هدى شعراوى من أوائل "الناشطات" فى مجال الاستقلال السياسى والنشاط النسوى فى نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. هى نور الهدى محمد سلطان، ولدت فى مدينة المنيا، فى صعيد مصر، فى مثل هذا اليوم عام 1879، وهى ابنة محمد سلطان باشا، رئيس مجلس النواب المصرى الأول فى مصر فى عهد الخديوى توفيق. تلقت التعليم فى منزل أهلها كما كان متبعًا وقتها فى تعليم البنات، وتزوجت مبكرًا فى سن الثالثة عشرة من ابن عمتها "على الشعراوى" رفيق سعد زغلول وأحد أشهر قادة ثورة 1919، وكان يكبرها بما يقارب الأربعين عاما، ليتغير لقبها إلى "شعراوى". أسست هدى جمعية لرعاية الأطفال عام 1907، وفى العام التالى (1908) فتحت الجامعة المصرية (جامعة القاهرة) ونجحت فى إقناع إدارتها بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان لنشاط زوجها على الشعراوى السياسى الملحوظ فى ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها. فى العام 1921 وفى أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، دعت هدى شعراوى إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عامًا، وكذلك للفتيان ليصبح 18 عامًا، كما سعت لوضع قيود للرجل للحيلولة دون الطلاق من طرف واحد، كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهنى والسياسى. وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات، كما دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هى بخلعه، وهو ما اعتبره البعض وقتها علامة انحلال، لكنها حاربت ذلك من خلال دعوتها إلى تعليم المرأة وتثقيفها وإشهار أول اتحاد نسائى فى مصر. أسست هدى "الاتحاد النسائى المصرى" عام 1923، وشغلت منصب رئاسته حتى وفاتها عام 1947، كما كانت عضوًا مؤسسًا فى "الاتحاد النسائى العربى"، وصارت رئيسته عام 1935، وفى نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمى، وحضرت عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر روما العام 1923، ومؤتمر باريس عام 1926، ومؤتمر أمستردام العام 1927، ومؤتمر برلين العام 1927، ومؤتمر اسطنبول العام 1935، وكذلك دعمت إنشاء نشرة "المرأة العربية" الناطقة باسم الإتحاد النسائى العربى، وأصدرت مجلة "المصرية" عام 1925، وطالبت بتعليم الفتيات. وفى عام 1938، نظمت هدى شعراوى مؤتمرًا نسائيًا للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع فى التمريض والإسعاف. وتوفيت فى 13 ديسمبر سنة 1947.