رأى مراقبون أن قرار الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء الأسبق, بإعلان عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة العام الجارى من الإمارات, جاء بعد مشاورات وموافقة من قبل الجانب الإماراتي, خاصة أنه يقيم فى دبى منذ خسارته فى السباق الرئاسى الذى حصل فيه على 12مليون صوت فى 2012, إلا أن تصريحاته التى أعقبت إعلان ترشحه, قد تضعه فى أزمة مع أبوظبى قبل خوضه الانتخابات. وقال "شفيق"، فى بيان متلفز عقب إعلانه الترشح، إن السلطات فى دولة الإمارات منعته من مغادرة البلاد, وأنه كان ينوى إجراء جولة لمتابعة المصريين المغتربين قبل أن يتوجه إلى بلده خلال الأيام المقبلة, وذلك بعد ساعات من إعلان نيته الترشح فى انتخابات الرئاسة المصرية المقررة العام المقبل. وردًا على شفيق، نفت الإمارات على لسان أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية، وجود أى عوائق تمنع شفيق من مغادرة الإمارات, منتقدًا تصريحات شفيق قائلاً: "تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ إلى الإمارات هاربًا من مصر". السفير معصوم مرزوق, مساعد وزير الخارجية الأسبق, أكد أن دولة الإمارات تعلم مكانة مصر جيدًا ونتيجة ذلك هناك توافق كبير من البلدين سواء فى المواقف المشتركة أو فى تقارب وجهات النظر, ولا يمكن أن تغامر بمرشح قوى مثل الفريق أحمد شفيق. وأشار معصوم خلال حديثة ل"المصريون"، إلى أنه لا يمكن الحديث الآن عن دعم الإمارات لشفيق أو أى مرشح آخر إلا عند الترشح بشكل رسمي, مؤكدًا أن كل ما حدث أمس كان بتنسيق بين شفيق ودوائر الحكم فى الإمارات. وأوضح, أن دول الخليج بشكل عام ستقف مع المرشح التى سترى فيه توافقًا مع مصالحها, وبما يتوافر فيه من أمن واستقرار فى أكبر دولة عربية, مشيرًا إلى أن عدم الاستقرار فى مصر قد يضر المنطقة العربية برمتها. من جهته, قال أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, إن مثل تلك المواقف تعد فردية, وستختلف ولا تعبر عن علاقات مستقبلية, خاصة أن شفيق لم يعلن ترشحه بشكل رسمي, وحال خوضه الانتخابات وفوزه سيحدث تغييرًا كبيرًا فى المواقف بين مصر والخليج. وأوضح فى تصريحات خاصة, أن موقف الدول العربية لأى رئيس مصرى يتوقف على مدى شعبيته وصلاحياته, مشيرًا إلى أن الخليج تخلى عن مرسى بعد أن فقد شعبيته قبل عزله, ودعم الرئيس الحالي, وقت أن كان يملك رصيدًا كبيرًا من الجماهير. كانت إحدى وكالات الأنباء التركية، نشرت خبرًا يفيد بمغادرة الفريق أحمد شفيق، مقر إقامته فى دولة الإمارات، متجهًا إلى العاصمة الفرنسية باريس. ولم يصدر حتى الآن أى بيان رسمى من دولة الإمارات، أو من أية جهة رسمية أخرى يفيد تأكيد الخبر الذى بثته الوكالة التركية.