قديما قالوا، عدو عاقل غير من صديق جاهل، لم يهدأ بعد غبار معركة انتخابات الرئاسة، وأنا أصدق النتائج التى أعلنتها حملة مرسى عن فوزه وإن كنت لا أراها كافية، لتعلن اللجنة العليا فوزه بالمنصب، وأعتقد أن اللجنة ستتباطأ فى إعلان النتيجة النهائية، تاركة الفرصة لجهات عدة أن تمارس كل ألوان الضغوط وحملات التشهير، على المرشح الفائز د محمد مرسى من أجل إرهابه ودفعه للقبول بإرادة العسكرى، ونصيحة من صديق، قد يعتقده الإخوان عدوا، وليكن فعدو عاقل كما قلت خير من صديق جاهل، من الآن على الدكتور مرسى أن يتحدث وحده طويلا، وليصمت السيد خيرت الشاطر طويلا، من الآن ليعلن دكتور مرسى استقالته من جماعة الإخوان ومن حزب الحرية والعدالة، ويقدم نفسه، ومن خلال خطاب واضح ومحدد، يبتعد عن لغة الدبلوماسية التى لا تطيقها اللحظة الفارقة، باعتباره رئيس الدولة المصرية الوطنية المدنية الحديثة، التى هى امتداد لوطنية عرابى، ومصطفى كامل ومحمد فريد، وسعد زغلول وجمال عبد الناصر، على كل رموز الإخوان أن ينسوا أن محمد مرسى كان إخوانيا، ولا يتحدثون باعتبارهم من يحكمون الآن، على الإخوان أن يدققوا فى ماهية الأرقام التى أعلنوها هم، والتى تقول بفوز مرسى بنسبة 52% من أصوات الناخبين هذه النسبة مقارنة بنسبة 25% حصل عليها د مرسى فى الجولة الأولى، تعنى أن 27% من الناخبين الكارهين لأحمد شفيق وللنظام القديم صوتوا لمرسى، بدافع كراهيتهم لخصمه، وليس حبا فيه ولاثقة فيما يطرحه من برامج، لو أضفنا أن 48% صوتوا لشفيق، فذلك يعنى أن هناك 75% ممن صوتوا فى الانتخابات لا يرون فى د مرسى البديل الأفضل، ولا برنامجه أو برنامج جماعة الإخوان ومشروعهم الاختيار المفضل، أمام د مرسى فرصة ذهبية للتبشير بصلاحية ما يحتكم له من منهج فى حياته، وما يستبطنه من قيم من خلال سلوك رجال الدولة. وأول هذا السلوك الإيجابى، أن يقطع كل صلة له بجماعة الإخوان ويبنى فريقا رئاسيا، لا يضم أحدا من الإخوان أو من حزب الحرية والعدالة، ويؤسس لنمط الرئيس المنحاز للناس، ولمصالح الوطن العليا، وليس لطائفة، سواء كانت طائفة دينية، أو طائفة رجال الأعمال، أو حتى رجال العصابات على نحو ما شاهدنا فى حقب مبارك فى الحكم. سيدى الرئيس مرسى احذر من أن تدخل قفص العسكرى، وتدخل مصر معك، إما رئيسًا بصلاحيات كاملة، قائدا أعلى للقوات المسلحة، التى هى جزء من السلطة التنفيذية، يعين الرئيس وزير الدفاع، ويحدد الدستور الذى يكتبه ممثلو الشعب، كيفية تشكيل المؤسسات، سواء مجلس الأمن القومى، أو مجلس الدفاع الوطنى، أو أى مجلس آخر، لا وصاية من العسكر، الذين هم خدم لهذا الشعب. رئيس كامل الصلاحيات، دستور يكتبه ممثلو الشعب، برلمان لا يملك العسكرى حله، ولاشرعية لكل تلك الإجراءات التى مررها قضاء مسيس. وعلى العسكر أن يعلموا، أنهم لن يفلتوا من غضب الشعب، الذى قد يصمت طويلا، ولكنه حين يغضب يطيح بأى قوة تعترض طريقه نحو الحرية والمجد. لا تخف من ذى سلطان وعسكر، فأنت رئيس منتخب الشعب لم ينتخبك لأنك تمثل الإخوان، الشعب اختارك لتنقذ الثورة، وتحقق مطالبها عيش، حرية، كرامة إنسانية. هذه نصيحة من صديق عاقل وليست من صديق جاهل اقبلها من أجل الله ومن أجل مصر التى اختارتك رئيسًا.