعقب الإعلان المرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال. وقالت القناة الثانية في التلفزيون العبري، اليوم الأربعاء، إن قيادة الجيش وجّهت تعليمات لمختلف وحداته العسكرية للبقاء على أهبة الاستعداد، تحسبا لتطور الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية التي ستشهد تنظيم فعاليات "أيام الغضب" رفضا للقرار الأمريكي المقرّر الإعلان عنه، مساء اليوم بحسب ما ذكرت وكالة القدس برس . وأوضحت القناة أن هذه التوصيات اتخذت في ختام مناقشات أجرتها هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، والتي استمرت حتى منتصف الليلة الماضية، تم خلالها تباحث فرص تدهور الأوضاع الأمنية خلال الأيام المقبلة على ضوء نية ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، ونقل سفارة بلاده إليها. من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الجيش أعدّ خطة تتضمن "تدرّج" حالة التأهب، سيتم تفعيلها عند الضرورة، مشيرة إلى أن أهم نقطتيم؛ هما القدس والخليل، في حين "يبقى اليوم الحساس هو يوم الجمعة القادمة". وبيّنت أن الاحتمالات التي تستعد لها قوات الاحتلال تشمل المظاهرات الجماهيرية، والمواجهات التي تنجم عن رشق الحجارة وقنابل المولوتوف في نقاط الاحتكاك المعروفة (مثل نقاط التفتيش التابعة للجيش الإسرائيلي) وعلى الطرق التي تخدم وسائل النقل الإسرائيلية، فضلا عن احتمال تكثيف العمليات الفردية. وأبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رئيسَ السلطة الفلسطينية محمود عباس، نيّته نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى مدينة القدسالمحتلة، في اتصال هاتفي الثلاثاء. ويعتبر نقل السفارة اعترافًا أمريكيًا بشرعيّة الاحتلال على القدس. وكان الكونغرس الأمريكي أصدر عام 1995 قانونًا يطالب الرئيس بنقل سفارة البلاد إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة موحّدة للاحتلال الإسرائيليّ، ولكنّ القانون نفسه فسح مجالًا للرئيس الأمريكي بتأجيل تنفيذه مراعاة للمصالح الأمنية القومية الأمريكيّة في إقرار ضمنيّ من الكونجرس بأنّ تطبيق مثل هكذا قانون من شأنه أنْ يعرّض مصالح أمريكا للخطر بالنظر إلى حساسيّة موضوع القدس لدى العرب والمسلمين في كل العالم. ودأب رؤساء أمريكا على التوقيع على مذكرة تقضي بتأجيل تنفيذ القانون مدة ستة أشهر لتتكرر لازمة التأجيل حتى هذه المرحلة. وأدت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الحقوق الفلسطينية، لا سيما التي تمس المقدسات الفلسطينية عموما والقدس بشكل خاص، إلى اندلاع انتفاضات وهبّات شعبية منها ثورة النبي موسى عام 1920، وثورة يافا عام 1921، وثورة البراق عام 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهبة باب الأسباط عام 2017.